ارشيف من :آراء وتحليلات
روسيا سترد بشكل ساحق على أية بادرة عدوان في كل مكان
على خلفية التطورات الدرامية في الشرق الأوسط، واستمرار المعارك في أوكرانيا، وبعد الفشل الذريع للجيش الاوكراني الانقلابي في اختراق خطوط قوات "الدفاع الشعبي" في الدونباس والالتفاف حولها لتشكيل "منطقة عازلة" على الحدود مع روسيا بعمق 50 ـ 70 كلم، شرعت روسيا في إجراء سلسلة متواصلة من المناورات العسكرية الكبيرة، من البحور الجليدية في القطب المتجمد الشمالي حتى البحر الأسود. وقد ردَّت الولايات المتحدة الأميركية على ذلك بإجراء مناورات في رومانيا وبلغاريا سميت "الحزم الأطلسي"، مما يذكر بتسمية "عاصفة الحزم" ضدَّ الشعب اليمني، لا لشيء آخر بل للتأكيد أن "مهبط الوحي" واحد والهدف واحد.
استعداد شامل على كل الجبهات
وقد أجرت روسيا في الأسبوع الماضي مناورات ضخمة في بحر الشمال وبحر البلطيق شارك فيها 80 الف جندي (وخاصة قوات الانزال الجوي والبحري) وثلاثة آلاف دبابة وآلية عسكرية و220 طائرة من عدة أنواع و100 سفينة حربية و15 غواصة، واستخدمت فيها الصواريخ البالستية والسمتية والمجنحة الجديدة. وصرح الرئيس بوتين ان هذه هي واحدة من سلسلة مناورات كبرى ستُجرى هذا العام، كما نقلت عنه وكالة اسوشيتد برس.
الجيش الروسي
وقدم وزير الدفاع "سيرغيي شويغو" تقريرا الى الرئيس بوتين أن الهدف من هذه المناورات يكمن في التحقق من الجهوزية القتالية للتشكيلة العسكرية الجديدة في القطب المتجمد الشمالي، وكذلك في قدرة القوات المسلحة على الانتشار في وقت واحد في عدة مسارح عمليات في ميادين القتال.
"الحزم الأطلسي" لواشنطن
وأعلن الكولونيل "ستيفن وورن" من البنتاغون أن الولايات المتحدة الأميركية بدأت بإجراء مناورات عسكرية في بلغاريا ورومانيا كجزء من عملية أوسع باسم "الحزم الاطلسي"، وقال "ان تشكيلة لواء الانزال الجوي ذي الرقم 173 وصلت الى مدينة غالاتس، حيث بدأت مناورات مشتركة مع القوات الرومانية. وفي الوقت ذاته بدأت في بلغاريا مناورات تدريبية تشارك فيها فصيلتان من القوات البرية الأميركية في أوروبا".
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية الروسية "تاس" أنه في الأسبوع الماضي قامت قوات مسلحة أميركية وبولونية بمناورات مشتركة هدفها التدرب على نقل أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ من طراز "باتريوت".
وأعلن وزير الدفاع البولوني توماش شيمونياك ان "البلدين سيقومان في الأشهر القادمة بفعاليات مشتركة ليست اقل أهمية في نطاق الدفاع".
حتى فنلندا تريد الانضمام الى الناتو
أمام هذه الصورة غير المريحة للغرب، يبدو بوضوح ان روسيا لم تعد تلك "البقرة الحلوب" او "البقرة الذبيحة" التي ينهش من لحمها ما هب ودب، وهي الآن تقف بحزم للدفاع عن مصالحها القومية وتتمسك بمبادئ العلاقات الدولية المتكافئة القائمة على المنفعة المتبادلة، ولذلك أصبحت حتى بلدان هامشية - كانت تعيش على فتات نهب روسيا، كجورجيا وأوكرانيا ورومانيا وبلغاريا ودول البلطيق وفنلندا - تميل الى الانضمام الى حلف الناتو على أمل إرهاب "الدب الروسي" وكسر مخالبه وعودة "الزمن الجميل" لنهب وابتزاز روسيا بدون حساب، حتى باسم "الجيرة" و"الصداقة".
وقد نقلت وكالة تاس عن الكسندر ستوب، رئيس الوزراء الفنلندي، قوله أن انضمام فنلندا الى الناتو هو خطوة منطقية في إطار السياسة الأمنية لبلاده. وكان يتحدث في اجتماع لمنظمة "مجتمع الباسيفيك" التي تضم خبراء في السياسة الخارجية. وقال "انني اعتبر أن العضوية في الناتو هي استمرار لسياسة خارجية طويلة الأمد للأمن، وجزء من اندماج بلادنا بالغرب، وسيكون ذلك خطوة منطقية".
وحسب رأي ستوب فإن الحكومة الفنلندية الجديدة، التي ستتشكل بعد الانتخابات البرلمانية في شهر نيسان الحالي، يجب ان تدرس ماذا يقدم للبلاد انضمام فنلندا الى الحلف "الدفاعي!" الغربي. وأضاف انه سيكون من المستحسن أن تتم دراسة ذلك بصورة مشتركة مع السويد.
جيش الصقيع القطبي
وفي المناورات الشاملة التي تجريها روسيا الآن، تشارك وحدات من الجيش الخاص للقطب المتجمد الشمالي. وقد نجح جنود وضباط هذه الوحدات في إدخال آلياتهم العسكرية في المضلعات الصقيعية للقطب الشمالي. وفي ظروف الشتاء القطبي القارس كان يتوجب عليهم أن يطلقوا النار ليلاً ونهاراً بالأسلحة المعتمدة. كما عليهم أن يتحققوا من القدرة القتالية في أقسى الظروف المناخية والميدانية، وأن يقيّموا قدرة احتمال الصقيع للمدافع ذاتية الحركة من طراز "كفوزديكا" و"اكاسيا"، ودبابات T-72B3 والناقلات المدرعة BTR-80.
قوات الشمال تقوم بمناورات في القرم
هذا وقد نظم أسطول البحر الأسود - وقاعدته الرئيسة في سيباستوبول- مناورات تدريبية واسعة النطاق في المنطقة الجبلية من شبه جزيرة القرم. وشارك في المناورات آلاف الجنود من وحدات الرماية بالبنادق والرشاشات الآلية، وقطعات من مشاة البحرية، وعدد من فصائل المدفعية ـ الصاروخية. كما شاركت فيها الوحدات المشكلة حديثا من مختلف المناطق الروسية. وكل هذه الوحدات تدخل في إمرة هيئة الأركان الاستراتيجية الجديدة التي "ولدت" في قاعدة الاسطول الشمالي.
توسيع السيطرة على الأرض في القطب الشمالي
ونذكر بهذه المناسبة أن وزارة الدفاع كانت في نهاية السنة الماضية قد أنهت نشر قوات جديدة في جزيرة "إسكندر لاند" في أرخبيل "فرنسوا ـ جوزف لاند" في أقصى شمال روسيا في أطراف القطب الشمالي. وبالإضافة الى ذلك، ولمصلحة الآمرية الاستراتيجية الجديدة في القطب الشمالي، قامت هيئة الأركان العامة بتعزيز جدي للجيوش الساحلية وقطعات الدفاع الجوي لأسطول الشمال. والخطوة التالية ستكون تطوير البنية التحتية العسكرية لجزيرة كوتيلني، التي تقع في أرخبيل جزيرة نوفوسيبيرسك.
وقد أكَّدت فعالية مثل هذه الخطوات المناورات الكبرى في المساحات الشمالية الشاسعة، التي جرت لأول مرة منذ عدة شهور. ومن ضمن المهمات التي نفذت في تلك المناورات: استكمال عناصر القتال ضد الغارات الجوية وضد مجموعات السفن الضاربة للعدو الافتراضي. وحققت التكنولوجيا الحربية الحديثة نتائج باهرة في القطب الشمالي، نذكر منها المجموعة السمتية الصاروخية ـ المدفعية من طراز "بانتسير ـ S". وفي المناورات الحالية يجري التحقق من فعاليات الأنظمة المدفعية، والدبابات والناقلات المصفحة.
شويغو قدم تقريراً لبوتين عن سنة 2015
وفي نهاية شهر كانون الأول الماضي، عُقد اجتماع موسع في وزارة الدفاع حضره القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية الرئيس فلاديمير بوتين. وقدم وزير الدفاع سيرغيي شويغو امام الرئيس تقريرا موثقا بالفيديو يبين كيف قامت القوات المسلحة بتنفيذ جميع المهمات المطروحة امامها من قبل القيادة العليا سنة 2014. ثم انتقل للحديث عن البرنامج الموضوع لسنة 2015.
جيش "حرب النجوم"
وربما يكون أهم ما أعلن عنه شويغو هو انه في السنة الجارية سيستكمل تكوين نوع جديد من القوات المسلحة الروسية هو القوات الجوية ـ الفضائية التي تقاتل في الوقت نفسه في المحيط الأرضي وفي الفضاء الكوني المحيط بكوكب الأرض. وهي ستتشكل كقوات مختلطة مؤسسة على قاعدة قوات الدفاع الجوي الكلاسيكية وقوات الدفاع الجوي ـ الكوني.
العسكرة الكاملة لروسيا
وبالإضافة الى ذلك، فإن القيادة تخطط لزيادة حجم التشكيلات القتالية للجيش، مع إيلاء اهتمام خاص لتحسين القطعات العسكرية في القرم، ومنطقة كالينينغراد (المحاذية لبولونيا) والقطب الشمالي. وقال شويغو انه يوجد قرار لتشكيل 15 فرقة عسكرية جديدة. وهذا يتعلق بالدرجة الأولى بتشكيل فرق جديدة للقوات الجوية وقوات الدفاع الجوي، التي ستدخل في إطار الأسطول الشمالي، اضافة الى أسراب طيران مختلطة، وقوات مشاة مؤللة، وفصائل صاروخية ـ مدفعية، ومجموعات جديدة من السفن الحربية ووحدات الاستطلاع.
ويخطط الجنرالات انه سيتم في السنة الجارية نشر وحدات القوات القطبية في أقصى الحدود الشمالية لروسيا ـ المسماة: "نوفا زيمليا" (الأرض الجديدة) ـ في الجزر المتجمدة "كوتيلني"، "فرانجل" و"مس شميدت". وأهم ما في الأمر، حسب تعبير الوزير، أن يتم نشر القوات في الوقت المحدد والتنفيذ الصارم للمهمات المطروحة في برنامج الدفاع عن الدولة لسنة 2015. وهذا ما يتيح تجهيز الجيش والاسطول بالأسلحة والتكنولوجيا الحديثة.
التجديد المتواصل للتكنولوجيا العسكرية
وتحدث شويغو في الندوة عن مؤشرات تجديد تكنولوجيا القوات المسلحة. فإن حصة ترسانة الأسلحة الحديثة في القوات البرية مثلاً ستبلغ خلال هذه السنة 32%. وفي القوات الجوية ستبلغ 33%. وفي الأسطول الحربي 51%. وفي جيش الصواريخ الاستراتيجية ستبلغ 57%. وفي جيش الدفاع الجوي ـ الفضائي 54%. وفي كل من الاسطول الحربي الروسي وقوات الانزال الجوية ستبلغ 40%.
كما تحدث شويغو بشكل منفصل عما سيتم في السنة الجارية من تجهيزات بأنواع محددة جديدة من الأسلحة والتكنولوجيا الحربية. وللمثال فإن قوات الصواريخ الاستراتيجية سيتوجب عليها أن تدخل في المناوبة القتالية أربعة أفواج جديدة، مجهزة بمنظومات صاروخية حديثة.
وقد انضمت الى القطاع البحري للقوات الصاروخية الاستراتيجية النووية غواصتان نوويتان للمهمات الاستراتيجية هما "فلاديمير مونوماخ" و "الكسندر نيفسكي".
استنفار دائم
وأعلن شويغو في الاجتماع "ان القوات النووية الاستراتيجية جميعها سوف تتلقى أكثر من 50 صاروخا بالستيا جديداً عابرا للقارات".
أما بالنسبة للقوات البرية، فهي ستتلقى خلال السنة لواءين كاملين من المنظومة الصاروخية "إسكندر ـ M"، و701 من الدبابات الجديدة والناقلات المدرعة للمشاة، وأكثر من 1500 سيارة متعددة المهمات.
أما البرنامج الخاص بتجديد الطيران الحربي فيتضمن: تزويد الطيران الحربي التابع للبحرية بـ 126 طائرة جديدة و88 هيليكوبتر. وبالإضافة الى ذلك فإن وزارة الدفاع مصممة على نشر لواء صاروخي مضاد للطيران، جديد، مجهز بالمنظومات الصاروخية S-300B4، وان تجدد تجهيز 3 أفواج صاروخية مضادة للطيران بمنظومات الدفاع الجوي من طراز S-400.
أما في التشكيلة القتالية للأسطول الحربي فستدخل خلال السنة غواصتان إضافيتان متعددتا المهمات وخمس سفن حربية سطحية. وقبل نهاية السنة ستدخل في المناوبة القتالية محطة رادارية عالية التقنية في مدينة "ينيسييسك" في مقاطعة كراسنودارسك. ويأمل القادة العسكريون ان يتم تركيب محطة رادار متطورة شبيهة في جزيرة "برنيلي" في القطب الشمالي قبل ذلك بستة أشهر.
روسيا ستنتج كل شيء
هذ وأعلن شويغو أنه في إطار الاستغناء عن الاستيراد فإنه قبل نهاية سنة 2015 سيبدأ إنتاج 695 صنفا من الأسلحة والتكنولوجيات من أصل 1070 صنفا كان يتم انتاجها سابقا بالتعاون مع المؤسسات الأوكرانية منذ العهد السوفياتي.
كما تحدث في الاجتماع الرئيس بوتين. ومما قاله: "أنه ينبغي الاستغناء التام عن استيراد أي تكنولوجيا حربية من الخارج، وإنتاج افضل منها في روسيا. وان الفيدرالية الروسية سوف تدافع عن امنها القومي بثبات وحزم. "
*كاتب لبناني مستقل
استعداد شامل على كل الجبهات
وقد أجرت روسيا في الأسبوع الماضي مناورات ضخمة في بحر الشمال وبحر البلطيق شارك فيها 80 الف جندي (وخاصة قوات الانزال الجوي والبحري) وثلاثة آلاف دبابة وآلية عسكرية و220 طائرة من عدة أنواع و100 سفينة حربية و15 غواصة، واستخدمت فيها الصواريخ البالستية والسمتية والمجنحة الجديدة. وصرح الرئيس بوتين ان هذه هي واحدة من سلسلة مناورات كبرى ستُجرى هذا العام، كما نقلت عنه وكالة اسوشيتد برس.
الجيش الروسي
وقدم وزير الدفاع "سيرغيي شويغو" تقريرا الى الرئيس بوتين أن الهدف من هذه المناورات يكمن في التحقق من الجهوزية القتالية للتشكيلة العسكرية الجديدة في القطب المتجمد الشمالي، وكذلك في قدرة القوات المسلحة على الانتشار في وقت واحد في عدة مسارح عمليات في ميادين القتال.
"الحزم الأطلسي" لواشنطن
وأعلن الكولونيل "ستيفن وورن" من البنتاغون أن الولايات المتحدة الأميركية بدأت بإجراء مناورات عسكرية في بلغاريا ورومانيا كجزء من عملية أوسع باسم "الحزم الاطلسي"، وقال "ان تشكيلة لواء الانزال الجوي ذي الرقم 173 وصلت الى مدينة غالاتس، حيث بدأت مناورات مشتركة مع القوات الرومانية. وفي الوقت ذاته بدأت في بلغاريا مناورات تدريبية تشارك فيها فصيلتان من القوات البرية الأميركية في أوروبا".
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية الروسية "تاس" أنه في الأسبوع الماضي قامت قوات مسلحة أميركية وبولونية بمناورات مشتركة هدفها التدرب على نقل أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ من طراز "باتريوت".
وأعلن وزير الدفاع البولوني توماش شيمونياك ان "البلدين سيقومان في الأشهر القادمة بفعاليات مشتركة ليست اقل أهمية في نطاق الدفاع".
حتى فنلندا تريد الانضمام الى الناتو
أمام هذه الصورة غير المريحة للغرب، يبدو بوضوح ان روسيا لم تعد تلك "البقرة الحلوب" او "البقرة الذبيحة" التي ينهش من لحمها ما هب ودب، وهي الآن تقف بحزم للدفاع عن مصالحها القومية وتتمسك بمبادئ العلاقات الدولية المتكافئة القائمة على المنفعة المتبادلة، ولذلك أصبحت حتى بلدان هامشية - كانت تعيش على فتات نهب روسيا، كجورجيا وأوكرانيا ورومانيا وبلغاريا ودول البلطيق وفنلندا - تميل الى الانضمام الى حلف الناتو على أمل إرهاب "الدب الروسي" وكسر مخالبه وعودة "الزمن الجميل" لنهب وابتزاز روسيا بدون حساب، حتى باسم "الجيرة" و"الصداقة".
وقد نقلت وكالة تاس عن الكسندر ستوب، رئيس الوزراء الفنلندي، قوله أن انضمام فنلندا الى الناتو هو خطوة منطقية في إطار السياسة الأمنية لبلاده. وكان يتحدث في اجتماع لمنظمة "مجتمع الباسيفيك" التي تضم خبراء في السياسة الخارجية. وقال "انني اعتبر أن العضوية في الناتو هي استمرار لسياسة خارجية طويلة الأمد للأمن، وجزء من اندماج بلادنا بالغرب، وسيكون ذلك خطوة منطقية".
وحسب رأي ستوب فإن الحكومة الفنلندية الجديدة، التي ستتشكل بعد الانتخابات البرلمانية في شهر نيسان الحالي، يجب ان تدرس ماذا يقدم للبلاد انضمام فنلندا الى الحلف "الدفاعي!" الغربي. وأضاف انه سيكون من المستحسن أن تتم دراسة ذلك بصورة مشتركة مع السويد.
جيش الصقيع القطبي
وفي المناورات الشاملة التي تجريها روسيا الآن، تشارك وحدات من الجيش الخاص للقطب المتجمد الشمالي. وقد نجح جنود وضباط هذه الوحدات في إدخال آلياتهم العسكرية في المضلعات الصقيعية للقطب الشمالي. وفي ظروف الشتاء القطبي القارس كان يتوجب عليهم أن يطلقوا النار ليلاً ونهاراً بالأسلحة المعتمدة. كما عليهم أن يتحققوا من القدرة القتالية في أقسى الظروف المناخية والميدانية، وأن يقيّموا قدرة احتمال الصقيع للمدافع ذاتية الحركة من طراز "كفوزديكا" و"اكاسيا"، ودبابات T-72B3 والناقلات المدرعة BTR-80.
قوات الشمال تقوم بمناورات في القرم
هذا وقد نظم أسطول البحر الأسود - وقاعدته الرئيسة في سيباستوبول- مناورات تدريبية واسعة النطاق في المنطقة الجبلية من شبه جزيرة القرم. وشارك في المناورات آلاف الجنود من وحدات الرماية بالبنادق والرشاشات الآلية، وقطعات من مشاة البحرية، وعدد من فصائل المدفعية ـ الصاروخية. كما شاركت فيها الوحدات المشكلة حديثا من مختلف المناطق الروسية. وكل هذه الوحدات تدخل في إمرة هيئة الأركان الاستراتيجية الجديدة التي "ولدت" في قاعدة الاسطول الشمالي.
توسيع السيطرة على الأرض في القطب الشمالي
ونذكر بهذه المناسبة أن وزارة الدفاع كانت في نهاية السنة الماضية قد أنهت نشر قوات جديدة في جزيرة "إسكندر لاند" في أرخبيل "فرنسوا ـ جوزف لاند" في أقصى شمال روسيا في أطراف القطب الشمالي. وبالإضافة الى ذلك، ولمصلحة الآمرية الاستراتيجية الجديدة في القطب الشمالي، قامت هيئة الأركان العامة بتعزيز جدي للجيوش الساحلية وقطعات الدفاع الجوي لأسطول الشمال. والخطوة التالية ستكون تطوير البنية التحتية العسكرية لجزيرة كوتيلني، التي تقع في أرخبيل جزيرة نوفوسيبيرسك.
وقد أكَّدت فعالية مثل هذه الخطوات المناورات الكبرى في المساحات الشمالية الشاسعة، التي جرت لأول مرة منذ عدة شهور. ومن ضمن المهمات التي نفذت في تلك المناورات: استكمال عناصر القتال ضد الغارات الجوية وضد مجموعات السفن الضاربة للعدو الافتراضي. وحققت التكنولوجيا الحربية الحديثة نتائج باهرة في القطب الشمالي، نذكر منها المجموعة السمتية الصاروخية ـ المدفعية من طراز "بانتسير ـ S". وفي المناورات الحالية يجري التحقق من فعاليات الأنظمة المدفعية، والدبابات والناقلات المصفحة.
شويغو قدم تقريراً لبوتين عن سنة 2015
وفي نهاية شهر كانون الأول الماضي، عُقد اجتماع موسع في وزارة الدفاع حضره القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية الرئيس فلاديمير بوتين. وقدم وزير الدفاع سيرغيي شويغو امام الرئيس تقريرا موثقا بالفيديو يبين كيف قامت القوات المسلحة بتنفيذ جميع المهمات المطروحة امامها من قبل القيادة العليا سنة 2014. ثم انتقل للحديث عن البرنامج الموضوع لسنة 2015.
جيش "حرب النجوم"
وربما يكون أهم ما أعلن عنه شويغو هو انه في السنة الجارية سيستكمل تكوين نوع جديد من القوات المسلحة الروسية هو القوات الجوية ـ الفضائية التي تقاتل في الوقت نفسه في المحيط الأرضي وفي الفضاء الكوني المحيط بكوكب الأرض. وهي ستتشكل كقوات مختلطة مؤسسة على قاعدة قوات الدفاع الجوي الكلاسيكية وقوات الدفاع الجوي ـ الكوني.
العسكرة الكاملة لروسيا
وبالإضافة الى ذلك، فإن القيادة تخطط لزيادة حجم التشكيلات القتالية للجيش، مع إيلاء اهتمام خاص لتحسين القطعات العسكرية في القرم، ومنطقة كالينينغراد (المحاذية لبولونيا) والقطب الشمالي. وقال شويغو انه يوجد قرار لتشكيل 15 فرقة عسكرية جديدة. وهذا يتعلق بالدرجة الأولى بتشكيل فرق جديدة للقوات الجوية وقوات الدفاع الجوي، التي ستدخل في إطار الأسطول الشمالي، اضافة الى أسراب طيران مختلطة، وقوات مشاة مؤللة، وفصائل صاروخية ـ مدفعية، ومجموعات جديدة من السفن الحربية ووحدات الاستطلاع.
ويخطط الجنرالات انه سيتم في السنة الجارية نشر وحدات القوات القطبية في أقصى الحدود الشمالية لروسيا ـ المسماة: "نوفا زيمليا" (الأرض الجديدة) ـ في الجزر المتجمدة "كوتيلني"، "فرانجل" و"مس شميدت". وأهم ما في الأمر، حسب تعبير الوزير، أن يتم نشر القوات في الوقت المحدد والتنفيذ الصارم للمهمات المطروحة في برنامج الدفاع عن الدولة لسنة 2015. وهذا ما يتيح تجهيز الجيش والاسطول بالأسلحة والتكنولوجيا الحديثة.
التجديد المتواصل للتكنولوجيا العسكرية
وتحدث شويغو في الندوة عن مؤشرات تجديد تكنولوجيا القوات المسلحة. فإن حصة ترسانة الأسلحة الحديثة في القوات البرية مثلاً ستبلغ خلال هذه السنة 32%. وفي القوات الجوية ستبلغ 33%. وفي الأسطول الحربي 51%. وفي جيش الصواريخ الاستراتيجية ستبلغ 57%. وفي جيش الدفاع الجوي ـ الفضائي 54%. وفي كل من الاسطول الحربي الروسي وقوات الانزال الجوية ستبلغ 40%.
كما تحدث شويغو بشكل منفصل عما سيتم في السنة الجارية من تجهيزات بأنواع محددة جديدة من الأسلحة والتكنولوجيا الحربية. وللمثال فإن قوات الصواريخ الاستراتيجية سيتوجب عليها أن تدخل في المناوبة القتالية أربعة أفواج جديدة، مجهزة بمنظومات صاروخية حديثة.
وقد انضمت الى القطاع البحري للقوات الصاروخية الاستراتيجية النووية غواصتان نوويتان للمهمات الاستراتيجية هما "فلاديمير مونوماخ" و "الكسندر نيفسكي".
استنفار دائم
وأعلن شويغو في الاجتماع "ان القوات النووية الاستراتيجية جميعها سوف تتلقى أكثر من 50 صاروخا بالستيا جديداً عابرا للقارات".
أما بالنسبة للقوات البرية، فهي ستتلقى خلال السنة لواءين كاملين من المنظومة الصاروخية "إسكندر ـ M"، و701 من الدبابات الجديدة والناقلات المدرعة للمشاة، وأكثر من 1500 سيارة متعددة المهمات.
أما البرنامج الخاص بتجديد الطيران الحربي فيتضمن: تزويد الطيران الحربي التابع للبحرية بـ 126 طائرة جديدة و88 هيليكوبتر. وبالإضافة الى ذلك فإن وزارة الدفاع مصممة على نشر لواء صاروخي مضاد للطيران، جديد، مجهز بالمنظومات الصاروخية S-300B4، وان تجدد تجهيز 3 أفواج صاروخية مضادة للطيران بمنظومات الدفاع الجوي من طراز S-400.
أما في التشكيلة القتالية للأسطول الحربي فستدخل خلال السنة غواصتان إضافيتان متعددتا المهمات وخمس سفن حربية سطحية. وقبل نهاية السنة ستدخل في المناوبة القتالية محطة رادارية عالية التقنية في مدينة "ينيسييسك" في مقاطعة كراسنودارسك. ويأمل القادة العسكريون ان يتم تركيب محطة رادار متطورة شبيهة في جزيرة "برنيلي" في القطب الشمالي قبل ذلك بستة أشهر.
روسيا ستنتج كل شيء
هذ وأعلن شويغو أنه في إطار الاستغناء عن الاستيراد فإنه قبل نهاية سنة 2015 سيبدأ إنتاج 695 صنفا من الأسلحة والتكنولوجيات من أصل 1070 صنفا كان يتم انتاجها سابقا بالتعاون مع المؤسسات الأوكرانية منذ العهد السوفياتي.
كما تحدث في الاجتماع الرئيس بوتين. ومما قاله: "أنه ينبغي الاستغناء التام عن استيراد أي تكنولوجيا حربية من الخارج، وإنتاج افضل منها في روسيا. وان الفيدرالية الروسية سوف تدافع عن امنها القومي بثبات وحزم. "
*كاتب لبناني مستقل