ارشيف من :أخبار لبنانية
تكيّف أميركي مع مطالب العدو وإدارة اوباما تتبنى الشروط الإسرائيلية
كتب المحرر العبري
بعد مرحلة من الاتصالات واللقاءات والمواقف المتقابلة توصلت الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية إلى توافق مبدئي حول استمرار البناء في المستوطنات، في أعقاب اللقاء الذي جمع وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك والمبعوث الأميركي الخاص جورج ميتشل في لندن. ووفقا لما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية فقد وافق الأميركيون على بناء 2.500 وحدة سكنية في المستوطنات، موزعين في 700 مبنى. على ان يتم تجميد البناء في المستوطنات فقط في اطار مفاوضات اقليمية ـ يشارك فيها سوريا ولبنان ايضا.
ماذا يعني هذا الاتفاق وإلاما يؤشر؟
بداية لا بد من التذكير ان مطلب تجميد البناء في المستوطنات، هو احد مطلبين (إلى جانب الاعتراف باقامة دولة فلسطينية) طالبت بهما الادارة الاميركية "إسرائيل" كأساس وتمهيد لدفع مسيرة التسوية. وبعد تجاوز القضية الاولى عبر تلفظ رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بالدولة الفلسطينية في اعقاب تفريغه لها من أي محتوى يمت إلى الدولة بصلة، اتى الاتفاق الاميركي الاسرائيلي ليكشف عن تكيف أميركي مع المطلب الإسرائيلي في قضية المستوطنات.
يبدو جليا أن موافقة الإدارة الأميركية على الاقتراح، أو المطلب الإسرائيلي، يتعارض مع المواقف الابتدائية التي أطلقها المسؤولون الأميركيون، والتي كانت تتضمن وقف تام للبناء في المستوطنات تحت أي عنوان، كمقدمة لاستئناف مسيرة التسوية. الأمر الذي يعني أن تجميد البناء في المستوطنات لم يعد شرطا للبدء في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية وانما في إطار اتفاق عربي إسرائيلي تحصل في مقابله "إسرائيل" على أثمان تتمثل بخطوات تطبيعية من الجانب العربي.
التبني الأميركي للطلب الإسرائيلي سيترجم مساعي عملانية مع الدول العربية المعنية
|
من الواضح أن التبني الأميركي للطلب الإسرائيلي سيترجم مساعي عملانية مع الدول العربية المعنية كي تقدم المطلوب منها لكسب ثقة "إسرائيل" والموافقة على السير في طريق التسوية!. وهو ما سيتم من خلال الجولة التي ينوي المبعوث الأميركي جورج ميتشل القيام بها في المنطقة الأسبوع المقبل.
في هذا المجال لا بد من تسجيل انجاز تكتيكي لصالح نتنياهو الذي تمكن أن يمحور النقاش والضغوطات حول قضية تجميد المستوطنات بحيث تحولت الأخيرة إلى خط دفاع عن القضايا الأساسية للتسوية (القدس واللاجئين والأرض (تفكيك المستوطنات) وإذا أردنا أن نستقرأ آفاق التسوية انطلاقا من نتائج الجولات الأميركية الإسرائيلية (على قاعدة أن المكتوب يقرا من عنوانه) من الواضح أن الأميركي في ظل الإدارة الجديدة، سيكون دائما إلى جانب "إسرائيل" في كل مطالبها وهواجسها واطماعها، وبعد ذلك يتم تحديد ما يمكن تقديمه للطرف الفلسطيني والعربي.
ويسجل للحكومة الإسرائيلية انها اتقنت لعبة توزيع الادوار التي عمل فيها باراك اليساري على انتزاع موافقة اميركية على المطالب الإسرائيلية من اجل تمكين نتنياهو من تمرير "صفقة" تجميد الاستيطان مقابل تطبيع عربي مع إسرائيل في حكومته اليمينية. من هنا قدم باراك بعد عودته إلى "إسرائيل" تقريره إلى "السداسية" التي تشكل القيادة الحقيقية للحكومة (نتنياهو وباراك وافيغدور ليبرمان ودان ميريدور وبني بيغن وموشيه يعلون)، من اجل مباركتها على هذه المعادلة.
فاذا كانت هذه الادارة التي هللت لها الانظمة العربية، وعقدت عليها رهاناتها وامالها يمكن القول لهم منذ الان "تخبزوا بالافراح".