ارشيف من :ترجمات ودراسات

كاتب اسرائيلي: الاتفاق النووي أصبح موجوداً والدول العربية تنتظر ’المحاسبة’

كاتب اسرائيلي: الاتفاق النووي أصبح موجوداً والدول العربية  تنتظر ’المحاسبة’
تناول محلل شؤون الشرق الاوسط في صحيفة "اسرائيل هيوم" إيال زيسر في مقال له اليوم انعكاسات الاتفاق النووي الدولي مع إيران على "اسرائيل" والعالم العربي، فكتب: "لقد قيل الكثير حول الخطر الكامن الذي ينتظر دول المنطقة، وليس فقط "اسرائيل"، من الاتفاق المتبلور بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الايراني حسن روحاني.. هذا الخطر لا يكمن تحديداً في ما سيحدث في المنطقة بعد نحو عقد أو حتى قبل ذلك أو حين تقرر إيران أنه حان الوقت لتتحول الى دولة نووية، فالقرار لا يقف الآن على سلّم أولويات طهران، ومن الممكن جداً أنها تفضّل تأجيله لبضع سنوات الى حين نشوء الظروف الإقليمية والدولية التي تُساعدها على اتخاذه".

ويقول زيسر "المشكلة هي أن الدعم الذي يتلقاه الإيرانيون من واشنطن - ولا نتحدث هنا فقط عن حرية المناورة السياسية، بل عن حرية المناورة الاقتصادية أيضاً أكثر من السابق - في محاولة لتعزيز تأثيرها الإقليمي مقابل "إسرائيل" و"الدول العربية المعتدلة".. في أربع دوائر ظهر فيها التأثير الإيراني في السنوات الاخيرة في منطقتنا، وفي كل واحدة منها علينا أن نتوقع نشاطاً وتهديداً إيرانياً ملموساً أكثر من الماضي".
 
ويشرح زيسر أنه "في الدائرة الاولى يدور الحديث عن مواقع إيرانية موجودة منذ فترة تحت سيطرة طهران. سوريا والى جانبها حزب الله في لبنان وحركة "حماس" في قطاع غزة. كل هؤلاء يعتمدون عسكرياً واقتصاديا على "مائدة طهران" ويحتاجون كثيراً للمساعدة الايرانية في صراعهم على البقاء أمام خصومهم. من الواضح أن اتفاقاً أمريكياً - إيرانياً سيُعطي طهران حرية حركة بل قدرة كبيرة أكثر من السابق لتقديم مساعدة كهذه. ليس فقط فقراء إيران يمكن أن يستفيدوا من الثمار الاقتصادية لانفتاحها على العالم، ولكن قبل الجميع سيستفيد مقاتلو حزب الله و"حماس" الذين تصل رواتبهم ومعداتهم مباشرة من إيران"، أما في الدائرة الثانية  التي تظهر فيها التأثير الإيراني هي شيعة العراق واليمن الذين دفعوا الى أحضان إيران وهذا يشجّعهم على القيام بأعمال حزب الله في لبنان، والتحول الى قوة ايرانية متقدمة على شواطئ البحر الاحمر وفي قلب العراق"، على حدّ وصفه.

كاتب اسرائيلي: الاتفاق النووي أصبح موجوداً والدول العربية  تنتظر ’المحاسبة’
صحيفة اسرائيل هيوم

ويتابع زيسر: "في الدائرة الثالثة توجد دول الخليج كالبحرين وعُمان وحتى السعودية. هذه بدون شك ستشعر في الفترة القريبة بقوة اليد الايرانية التي تعمل على تشجيع "الشيعة" على رفع رؤوسهم ضد حكامهم"، حسب تعبيره، ويردف "الحديث في هذا السياق لا يدور عن مخططات للمستقبل البعيد، ولكن عن نشاطات إيرانية محددة وآنية. إذ أن أكثر ما يدفع الاتفاق الايراني – الامريكي طهران باتجاه الذرة  هو منحها مكانة دولية اقليمية شرعية عظمى، وهي شريكة في مباحثات الكبار وعليه: فإن الدول النووية الخمس العظمى في العالم القديم أضيفت لها الآن ايران".

وبرأي الكاتب الاسرائيلي، لقد طمحت إيران دائما الى مكانة كهذه التي تعني ليس فقط احتراما ولكن توسيع النفوذ الى محيطها بدءاً من الخليج ووصولاً الى ما يسميه الايرانيون "حلقة الأمن" التي تمتد من مرتفعات الجمهورية الاسلامية وحتى الشواطئ الغربية للبحر الابيض المتوسط، وتشمل لبنان وغزة و"اسرائيل".. بهذا يمكن تفسير القلق في العالم العربي إزاء الاتفاق الذي طُبخ في لوزان".

ويخلص إيال زيسرالى أن المسؤولين في واشنطن وطهران يحتفلون، بينما يقضم الاسرائيليون أظافرهم قلقاً، أما حكّام العالم العربي فسيتعدّون لدفع الحساب.
2015-04-07