ارشيف من :أخبار عالمية
الرئيس اليمني الفار.. يتسوّل النصرة من الغرب
لم يصل رئيسٌ للقاع الذي وصل اليه الرئيس اليمني، الفارّ من شعبه، عبد ربّه منصور هادي. الرّجل الذي قَبِلَ أن تستمر بلاده تحت الوصاية السعودية على مقدراته ومستقبل أبنائه، ها هو اليوم بعد اختبائه لدى المعتدين من آل سعود، ودعوته للعدوان على اليمن، يتسوّل النصرة من الغرب.
بلهجة الناعي، كتب منصور هادي مقاله في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية. وتحت عنوان "يجب إيقاف الحوثيين"، شكا هادي ضعفه للرأي العام الغربي. مقال هادي تضمّن دعوة لمن أسماهم "المتسببين بالفوضى في اليمن للاستسلام والتوقف عن خدمة طموحات الآخرين"، ويقول "مكان الحوثيين هو طاولة المفاوضات وليس ساحات المعارك التي يرهبون من خلالها مواطنيهم"، على حد زعمه.
ولو سلّمنا جدلاً بمنطق هادي في قلب الأمور وتوصيف المُعتَدَى عليه بأنه المُعتدي، فإن ما يكشف كذبه في دعوته هذه الى الحوار، أن أبناء اليمن منذ وجودهم على هذه الأرض، وحتّى يومنا هذا، لديهم لغتهم المعروفة، أي اللغة العربية. واذا كان هادي قد نسي خلال فترة فراره وبعده عن بلاده، لغته الأمّ، فإنه من غير المنطقي أن يخاطب شعب اليمن باللغة الانجليزية عبر مقال في صحيفة أميركية.
المقال كما ورد على موقع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية
اذا، ما الهدف من مقالته تلك؟ لقد بدأ هادي، كما أولياء نعمته من آل سعود، إدراك فداحة هزيمتهم على أرض اليمن. فكل غاراتهم الجوية لم تفلح في وقف تقدّم الجيش اليمني، واقتراب تحريره لكامل الأرض اليمنية من المرتزقة والتكفيريين. وبعد خذلان باكستان له، ورفض تركيا ارسال قوات عسكرية على الارض للمشاركة بالعدوان، رأى هادي أن "النحيب" عبر الاعلام الغربي، قد يجدي نفعاً في زيادة مستوى الدعم الأميركي للعدوان.
وفي محاولة يائسة منه لترهيب الغرب مما هو قادم في حال بقاء الأمور على ما هي عليه، ختم قائلاً "إن لم يتم وقف الحوثيين فإنهم سيصبحون نسخة من حزب الله الذي توظفه إيران لترهيب الشعوب في المنطقة وخارجها. وسيحُف الخطر شحنات النفط التي تمر عبر البحر الأحمر والتي يعتمد عليها الكثير من بلدان العالم . كما أن تنظيم القاعدة وجماعات متطرفة أخرى سوف تجد في اليمن أرضا خصبة للنمو".
عرف هادي كيف يثير مخاوف الغرب، فهو فعلاً يخاف قوّة المقاومة في لبنان على طفلته المدللة "اسرائيل". لكن فات الرئيس الفار أن العالم قد تغيّر. وأن السياسات العالمية لم تعد ترسم فقط، وفق التسعيرة النفطية لآل سعود. فأسياده الأميركيون على عكس أولئك في "مملكة الرمال"، يدركون أن إرسال جنودهم الى أرض اليمن، هو محرقة لهم، وهم لا يأخذون قراراتهم وفقاً لمزاجيّة ملك هنا او امير هناك، بل وفقاً لمصلحة بلادهم، حصراً.