ارشيف من :ترجمات ودراسات

قلق ’إسرائيلي’ من تزويد إيران بمنظومة أس 300 الروسية

قلق ’إسرائيلي’ من تزويد إيران بمنظومة أس 300 الروسية
علّقت صحيفة "هآرتس" على قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلغاء حظر تزويد إيران بمنظومة أس 300، فرأت فيه "عائقاً مقلقاً لـ"إسرائيل" من شأنه حد قدراتها".

واعتبرت "هآرتس" أن "إلغاء الحظر الروسي يعبر عن تحسن جوهري في وضع إيران بعد أقل من أسبوعين على بلورة اتفاق إطار بخصوص برنامجها النووي"، وأضافت "مع أن الاتفاق النووي النهائي من المفترض أن يُوقّع بعد نحو شهرين ونصف، ورغم أن العقوبات على إيران لم تُرفع بعد، إلا أن الإيرانيين بدأوا يتمتعون بثمار الاتفاق. فحسب التفسير الروسي، العقوبات المفروضة على تزويد طهران بالسلاح لا تزال سارية المفعول، لكنها لا تسري على هذه الصفقة لأنها تتعلق بصفقة سلاح دفاعي.. بالنسبة لـ"إسرائيل"، على الرغم من أن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية لا يبدو واقعيا الآن، إلا أنه ثمة قلق في "إسرائيل" من تحسن قدرات إيران، وفي هذه الحال، سيجد سلاح الجو نفسه مضطراً الى إيجاد حل لتزويد إيران بمنظومة دفاع جوي متطورة".
 
من جانبه، قال السفير الاسرائيلي السابق في موسكو "تسفي ماجن" للصحيفة - وهو يعمل حاليا باحثا في مركز دراسات الأمن القومي في جامعة "تل أبيب" - إن رسالة بوتين حول اللأس 300 هي تحدٍ للغرب"، وأردف "إن الهدف من زيادة النشاط الروسي في الشرق الأوسط، يأتي أيضا للتعويض عن فشل بوتين في أوكرانيا، في حين أن صفقة الأسلحة المزمع تزويد إيران بها، سيساعد موسكو مرة أخرى لتعزيز علاقاتها مع طهران"، وفق زعمه.

من وجهة النظر الإسرائيلية، هناك تطور مثير للقلق، لكن ما يمكن لـ"اسرائيل" أن تعزي نفسها به وتأمل به أيضاً أن يتضح بعد ما اذا كانت روسيا تعتزم تزويد الإيرانيين بنموذج قديم من الصواريخ، أو ما هو أحدث منه وأكثر فعالية، لكن على أية حال هذه المنظومة من شأنها ان تشكل نقلة نوعية لقدرات الدفاع الجوي الايراني وخاصة حول المواقع النووية، على ما جاء في "هآرتس".


"معاريف": روسيا غير مستعدة لفقدان إيران كذخر لها في الشرق الاوسط

بدوره، قال المعلّق الأمني في صحيفة "معاريف" يوسي ميلمان "مرة أخرى فوجئ المسؤولون في "تل أبيب" وواشنطن من قرار روسيا بيع مضادات متطورة للطائرات من نوع "إس 300" لإيران، لافتاً الى أن استناداً الى القرار الروسي  يظهر على الأقل أربع عِبر أساسية:
1- العقد تم فرطه.
2- القدرة على مهاجمة المنشآت النووية الايرانية ستكون أصعب رغم أنها ليست مستحيلة بالنسبة لأسلحة الجو الاسرائيلية والامريكية. وعليه، ستصبح أصعب على سلاح الجو الاسرائيلي، الذي ليس لديه قاذفات متملصة.
3- روسيا غير مستعدة لفقدان إيران "كذخر" لها في الشرق الاوسط.
4- رغم السياسة "التصالحية" لـ"اسرائيل" تجاه روسيا، فإن تأثيرها على السياسة الخارجية لبوتين هامشي جداً.

قلق ’إسرائيلي’ من تزويد إيران بمنظومة أس 300 الروسية
منظومة أس 300 الروسية

ووفق ميلمان، ستبذل روسيا كل ما في وسعها من اجل إبقاء ايران في مجال تأثيرها وكشريكتها السياسية الكبيرة. على الأجندة هناك عدد من الصفقات الضخمة بمبلغ نحو 20 مليار دولار من النفط والواردات وغيرها. من هذه الناحية، يقول يوسي ميلمان "يبدو أنه رغم جهود "تل أبيب" بقيادة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان والتي تضمنت ايضا عدة زيارات له ولرئيس الحكومة من أجل إيجاد مداخل الى قلب بوتين، وبالتأكيد في كل ما يتعلق بتسليح ايران، اتضح أنه عندما يتعلق الامر بمصالحها الحيوية فإن روسيا لا تحسب حسابا لـ"اسرائيل".
 
وفي النهاية، يخلص يوسي ميلمان الى القول إنه "ربما يكون هذا هو الامر الأهم لـ"اسرائيل": احتمالات تحقق الخيار العسكري الاسرائيلي، اذا كانت أصلا موجودة، ستتقلص أكثر، عندما يتم تزويد ايران باجهزة الـ "إس 300"، ويتم نشرها للدفاع عن الاجواء الايرانية. الحديث يدور عن تشكيلة سلاح تعتبر من الاكثر تطورا في العالم بإمكانها إسقاط طائرات وصواريخ من كل الانواع بما في ذلك الصواريخ البحرية بمساعدة رادار متطور لمسافة تصل حتى 300 كم. مع ذلك ورغم كل شيء، فإن سلاح الجو ما زال بإمكانه مع ذلك تنفيذ هجوم، رغم أن المخاطر التي تكتنفه والثمن الذي سيدفعه في الخسائر البشرية وفي الطائرات التي سيتم إسقاطها، سيكون منذ الآن أعلى أكثر.


"يديعوت": نحن والأمريكيون في المركب نفسه
 
أما المعلق الأمني في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان فيقول من ناحيته "لو كان لدى ايران اليوم صواريخ أس 300 تنفيذية، وقررت "اسرائيل" مهاجمتها صباح غد،  لكانت هذه أوبيرا مختلفة تماما، وذلك لأنها ستكون عائقاً أكبر بكثير من التي واجهت سلاح الجو الاسرائيلي في "حملة اوبيرا" التي دمر فيها المفاعل النووي في العراق".

ويتابع فيشمان "قبل كل شيء ثمة قصة سياسية ترمز الى انهيار نظام العقوبات على ايران. فلم يوقع بعد الاتفاق بين ايران والقوى العظمى، واذا بالروس يوجهون صفعة مدوية الى الادارة الامريكية وحلفائها. وجاء البيان من الكرملين بالتوازي مع زيارة وفد أمني إيران رفيع المستوى لموسكو، وهذا دليل آخر على أن للايرانيين والروس خططاً بعيدة المدى لتوثيق العلاقات والعودة الى التعاون الامني، بما في ذلك بيع السلاح".

واذا لم يكن هذا كافيا، يضيف فيشمان،  ففي موسكو يربط المسؤولون توقيت الاعلان بالازمة في اليمن، حيث يقف الروس الى جانب الايرانيين والحوثيين ويديرون سياسة كيدية تجاه الامريكيين.

وبينما يحاول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو هز سفينة الادارة الامريكية وبالكاد ينجح في إحداث بعض الموج، جاء الروس ليذكروننا بأننا والامريكيين نبحر في القارب ذاته،  وعندما تدخل الماء إليه فإننا نكون أول من يُبتلى، لأننا الادنى مرتبة، وبالتالي لعلّ هذا هو الوقت للكفّ عن هز السفينة والشروع في الحديث بجدية مع القبطان، على ما يكتب فيشمان.
 
من ناحية عملياتية، يلفت فيمشان في مقالته، الى أن الحديث يدور عن منظومة سلاح متطورة تعمل لمسافات وارتفاعات لم يواجهها سلاح الجو بعد. مسموح لنا الافتراض بانه في منتصف العقد الماضي، عندما كانت صفقة بيع الـ أس 300 لايران وسوريا على جدول الاعمال، بدأ المعنيون في "اسرائيل" يستعدون من ناحية عقائد القتال ومن ناحية تكنولوجية للتصدي لهذا التهديد، ولكن طالما لم يروا هذا الصاروخ في العمل الحقيقي ولم يتعرضوا لنقاط ضعفه، ينبغي لنا أن نتوقع المفاجآت.
2015-04-14