ارشيف من :نقاط على الحروف
اضحك مع جعجع: ’كل ما بنته إيران خلال سنوات سيقوم التحالف العربي بفكفكته’!
مثيرون للشفقة هم. أوهامهم ترسم نهاياتهم. وارتهانهم للمال السعودي يضعهم على حافة الهاوية. على المريخ يعيشون، ومن هناك يطلقون الخطابات والشعارات والأحلام. وعلى الأرض، حكاية أخرى، تروي كيف سقطت وسائل إعلام، بل رؤساء أحزاب، جمعيات وغيرهم، في حضيض المنطقة.
يعيش فريق الرابع عشر من آذار في لبنان حالة "سُكرة" يغذّيها زعيمهم الروحي علي عواض العسيري. يواصل السفير الوصي على ببغائيي شعار "حرية، سيادة، استقلال"، إطلاق تصريحاته الخارجة عن الآداب الدبلوماسية. تعليمته للعناصر "حزب الله وكل من يهاجم السعودية في مرمى الاستهداف". أمّا العناصر المنضبطون، فـ"أمرك أمرك... طال عمرك، وزاد دولاراتك... ودولاراتنا".
رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، يبدو أوّل الملتزمين حرفياً بأوامر العسيري. يكرّس الرجل نفسه، نوابه، وإعلامه "الشّتام"، لاستهداف كل ما هو مناهض لمشروع أولياء النعمة. دون أن يدرك حجم الضرر الذي سيلحق بما تبقى من صورته (الصورة التي ترتسم في الأذهان خصوصاً لدى تذكّر تنبؤاته التي لم تتحقق يوماً).
فمن منّا لا تنتابه "كريزة" طويلة من الضحك، لدى قراءته تصريح الرجل لموقع "اليوم السابع". يقول إن "حلفاء إيران فى المنطقة يعارضون كلياً تدخل المملكة العربية السعودية وحلفائها فى اليمن، لأن الخطوة الطبيعية الثانية هي التدخل فى سوريا". لا داع للسخرية، النكتة ليست حصراً في هذه الجملة، بل بما سيليها. يضيف جعجع "وبالتالي فإن كل ما بنته إيران خلال السنوات العشرة أو العشرين الماضية، سيقوم التحالف العربي بفكفكته فى العشرين شهراً المقبلين"! 20 شهراً تحديداً، لا أكثر ولا أقل! نعم، يعيش الحالم برئاسة جمهورية لبنان انفصالاً تاماً عن الواقع! فهل من معين؟!
سمير جعجع
موقع "القوات اللبنانية" ليس أفضل حالاً من رئيسه. الافلاس السياسي دفعه منذ زمن طويل الى انتهاج مبدأ الشتائم. وإن كان البعض يرى في الشتيمة حقاً في زمننا هذا نظراً لكثرة الخونة والمرتزقة وأزلام البلاط، الا أن حنق الموقع من حزب الله دفعه الى التفرّغ للرد، على تغريدات أحد مؤيّدي الحزب. يعتقد أن بتعرّضه لتغريدات جمهور المقاومة على التويتر، يحقق هدفاً في مرمى العدو. يقول الموقع "جواد نصرالله يطلق سلسلة تغريدات معادية للسعودية"، يا لها من جريمة! ألا يعلم القيّمون على الموقع "الشّتام" أن ضيق صدرهم من مجرّد تغريدات تنتقد أربابهم السعودييين هو دليل اضافي على خضوعهم التام للوصاية الجديدة! أم أن دولارات آل سعود في لبنان، باتت طائلة لهذا الحد!
وبما أن التعليمة السعودية واحدة. يعيش موقع تيار "المستقبل" حالة مشابهة من التأزّم النفسي من أي تصريح يمسّ بالسعودية. وبعد تكراره للبروباغندا الاعلامية عينها، يواصل الموقع نهجه الفاشل. الألفاظ ذاتها والعبارات هي هي، لكن بنبرة أعلى، فالدولارات اليوم أكثر (من دون أن نغفل كمية الاعتذارات التي يرددها يوميا من أولياء النعمة). وبما أن معجمه من المصطلحات قد أُفرغ، استنجد اليوم بمقال في صحيفة "السياسة"، ليورده في موقع بارز من صفحته، تحت عنوان "خامئني ونصرالله قررا تحريك جبهة القلمون".
بين فشل العدوان الجوّي السعودي على الشعب اليمني في وقف تقدّم الجيش و"أنصار الله"، وخذلان باكستان وتردد مصر، والجزع السعودي من مواجهة اليمنين وجهاً لوجه، يعيش اتباع آل سعود في لبنان حالة من التخبّط. تارة ينفصلون عن الواقع بأحلام هي أقرب الى الخيال، وتارة أخرى تراهم يبحثون عن مغرّد على "تويتر" ليكتبوا مقال دفاع عن الأرباب، وطوراً تراهم يرددون كالببغاء منذ سنوات طوال، السيمفونية التي ملّ سماعها كل من يسمع، "حزب الله والولي الفقيه". فهل من منقذ أو معالج لهذا الفريق في لبنان يا ترى، حتى لا تكون خساراته فادحة؟