ارشيف من :نقاط على الحروف
الانتصار... في الإعلام السعودي
زهراء جوني
العاصفة التي خرجت من قلب السعودية متجهة نحو اليمن، عادت أدراجها لتصنع زوبعة من الهزيمة في عمق مملكة ال سعود.
لم يُقدّر الانتصار يوماً بعدد الصواريخ والمجازر وحجم الدمار. ولم تكن الأموال يوماً معياراً للنجاح أو الفشل. والدليل أن الدم الذي تنافست السعودية على إهداره في اليمن، محققة هدف التعادل مع العدو الإسرائيلي بعدد المجازر والقتل والإجرام، لم يعد عليها سوى بالهزيمة، وبصفحات سوداء ستضاف إلى تاريخ "آل سعود" الحافل بالظلم والوحشية.
ولعل اضطرار المملكة العربية السعودية إلى إعلان وقف عدوانها على اليمن دفعها للبحث عن مصطلحات انتصار تستخدمها في إعلامها الذي راح يُذيّل كلمات النصر على شاشاته وفي أخباره العاجلة، ما يدفع المتابع إلى الاعتقاد بأن السعودية باتت في قلب اليمن وأن عبد ربه منصور هادي عاد ليتربع على كرسي الرئاسة كما أرادت المملكة.
المضحك في وسائل إعلام "عاصفة الحزم"، الحالة التي تحاول صناعتها وفبركتها وسط سيل من الأكاذيب والوقائع المغلوطة، ثم التفاعل مع الحالة إلى حد تصديقها. فمن يقرأ ويتابع أخبارهم، يبحث عن أي مؤشر لعبارة النصر الواردة في عناوينهم. أي تهديد ادّعت المملكة وجوده واستطاع الطيران السعودي أن يزيله، وأي إرهاب ادعت محاربته نجحت في القضاء عليه؟ والأسوأ من كل ذلك ما تضمنه بيان وزارة الدفاع السعودية من أن وقف "عاصفة الحزم" لن تمنعهم من الاستمرار في حماية المدنيين!
الإرهاب القادم من قلب المملكة لن تستطيع عاصفة من القلب نفسه أن تقضي عليه، لكن الإرهاب قد يأكل صاحبه يوما ما. أما الإعلام الذي تعوّد أن يكتب بلون المال وحجم العملة، فلن يستطيع أن يغير لغته أو يكسر قلمه في وجه من يموله. لن يكتب يوما عن أطفال اليمن الذين باتوا ليال تحت الأنقاض، ولا عن الأم التي تمسك يد طفلها تحت الرماد. لن يكتب إعلام مأجور تلمع في عينيه حفنات الذهب فتطفئ نيران القذائف التي أطلقتها الطائرات السعودية بوجه المدنيين، عن أنين طفلة موجوعة في إحدى المستشفيات تبحث عن أحد من عائلتها، ولا عن صراخ أطفال احترقت أجسادهم فلم يبق من وجوههم سوى أجزاء ستظلّ علامة على همجية العدوان. هذه الصور تعود بنا إلى جنوب لبنان وضاحيته، إلى فلسطين والقدس وأطفال غزة، إلى يد إجرامية تشاركت فيها إسرائيل مع مملكة الخير التي فاضت يدها بالدم والرصاص.
هكذا تنتصر السعودية في إعلامها. تماما كما انتصرت إسرائيل يوما في الجنوب وبيروت، بعدد الصواريخ التي أطلقتها على الأبنية والمنازل والجسور، وبحجم الدم الذي أغرق نصف المدينة. هكذا بالإجرام وحده انتصر العدوان السعودي على اليمن. هذا النصر الذي تتغنى به وسائل إعلامهم لا يُشرّف أحداً، أما النصر الحقيقي فيمكن أن تراه في وجوه اليمنيين ورقصات الفرح التي عقدها الشعب فوق أنقاض العدوان.
العاصفة التي خرجت من قلب السعودية متجهة نحو اليمن، عادت أدراجها لتصنع زوبعة من الهزيمة في عمق مملكة ال سعود.
لم يُقدّر الانتصار يوماً بعدد الصواريخ والمجازر وحجم الدمار. ولم تكن الأموال يوماً معياراً للنجاح أو الفشل. والدليل أن الدم الذي تنافست السعودية على إهداره في اليمن، محققة هدف التعادل مع العدو الإسرائيلي بعدد المجازر والقتل والإجرام، لم يعد عليها سوى بالهزيمة، وبصفحات سوداء ستضاف إلى تاريخ "آل سعود" الحافل بالظلم والوحشية.
ولعل اضطرار المملكة العربية السعودية إلى إعلان وقف عدوانها على اليمن دفعها للبحث عن مصطلحات انتصار تستخدمها في إعلامها الذي راح يُذيّل كلمات النصر على شاشاته وفي أخباره العاجلة، ما يدفع المتابع إلى الاعتقاد بأن السعودية باتت في قلب اليمن وأن عبد ربه منصور هادي عاد ليتربع على كرسي الرئاسة كما أرادت المملكة.
المضحك في وسائل إعلام "عاصفة الحزم"، الحالة التي تحاول صناعتها وفبركتها وسط سيل من الأكاذيب والوقائع المغلوطة، ثم التفاعل مع الحالة إلى حد تصديقها. فمن يقرأ ويتابع أخبارهم، يبحث عن أي مؤشر لعبارة النصر الواردة في عناوينهم. أي تهديد ادّعت المملكة وجوده واستطاع الطيران السعودي أن يزيله، وأي إرهاب ادعت محاربته نجحت في القضاء عليه؟ والأسوأ من كل ذلك ما تضمنه بيان وزارة الدفاع السعودية من أن وقف "عاصفة الحزم" لن تمنعهم من الاستمرار في حماية المدنيين!
انتصار على الطريقة العبرية
يبدو أن المملكة كالملك القابع فيها، يحسب أنفاسه المتبقية من عمره الذي يشارف على الثمانين، لم تستطع التمييز بين مصطلح الحماية والقتل، فهي بالتأكيد قصدت أن تشير في بيانها إلى أن وقف العاصفة لن يمنعها من الإستمرار في قتل المدنيين وتدمير قراهم. هذا هو تاريخ ال سعود، ما الذي تغير اليوم حتى يتغير تاريخهم؟الإرهاب القادم من قلب المملكة لن تستطيع عاصفة من القلب نفسه أن تقضي عليه، لكن الإرهاب قد يأكل صاحبه يوما ما. أما الإعلام الذي تعوّد أن يكتب بلون المال وحجم العملة، فلن يستطيع أن يغير لغته أو يكسر قلمه في وجه من يموله. لن يكتب يوما عن أطفال اليمن الذين باتوا ليال تحت الأنقاض، ولا عن الأم التي تمسك يد طفلها تحت الرماد. لن يكتب إعلام مأجور تلمع في عينيه حفنات الذهب فتطفئ نيران القذائف التي أطلقتها الطائرات السعودية بوجه المدنيين، عن أنين طفلة موجوعة في إحدى المستشفيات تبحث عن أحد من عائلتها، ولا عن صراخ أطفال احترقت أجسادهم فلم يبق من وجوههم سوى أجزاء ستظلّ علامة على همجية العدوان. هذه الصور تعود بنا إلى جنوب لبنان وضاحيته، إلى فلسطين والقدس وأطفال غزة، إلى يد إجرامية تشاركت فيها إسرائيل مع مملكة الخير التي فاضت يدها بالدم والرصاص.
هكذا تنتصر السعودية في إعلامها. تماما كما انتصرت إسرائيل يوما في الجنوب وبيروت، بعدد الصواريخ التي أطلقتها على الأبنية والمنازل والجسور، وبحجم الدم الذي أغرق نصف المدينة. هكذا بالإجرام وحده انتصر العدوان السعودي على اليمن. هذا النصر الذي تتغنى به وسائل إعلامهم لا يُشرّف أحداً، أما النصر الحقيقي فيمكن أن تراه في وجوه اليمنيين ورقصات الفرح التي عقدها الشعب فوق أنقاض العدوان.