يبدو أن الشق "الداعشي" في تيار "المستقبل" بات يغلب على شق "الاعتدال" فيه. وضع "التيار" نفسه أمام مأزق التباينات الحادة داخل البيت الواحد. يذكّر هجوم النائب "المستقبلي" محمد كبارة بزميله السابق خالد الضاهر. الرجل الذي أُجبر "المستقبل" على نبذه من الكتلة إثر كثرة الاحراجات التي تعرّض لها "التيار" من تصريحاته "الصاروخية" تارة، والمستمدّة من وحي "النبوّة" طوراً، وتلك المُستهدفة للمقدسات المسيحية تارة أخرى.

الضاهر الذي انتهى به الأمر "مُعَلَّق" العضوية في كتلة "المستقبل"، أورث مهنته لكبارة. وها هو "أبو العبد" اليوم مصدر اشكالات جديدة للتيار عينه. يجد نفسه رئيس الكتلة فؤاد السنيورة مجبراً على خوض الحروب الكلامية كرمى لهذا وذاك. فـ"قاضي الولاد" كما يُقال "شنق حالو". وفيما يشبّه "أبو العبد" وزير الداخلية نهاد المشنوق بـ"جحا" الذي لا يقوى إلا على أهل بيته (على خلفية أحداث سجن رومية)، يرى السنيورة أنه لا علاقة لتيار "المستقبل" بمواقف نائبه الشمالي "لا من قريب ولا من بعيد"، ويؤكد أن "المشنوق يمثّل تيار "المستقبل" في الحكومة.


وفي الوقت الذي يرفض النائب عمّار حوري في حديث لموقع "العهد" التعليق على كلام زميله كبارة، مكتفياً بالقول إن الموضوع محلّ نقاش داخل "التيار"، يحسم كلّ من النواب فريد مكاري وهادي حبيش وأحمد فتفت أمرهم الى جانب المشنوق.

هجوم كبارة على المشنوق ليس يتيماً. سبقه في ذلك وزير الداخلية أشرف ريفي، الذي يُقال إنه ناقم على زميله في الحكومة منذ تعيينه في وزارة الداخلية. الوزارة التي كانت "بعين" ريفي، حسب المتابعين.

الخلافات التي بدأت تظهر الى العلن بين نواب "المستقبل" أنفسهم تطرح تساؤلات عدّة حول حجم الهوّة بين "التيار" وقاعدته الشعبية، فضلاً عن مستقبل تيار "العلم والقلم" الذي باتت سمته الأساسية "البيانات والبيانات المضادة"، في ظل غياب رئيسه المستمر عن متابعة الملفات الحساسة عن قرب. فهل يُمكن ان يُدار تيار بحجم "المستقبل" عن بُعد بـ"الريموت كونترول" أو من خلال زيارات موسمية هي أقرب الى الجولات السياحية؟