ارشيف من :نقاط على الحروف
’العربية’ تحاول عبثاً إقناعناً: قتلنا الشعب اليمني.. ونسعى لإغاثته!
كيف تصبح السماء من تحت والأرض من فوق؟ تابع قناة "العربية" لتعرف الجواب. من الشائع أن نسبة القراءة في بلادنا العربية متدنية بحسب الاستطلاعات، وأن نسبة الأمية مرتفعة، لكن الأمر لن يصل الى حد أن يستطيع إعلام آل سعود "استغباء" الشعوب ليصبح فيه الإجرام السعودي راعياً للإنسانية في اليمن.
"قتلوه ومشوا في جنازته"، هكذا تماماً تتصرف السعودية ولا تزال مع الشعب اليمني. تحاول القناة إقناع الرأي العام بأن من يقوم بقتل الشعب اليمني وقصفه هو من أوّل المهتميّن بالشأن الإنساني والإغاثي في اليمن. يقول الناطق باسم العدوان احمد العسيري في حديث لـ"العربية": "منذ بداية عملية "اعادة الأمل" كانت أحد أهم الأهداف "دعم العمليات الانسانية وادخال المعونات والمعدات الطبية الى داخل اليمن".. التواصل مستمر مع الحكومة اليمنية.. ومع الدول الراغبة في ايصال المعونات لتسهيل وصول الطائرات والسفن الى موانئ اليمن".
في جملتين يختصر الرجّل كمّاً كبيراً من المغالطات المقصودة! فكيف يتحدّث عن أهمية إدخال المساعدات والأدوات الطبية في ظل فرض حصار مطبق من قبل رؤسائه على اليمنيين. يزعم أهل البلاط السعودي أن الحصار والحظر مفروضان فقط على "أنصار الله". كما يزعمون أن تدمير البنى التحتية يتم فقط لتلك التي يستفيد منها "أنصار الله". نعم، فقد عنونت صحيفة "الحياة" قبل أيام التالي "التحالف يدمر جسور الحوثيين ويقطع الإمدادات عنهم". فهل يا أبناء "آل سعود" يوجد في اليمن جسور باسم "الحوثيين" وأخرى باسم "الشعب اليمني"! وهل المواد الغذائية الطبية ممنوعة عن "أنصار الله" فقط أم عن اليمن كلّه! أم أن طيّاري الوليد بن طلال الذين أهداهم سيارات الـ"بنتلي" يرصدون اللقمة الى أي فم تصل في اليمن؟ وهم حتى اليوم قاصرون عن التمييز بين المدارس والمستشفيات والمباني السكنية والمنشآت المدنية، وبين "المعسكرات"!
يشير العسيري في معرض حديثه الى أن "التحالف" يتشاور مع "الحكومة اليمينة" لإدخال المساعدات! فعن أية حكومة يتحدّث الرجل؟ وكل من يعترف به آل سعود في اليمن هو موجود أصلاً على الأراضي السعودية، ولا يستطيع أن يقدّم أو يؤخّر على الأرض في اليمن! ذلك أن لا سلطة لمرتزقة آل سعود من اليمنيين على أرض اليمن.
ويكمل الرجل ما بدأه من كذب. يقول "نتواصل مع الدول الراغبة في ايصال المعونات لتسهيل وصول الطائرات والسفن الى موانئ اليمن". فماذا اذاً عن طائرة المساعدات الانسانية الايرانية التي وقفتَ يوماً مفتخراً بعرقلة وصولها الى الشعب اليمني؟! لا بد ان يدرك آل سعود وأتباعهم يوماً أن استسخاف عقول الناس لم يعد بهذه البساطة، وأنه لا يمكن غسل الذاكرة ببضع كلمات منمّقة عن المساعدات والحس الانساني. فمن لديه شي من هذا الحسّ، ما كان ليقوم بعدوانه على الشعب اليمني اصلاً، وبالتالي ما كان ليجعل هذا البلد محتاجاً لأية مساعدات انسانية أو طبية اغاثية!
بعد تضرر صورة "المملكة" بشكل كبير اثر عدوانها على اليمن، والتصاق صفة القتل بالقيّمين على الحكم فيها، تحاول "العربية" تبرأة ساحة أسيادها من خلال القاء تهمة القتل والتدمير بحركة "أنصار الله". وبثّت القناة ضمن فقرة "أنا أرى"، حيث يتم عرض أي فيديو يصل الى القناة من أي شخص على أنه حقيقة، مشاهد زعمت أنها "لقصف من الحوثيين على أماكن مدنية تسببت بقتل العشرات!". تردد المذيعة بشفقة عبارات لا اثباتات لها في المشاهد العامّة التي تعرضها.
الكذب على قناة آل سعود لا حدود له. تقول القناة في تقرير تحت عنوان "سكان مدينة عدن يطلقون نداء استغاثة طلباً للمساعدة الانسانية"، إن الحالة الانسانية في اليمن تزداد تدهوراً "خاصة مع تفاقم الحصار الذي يفرضه الحوثيون"! علماً أن العالم كلّه يشهد أن آل سعود هم الذين يفرضون الحصار على الشعب اليمني. القناة التي تمادت في كذبها واصلت عملية التعمية، لتزعم أن قصف "أنصار الله" هو الذي يمنع وصول المساعدات. غافلةً بذلك عن مئات الغارات التي شنّها الجيش السعودي على اليمن وأهله، وقطعهم لطرق الامداد فيه.
قد لا تجد الآلة الدعائية لـ"آل سعود" بدًّا من الكذب، في محاولة منها لترقيع الحالة المزرية التي وصلت الى السعودية وصورتها في العالم بعد قتلها للشعب اليمني. لكن الترقيع لن ينفع مهما طال حبل الكذب، ذلك أن الدماء ستبقى شاهدة وأكثر تعبيراً وصدقاً من دموع "التماسيح" الكاذبة على الشعب اليمني.