ارشيف من :أخبار عالمية
إعلام آل سعود يبكون ’داعش’
لم يكن آل سعود والوهابيون ينتظرون أحداث اليمن ليرفعوا من حدة خطابهم المذهبي. فبغض النظر عن أفكارهم الوهابية الهدامة والتكفيرية، يكفي أن نراجع الصحافة السعودية ما قبل أحداث اليمن لنلاحظ حجم البكاء والعويل على ما يحصل لـ"داعش" في العراق.
فمنذ احتلال التنظيم للموصل ومناطق أخرى، وإعلام "آل سعود" يهلل فرحا. فأبناء جلدتهم قد أسقطوا العراق. ذاك العراق نفسه الذي هلل الملك، المؤسس لمملكة الظلام، عبد العزيز لبريطانيا عندما احتلته.
ورغم أن الخطاب المذهبي والطائفي كان سمة أساسية للإعلام السعودي، لا سيما وان المملكة هي الداعم الاساس لعشرات المحطات الفضائية التي تبث سموم الطائفية، الا ان الاعلام الرسمي وشبه الرسمي لم يشهد هذه الحدة من الخطاب التحريضي. الا أن هذا الخطاب ترافق هذه المرة مع تشويه وتحريف للحقائق.
ولم تكد العمليات العسكرية التي يخوضها الجيش العراقي والحشد الشعبي تحرز تقدمًا، حتى بدأ هذا الاعلام بنفث الاكاذيب حول هذا الحشد وعملياته رغم احتوائه على فصائل من عشائر سنية عراقية.
ال سعود
لم تختلف لهجة إعلام "آل سعود" عن الاعلام الـ"داعشي"، حتى يخيل للمرء أن "قناة العربية" ليست سوى واحدة من الأذرع الاعلامية لداعش. تنادي بالويل والثبور وعظائم الامور، وكأن الاعراض تنتهك والاسلام في خطر. لم يسمع المشاهد هذا التهويل والتحريض والاستنهاض عندما شنت «اسرائيل» حروبها على لبنان وغزة. ولم "تستنفر" "العربية" طاقمها الاعلامي عندما يقوم الصهاينة بانتهاك اسبوعي للحرم القدسي.
وفي الوقت الذي يأخذ فيه العدوان على اليمن الحصة الكبيرة من التغطية الاعلامية، يشن هذا الاعلام التحريضي حملة مسعورة على الجيش العراقي والحشد الشعبي وباقي العشائر، التي تسعى لتحرير الانبار بعد صلاح الدين.
وكالعادة فإن الخطاب يرتكز على التحريض الطائفي، فضلا عن محاولة تقليب العشائر بعضهم على بعض وزرع الفتن فيما بينهم.
ولعل من أطرف ما كتبه بعضهم هو محاولة زرع الفتنة بين الشيعة أنفسهم، بين شيعة عرب وآخرين فرس. فقد كتب محمد آل الشيخ لـ"العربية نت" مقالة تحت عنوان "ما يجب على الشيعة العرب الانتباه اليه" ما نصه "إنها دعوة صادقة لفقهاء المذهب الشيعي العرب، وبالذات فقهاء النجف في العراق على وجه التحديد، بأن يتنبهوا لهؤلاء الفرس ومؤامراتهم، وألا ينخدعوا بشعاراتهم وما يظهرون؛ فالعبرة بما يمارسون على أرض الواقع؛ وقد حول ملالي الفرس المذهب الشيعي إلى مجرد (جسر) يعبرون من خلاله إلى إحياء إمبراطورية فارس القديمة من جديد، وسكوتكم عليهم، وعدم انتفاضتكم ضدهم، وتنبيه أتباعكم إلى ما يخططون له، يعني بكل المقاييس أنكم تفرطون في هوية المذهب الشيعي، ومكانة (النجف) التاريخية".
إلا أن صاحب هذه الدعوة "الصادقة" قد نسي ما يتحدث اعلامه عن المرجعية الشيعية في العراق، بعد موقفها التاريخي من "داعش"، كما ان الكاتب "الصادق" ربما نسي أيضا ان الاسلام يرتكز على نبذ التفرقة وفق العرق واللغة، وجعل الايمان والتقوى المعيار في ميزان الترجيح.
ومهما يكن من أمر، فإن هذا الاعلام ليس وليد اليوم، بل هو خطاب مستمر منذ ظهور الوهابية التكفيرية، ومملكة آل سعود الظلامية. إنه إعلام "آل سعود"، الساعي دوما لزرع الفتنة في العالم الاسلامي وتحويلها الى حروب طائفية وعشائرية، فبالفتن فقط يحيا آل سعود، وبإراقة الدماء يستمر سلطانهم.