ارشيف من :نقاط على الحروف
سلمان بن عبد العزيز.. جنون العظمة
حالة من الهيام اللامحدود يتوحّد فيها العاشق مع المعشوق.. يعيشها الاعلام التابع للعائلة الحاكمة في السعودية اتجاه سلمان بن عبد العزيز. الرجل الذي رسم "ملامح السعودية الجديدة" بحسب "العربية.نت"، يتربّع على صفحات الجرائد والمواقع الالكترونية المملوكة من آل سعود. يكاد القارئ لهذه "الوسائل الاعلامية" يخال نفسه في القرن الواحد قبل الميلاد. حيث الحكم المطلق للملك، والتبجيل له، ومراسم التعظيم والتهليل لا تنتهي.
وفي اليوم الـ100 لحكم سلمان بن عبد العزيز مملكة الرمال. وحّدت إعلامه اللغة نحو تمجيد "الملك" وابتداع "انجازات وهمية" له. فعنونت صحيفة "الحياة" التالي "100 يوم في عهد سلمان... مملكةٌ لا تهدأ". إنجازان مزعومان حاولت الصحيفة تظهيرهما لسلمان. الأوّل يتمثّل بـ"نحو 40 أمراً ملكياً أصدرها خادم الحرمين أعاد من خلالها تشكيل مجلس الوزراء، وبعض المؤسسات الحكومية". في اعتراف ضمني بانقلابه على مجمل النظام الذي أرساه سلفه عبد الله.
في اليوم الـ100 لحكم سلمان بن عبد العزيز مملكة الرمال.. وحّدت اعلامه اللغة نحو تمجيد "الملك" وابتداع "انجازات وهمية" له |
أمّا الإنجاز الثاني، فهو بحسب "الحياة" التالي "فاجأت المملكة العربية السعودية العالم باتخاذ قرار "عاصفة الحزم"، وتأسيس تحالف عسكري عربي، لاستعادة الشرعية في اليمن، وهو القرار الذي وقف العالم مذهولاً أمام سرعة وسرية اتخاذه". هكذا يتباهى الاعلام السعودي الخاضع تماماً لسلطة آل سعود والذي لا يجرؤ على انتقاد أي صغيرة لدى النظام العائلي الحاكم، يقتل اليمنيين والأطفال ويهدم المنازل فوق رؤوس المدنيين ويقوم بتجويعهم.. كلّ ذلك بذريعة "الشرعية". شرعية حكم "الأمير" والملك" التي استوردها آل سعود منذ العصور الغابرة، ويسعون لفرضها على الشعب اليمني الحر.
الأسلوب عينه على موقع قناة "العربية": "ملامح السعودية "الجديدة" تظهر بعد 100 يوم من حكم سلمان". سلمان فاعل مهم في كل الأخبار على الموقع، والمفعول به دوماً هو إمّا الشعب السعودي، أو "المملكة". مثال على ذلك "الملك سلمان ينتصر لمواطن ويعفي رئيس المراسم الملكية". "الملك سلمان: لن أقبل التقصير في خدمة الشعب". حتّى أن أحد عناوين الأخبار لم يكن فيها مكان لسلمان وأفعاله، لكن المحرّر أصر على ما يبدو على لصق صورة ملكه على الخبر. فكانت الصورة كالتالي:
موقع "العربية. نت"
لكن التبجيل بالملك يبلغ ذروته في صحيفة "الرياض" السعودية. حيث عنونت "الرياض تزدان للترحيب بحكم وضيوف سلمان". نعم، هكذا تزدان الرياض بأكملها ليس ترحيباً بضيوفها، ولا بضيوف السعودية، أو لنقل "المملكة"، بل للترحيب بـ"ضيوف سلمان". وجاء في المقال "بعد أن تودع الرياض قيادات الخليج تستعد العاصمة للاحتفاء بملكها ورفيق مجدها بعد مرور 100 يوم على تولي الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم، إذ ارتدت الرياض منذ وقت مبكر أجمل حللها، وضربت موعداً يوم الخميس لتحتفي بالملك العادل سلمان بن عبدالعزيز اعترافا من عاصمة مملكته وشعبها بالنيابة عن بقية مناطق ومدن وقرى المملكة بما قدمه خادم الحرمين خلال مسيرته الحافلة بالإنجازات".
هذه هي حرّية سلمان بن عبد العزيز التي يريد أن يوصلها للشعب اليمني، بالصواريخ والطائرات والجرائم والمجازر. واليوم، تتّضح أكثر فأكثر الأسباب الكامنة وراء هذه الحضيض من الدماء الذي غرقت فيه السعودية في اليمن. اليمن المنتفض على تجبّر آل سعود وحكامهم. انّه "جنون العظمة والسلطة لدى سلمان".