ارشيف من :نقاط على الحروف
الحريري.. ترويج مقصود لبروباغندا ’النصرة’ الارهابية؟!
كالبسملة قبل البدء بالطعام، صار الردّ على خطابات سماحة الأمين العام لحزب الله تقليداً لبنانياً يصعب التغاضي عنه. المعزوفة عينها والعازفون انفسهم أيضاً. لكن الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله تميّز بالردود "القبليّة" و"البعديّة". استبق رئيس حزب "المستقبل" سعد الحريري خطاب السّيد ببيان حول معركة القلمون "المُرتقبة".
يطرح الرجّل، من حيث هو في بلاد الاغتراب، جملة من الأسئلة حول معركة القلمون. يسأل في بيان له عن "سلامة العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى "النصرة" و"داعش" في حال مشاركة جهة لبنانية في المعركة؟". استفهام حريريّ أعقب شريط فيديو نشرته جبهة "النصرة" الارهابية تحاول فيه استغلال ملف المخطوفين لديها في ابتزاز رخيص لأهاليهم لعلّها بذلك تتجنّب مرارة الهزيمة في القلمون. فكيف يمكن الفصل بين تساؤل الحريري وفيديو "النصرة"؟ وألا يعتبر كلامه هذا تبريراً لأي تعرض لحياة العسكريين المخطوفين؟.
لكن التساؤل الأخطر في بيان الحريري على صعيد المضمون والعبارات المستخدمة فيه هو عمّا اذا كانت معركة القلمون تعطي من أسماه "الطرف الآخر (اي التنظيمات السورية) حجة القتال داخل لبنان والقيام بأعمال حربية توقع القتلى والدمار في صفوف اللبنانيين؟".
فهل نسي الحريري أن هذه الجماعات الارهابية قامت بتنفيذ العديد من التفجيرات الارهابية في مختلف المناطق اللبنانية أودت بحياة عشرات المواطنين الأبرياء فضلاً عن استهداف مراكز الجيش اللبناني؟ ألم تصله أخبار اجتياح عرسال التي لم تنته تداعياتها حتى اليوم مع استباحة أمن العرساليين والجوار والاستهدافات المتكررة للجيش؟ وهل أن ما يقصده رئيس الحكومة الأسبق هو مشاركة الارهابيين في حربهم النفسية وتهويلهم على الشعب اللبناني بالقتل والدمار؟
سعد الحريري
لقد أسقط رئيس التيار الأزرق المقيم خارج لبنان منذ فترة غير وجيزة، صفة الارهاب عن "النصرة" و"داعش" اللتين اقترفتا أبشع الجرائم الارهابية بحق شعب لبنان على الأقل. وهو بات يسمّيهما بـ"الطرف الآخر" و"التنظيمات السورية".
اسقاط تهمة الارهاب عن "النصرة" و"داعش" في بيان الحريري، وتركيزه على وصف المقاومة بـ"القوى غير الشرعية"، علماً أن البيان الوزاري اللبناني يقر حق لبنان في المقاومة، يدفع الى التساؤل عن منطلقات الرجل في تقييم الأمور؟ فهل هي منطلقات خليجية سعودية أم منطلقات لبنانية؟ وكيف يقبل الرجل أن يضع نفسه في الخانة عينها مع المجموعات الارهابية حين يحذّر من تداعيات "ارتدادات الحرب في القلمون" في ايحاء الى ردود فعل المجموعات الارهابية، التي أعلنت في بيانات عديدة لها، "المخاوف المزيّفة" نفسها، تلك المعلنة في بيان الحريري.
فهل أن تطابق بيانات "النصرة" وسعد الحريري هي بفعل تقصير بالمعرفة من قبل الأخير بأحوال لبنان ومجريات الأحداث فيه؟ أم أنها مقصودة للترويج لتهديدات الارهابيين في لبنان، الذين هم صنيعة البلد المضيف له؟ أم أن بيانه القلق من تحرير القلمون جاء بأوامر ملكية أو أميريّة؟
وأخيراً. هل يمكننا أن نستنتج من الجملة التي أوردها الحريري في بيانه الفائق السرعة فور انتهاء خطاب السيّد بقوله "انت تكلف نفسك بمهمة لا اخلاقية ولا وطنية ولا دينية"، أن الرّجل يعتبر دحر التكفيريين من جرود بريتال ونحلة والطفيل وعرسال عمل "لا أخلاقي" في تماهٍ منه مع موقف أربابه من آل سعود الداعم لجبهة "النصرة" الارهابية؟