ارشيف من :آراء وتحليلات
أي خيار بديل عن المواجهة، تهديدٌ للبنان
تترافق العمليات التي يشنها الجيش السوري ومجاهدو المقاومة، مع انتقادات وحملات إعلامية وسياسية متوقعة. ولعل أقل ما يُقال عن هذه الافتراءات أنها تنطلق من حسابات ضيقة جداً، أو هي تعبير عن الغضب من فشل رهانات البعض في لبنان... لكن هذه المواقف تجاوزت وغيَّبت حقيقة أن خيار المواجهة الحالية أتى بعد مسار تراكمي للأحداث وفي مقابل خيارات بديلة ينطوي كل منها على مفاعيل وتداعيات تشكل تهديدا لواقع لبنان ومستقبله.
تتراوح خيارات اللبنانيين نظريا، في مواجهة التهديد الذي تشكله الجماعات التكفيرية، بين التكيف مع هذا الواقع، والاكتفاء بتبني استراتيجية عملانية تقوم على أساس الدفاع المحض. وصولا إلى خيار العمل على استئصالهم أو إضعافهم إلى أدنى مستوى ممكن.
التكيف
لا يتلاءم موقف التجاهل والتكيف مع واقع الاحتلال التكفيري لمئات الكيلومترات من الاراضي اللبنانية، مع طبيعة وحجم التهديد الذي تشكله هذه الجماعات، على لبنان كيانا وشعبا. بل لا يشكل هذا الموقف خيارا طبيعيا لأي جماعة أو شعب في مواجهة تهديدات فعلية، خاصة اذا كان هذا التهديد وجودي.
اما فيما يخص من لا يعتبر الجماعات التكفيرية تهديداً للبنان فهذا له كلام آخر. ولعل أقل ما يقال عنه أنه جزء من مشكلة لبنان، بل ومن التهديد المحدق به. لأن التعمية على أي تهديد هو مصدر قوة لهذا التهديد بشكل أو بآخر. ومن أبرز مخاطر نهج التكيف مع هذا الواقع، أنه ينطوي على رسالة للجماعات التكفيرية بأن هناك تسليما بسيطرتهم وشعورا بالعجز على مواجهتهم. ومن المؤكد أن هذه الرسالة تشكل دافعا لهم لمزيد من الاعتداءات، وتمنحهم الوقت والثقة لمزيد من مراكمة القدرة والتحفيز للانتقال إلى خيارات اكثر هجومية.
الدفاع
ينطوي الترويج لتبني استراتيجية الدفاع المحض على الإقرار بأن هذه الجماعات هي مصدر تهديد للبنان. لكن هذه الاستراتيجية ليست خياراً ابتدائيا، عندما يتعلق الأمر باحتلال و / أو بتهديد وجودي، إلا في حال تعذر الحلول البديلة، أو كمرحلة تمهيدية للانتقال إلى خيارات عملانية اخرى. ومن أبزر مخاطر الاقتصار على هذا النهج (الدفاعي) انه ايضا يمنح الجماعات المزيد من الوقت لمراكمة قدراتهم التي تسمح لهم لاحقا بتنفيذ اعتداءات أشد وأكثر اتساعاً. وترتفع خطورة هذا المسار، إذا ما أدركنا أن الحرب في سوريا طويلة المدى، وبالتالي فإن استمرار بقاء هذه الجماعات وربطها بالحرب في سوريا، يعني تكريسها في لبنان وتفاقم خطرها، خاصة وأن الحروب الطويلة عادة ما تشهد الكثير من المتغيرات والتطورات التي ينبغي الاستعداد لأسوأ سيناريوهاتها، وهو ما لا يتلاءم مع أبسط قواعد حماية الامن القومي.
الاستئصال او الإضعاف
الموقف الطبيعي في مواجهة أي تهديد وجودي، والذي لا يحتاج إلى أي تبرير، هو استئصاله أو على الأقل اضعافه إلى أدنى مستوى ممكن. وأما في حال تبني خيارات أخرى فيعود ذلك إلى أسباب قاهرة أو ظرفية. ومن الغريب جدا أن نجد أنفسنا في لبنان مضطرين لشرح وتبرير خيارات عملانية تتبنى تكتيكات هجومية، لكنها في جوهرها دفاعية عن لبنان وشعبه، وتهدف إلى اقتلاع تهديد ينبع من احتلال مساحات من الاراض اللبنانية، ويتربص بالباقي منها.
إن قوة منطق وصحة خيار المواجهة التي تهدف الى استئصال خطر الجماعات التكفيرية، إن أمكن ذلك، وإلا فإضعافها ينبع بالدرجة الأولى من الخطورة الكامنة في مفاعيل وتداعيات الخيارات البديلة الأخرى. وإلا ما الذي ينبغي القيام به إزاء استمرار احتلال هذه الجماعات التي تحاول جاهدة التمدد باتجاه قرى وبلدات لبنانية. وخطفت ولا تزال مواطنين وجنودا لبنانيين.
وما الذي يمكن أن يحصل لو أن هذه القوى استطاعت في مرحلة ما، التسلل من الطوق المضروب حولها ونجحت في تنفيذ بعض مخططاتها، التي كشفت بعضها الاجهزة الامنية اللبنانية من خلال اعترافات بعض المعتقلين..
في ضوء ما تقدم، ربما ما قد يحتاج الى تفسير هو تأخر العملية العسكرية الى المرحلة الحالية وليس المباشرة بها . ان ما يقوم به الجيش السوري وحزب الله، ليس سوى خيار الضرورة بل يمكن القول أنها معركة اللاخيار.
تتراوح خيارات اللبنانيين نظريا، في مواجهة التهديد الذي تشكله الجماعات التكفيرية، بين التكيف مع هذا الواقع، والاكتفاء بتبني استراتيجية عملانية تقوم على أساس الدفاع المحض. وصولا إلى خيار العمل على استئصالهم أو إضعافهم إلى أدنى مستوى ممكن.
التكيف
لا يتلاءم موقف التجاهل والتكيف مع واقع الاحتلال التكفيري لمئات الكيلومترات من الاراضي اللبنانية، مع طبيعة وحجم التهديد الذي تشكله هذه الجماعات، على لبنان كيانا وشعبا. بل لا يشكل هذا الموقف خيارا طبيعيا لأي جماعة أو شعب في مواجهة تهديدات فعلية، خاصة اذا كان هذا التهديد وجودي.
اما فيما يخص من لا يعتبر الجماعات التكفيرية تهديداً للبنان فهذا له كلام آخر. ولعل أقل ما يقال عنه أنه جزء من مشكلة لبنان، بل ومن التهديد المحدق به. لأن التعمية على أي تهديد هو مصدر قوة لهذا التهديد بشكل أو بآخر. ومن أبرز مخاطر نهج التكيف مع هذا الواقع، أنه ينطوي على رسالة للجماعات التكفيرية بأن هناك تسليما بسيطرتهم وشعورا بالعجز على مواجهتهم. ومن المؤكد أن هذه الرسالة تشكل دافعا لهم لمزيد من الاعتداءات، وتمنحهم الوقت والثقة لمزيد من مراكمة القدرة والتحفيز للانتقال إلى خيارات اكثر هجومية.
الدفاع
ينطوي الترويج لتبني استراتيجية الدفاع المحض على الإقرار بأن هذه الجماعات هي مصدر تهديد للبنان. لكن هذه الاستراتيجية ليست خياراً ابتدائيا، عندما يتعلق الأمر باحتلال و / أو بتهديد وجودي، إلا في حال تعذر الحلول البديلة، أو كمرحلة تمهيدية للانتقال إلى خيارات عملانية اخرى. ومن أبزر مخاطر الاقتصار على هذا النهج (الدفاعي) انه ايضا يمنح الجماعات المزيد من الوقت لمراكمة قدراتهم التي تسمح لهم لاحقا بتنفيذ اعتداءات أشد وأكثر اتساعاً. وترتفع خطورة هذا المسار، إذا ما أدركنا أن الحرب في سوريا طويلة المدى، وبالتالي فإن استمرار بقاء هذه الجماعات وربطها بالحرب في سوريا، يعني تكريسها في لبنان وتفاقم خطرها، خاصة وأن الحروب الطويلة عادة ما تشهد الكثير من المتغيرات والتطورات التي ينبغي الاستعداد لأسوأ سيناريوهاتها، وهو ما لا يتلاءم مع أبسط قواعد حماية الامن القومي.
القلمون : حرب الضرورة
الاستئصال او الإضعاف
الموقف الطبيعي في مواجهة أي تهديد وجودي، والذي لا يحتاج إلى أي تبرير، هو استئصاله أو على الأقل اضعافه إلى أدنى مستوى ممكن. وأما في حال تبني خيارات أخرى فيعود ذلك إلى أسباب قاهرة أو ظرفية. ومن الغريب جدا أن نجد أنفسنا في لبنان مضطرين لشرح وتبرير خيارات عملانية تتبنى تكتيكات هجومية، لكنها في جوهرها دفاعية عن لبنان وشعبه، وتهدف إلى اقتلاع تهديد ينبع من احتلال مساحات من الاراض اللبنانية، ويتربص بالباقي منها.
إن قوة منطق وصحة خيار المواجهة التي تهدف الى استئصال خطر الجماعات التكفيرية، إن أمكن ذلك، وإلا فإضعافها ينبع بالدرجة الأولى من الخطورة الكامنة في مفاعيل وتداعيات الخيارات البديلة الأخرى. وإلا ما الذي ينبغي القيام به إزاء استمرار احتلال هذه الجماعات التي تحاول جاهدة التمدد باتجاه قرى وبلدات لبنانية. وخطفت ولا تزال مواطنين وجنودا لبنانيين.
وما الذي يمكن أن يحصل لو أن هذه القوى استطاعت في مرحلة ما، التسلل من الطوق المضروب حولها ونجحت في تنفيذ بعض مخططاتها، التي كشفت بعضها الاجهزة الامنية اللبنانية من خلال اعترافات بعض المعتقلين..
في ضوء ما تقدم، ربما ما قد يحتاج الى تفسير هو تأخر العملية العسكرية الى المرحلة الحالية وليس المباشرة بها . ان ما يقوم به الجيش السوري وحزب الله، ليس سوى خيار الضرورة بل يمكن القول أنها معركة اللاخيار.