ارشيف من :آراء وتحليلات
ابو العلا العفري... قتل أم لم يقتل!!
ذكرت بعض التقارير الصحفية أن خليفة أبي بكر البغدادي، والرجل الثاني لتنظيم "داعش" أبو العلا العفري، قد قتل في غارة جوية للتحالف الدولي بالتعاون مع الاستخبارات العراقية في محافظة نينوى العراقية.
ونقلت هذه التقارير الصحفية عن مصادر أمنية عراقية أن العفري لقى حتفه خلال إحدى الغارات الجوية، وفق ما أوردته فضائية "روسيا اليوم".
إن مقتل العفري إذا ما ثبت فإنه يمثل ضربة قوية للتنظيم نظرا لما يمثله العفري المرشح الأبرز لقيادة التنظيم، والذي كان يمارس مهام زعيم التنظيم الفعلي إثر المعلومات التي ذكرت أن «البغدادي» أصيب بالشلل نتيجة تضرر عموده الفقري اثر غارة جوية استهدفته قرب الفلوجة في غرب العراق.
وكان نشطاء أكراد نشروا تقريراً يوثقون فيه أسماء أبرز قيادات وعناصر تنظيم "داعش" الذين قتلوا خلال الفترة السابقة.
فمن هو العفري؟
هو عوف عبد الرحمن مصطفى الملقب بـ"أبو علاء العفري" وكنيته "أبو سجى"، كما أنه يعرف وسط قيادات تنظيم "داعش" باسم "الحاج ايمان".
يشترك العفري مع البغدادي في جنسيته العراقية، ولد في منطقة الحضر التابعة لمنطقة آل هدار والتي تبعد 80 كم جنوب مدينة الموصل بمحافظة نينوى العراقية، وتعلم في مدارس مدينة الموصل والتحق بجامعتها ودرس الفيزياء، وبعد تخرجه تم تعيينه مدرساً لمادة الفيزياء في مدينة تلعفر العراقية بمحافظة نينوى.
الارهابي ابو العلا العفري
تبنى الأفكار التكفيرية في فترة مبكرة من عمره وفي عام 1998 سافر الى أفغانستان ثم عاد الى العراق بعد تأسيس "أبو مصعب الزرقاوي" لـ"القاعدة" وأصبح قيادياً بارزاً في التنظيم، بعد تنصيب زعيمها "أبو مصعب الزرقاوي" وتعهده بالولاء لتنظيم "القاعدة" عام 2004. ثم رشح العفري من قبل زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن لقيادة التنظيم في العراق بعد مقتل "أبو عمر البغدادي" و"أبو أيوب المصري"، لكن الغلبة كانت للبغدادي الذي قرب العفري اليه.
شغل العفري مواقع تنظيمية عدة، ابرزها:
1- المنسق العام لشؤون "الشهداء" والنساء
2- وزير الشؤون الاجتماعية لدى "داعش"
3- المسؤول المالي عن رواتب وإعانات ورعاية عوائل قتلى "داعش" "وهو من تم اختياره كزعيم "مؤقت" لـ"داعش "
4- رئيس مجلس الشورى
5- نائب الخليفة
6- المستشار الشرعي للبغدادي
7- مسؤول التنسيق بين البغدادي ومحافظي محافظات التنظيم.
وبغض النظر عن المواصفات الشخصية التي تنسب للعفري، فإن قيمته الكبرى كانت تتعلق بمكانته العالية في نظر أفراد التنظيم، إضافة إلى تمتعه بعلاقات جيدة مع المحيطين به، كما أنه كان يراهن عليه بالتصالح مع الجماعات التكفيرية الأخرى لا سيما أفرع تنظيم القاعدة كـ"جبهة النصرة" وذلك بسبب علاقاته المتينة معهم؛ لا سيما وانه كان مرشح بن لادن لخلافة التنظيم بعد مقتل "أبو عمر البغدادي".
وعلى أي حال فإن ما يعيب هذه المعلومات التي تنقل عن مصادر أمنية أنها غالبا ما تحدثت عن مقتل بعض القيادات الـ"داعشية" ثم يتبين لاحقا عدم صحتها. وقد حدث هذا الأمر مع العفري نفسه عندما تحدثت بعض المصادر عن مقتله في الغارة التي قيل أن البغدادي أصيب بها. لكن ما ذكر حينها تبين أنه مبني على التحليل القائم على أن العفري ملازم دائم للبغدادي وبالتالي ترجيح مقتله.
على أن التجارب أثبتت أن "داعش" الذي تقوده كوادر بعثية من الجيش والمخابرات السابقة، لا يسمح لهذا المستوى من القيادات أن تتنقل مع بعضها البعض لا سيما اذا كان الحديث يتعلق بزعيم التنظيم ونائبه.
ورغم الكلمة الصوتية للبغدادي التي نشرتها مؤسسة "الفرقان" التابعة لـ"داعش" والتي خلت من الاشارة الى العفري، فان اقتصار البغدادي على توجية كلمات صوتية بعيدا عن أي ظهور ليبقى ظهوره الوحيد هي خطبة الموصل الشهيرة، فان ذلك يقوي من احتمال ان يكون مصابا بشكل لا يسمح له وضعه الجسدي من الظهور.
ومهما يكن من أمر، وسواء صح خبر مقتل العفري أو لا فإن الذي لا شك فيه أن العمليات الاستخبارية للجيش العراقي قد تطورت كثيرا وهي تحقق نجاحات هامة. كما انها تشير الى ان قيادات "داعش" بمختلف مستوياتها باتت عرضة للاستهداف في أي لحظة ولا شك أن هذه المسألة ستترك انعكاسات كبيرة على الميدان العسكري.