ارشيف من :نقاط على الحروف
نصرالله في أيار 2015 : الفعل يسبق الكلام !
محمد فحص
"ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات.." ، جملة لم يعرها الكثير أي اهتمام، فيما اعتبرها البعض الآخر كلمات تدخل قاموس الحرب النفسية ، ولكن اي حرب يقودها سيد الخطاب ولا تكون صادقة!
المحسوم والمعلوم أن كل كلمة يقولها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لها ابعادها وافاقها التي يجهل من في الداخل ما المراد منها ، ويتغابى البعض الآخر في التفسير رغم أنه على يقين من "دقة" كلام الأمين, والتجربة كانت الكفيلة في تثبيت هذا الواقع، واقع أضحى مدرسة يتعلم منها العدو الصهيوني ويجمع محليليه وخبرائه في علم النفس والجسد واللغة ليعلم ما هو الآتي ، وما هو المقصود والمنطقة الى اين تتجه، بل أكثر من ذلك يحسب ما تبقى من عمر كيانه الغاصب الذي يترنح على تلال الجليل ينتظر اشارة الحسم.
واذا اردنا ان نبعثر الملفات التي تضج بها اروقة السياسة والعسكر في غرف العمليات المتواجدة على اراضي الشرق الاوسط، واعدنا ترتيبها من جديد سنرى ما يلي ـ فالبداية مع الكيان الغاصب الذي تجرع كأس الهزيمة عام 2000، وقال وقتها السيد نصرالله من بنت جبيل وعلى بعد أمتار من الجيش المهزوم " والله هي اوهن من بيت العنكبوت" كلام سبقه صور لعمليات المقاومة حيث تهاوت مواقع العدو الصهيوني بسرعة لم يتوقعها أحد . الجملة أضحت هاجس الكيان بل حاول عام 2006 أن يمحي أحرفها إلا أن المجاهدين محوا ما تبقى من أسطورة من لا يقهر، ولعام 2006 موعد جديد مع كلام الأمين الذي زلزل عرش العالم أجمع في أول خطاب له حيث قال " كما كنت أعدكم بالنصر دائما أعدكم بالنصر مجددا" . من وصف المقاومة بالمغامرة تلعثم لسانه بعد هذا الخطاب وعقد السم ما بقي من ماء وجهه وكان الانتصار مجددا "حليف الصادق".
بالانتقال الى ايار 2008 . فقد دفع اسياد الخارج بعض الحمقى في الداخل فولد الـ 5 من ايار ميتا على ابواب السابع من أيار وكان كلام الأمين مجددا البوصلة للزمن الجديد فعدو الداخل وأن وجد هو اخطر بالف مرة من عدو الخارج ويده ستبتر وهنا كانت العبارة الشهيرة :" اليد التي ستمتد الى سلاح المقاومة مين ما كانت ومن وين ما أجت .. سنقطعها". مجددا صدق الخطاب وبترت يد العاق .
مرت الأحداث الداخلية ونجى لبنان مما كان يحضر له ، وفشلت الغرف السوداء من تنفيذ مخططاتها فقررت أن تعصف بربيع العرب وبدأت الانظمة البالية تتساقط . ظن الجميع أن البوصلة ستتوحد وان القضية الاساس ستعود في الاسطر الاولى من المشهد العربي "فلسطين" . الا أن المخطط كان استهداف محور المقاومة والفشل الذي اصاب الشرق الاوسط الجديد بكسر حزب الله (السيد نصرالله عام 2006 : "كان القرار أن يسحق حزب الله") ، اضحى دوره كسر داعميها وابرز عناصر الممانعة فيها ، فضربت سوريا وشارك الغرب والعرب في رمي رماحهم على صدور القضية وهنا خرج مجددا سيد النصر الى العلن قائلا :" سنكمل هذا الطريق سنتحمل هذه المسؤولية وسنتحمل كل التضحيات والتبعات المتوقفة على هذا الموقف وعلى هذه المسؤولية " خاتما كلامه بعبارته الشهيرة : " كما كنت اعدكم بالنصر دائما أعدكم بالنصر مجددا" وللتذكير كان الكلام في 25 ايار 2013، وبعد هذا الخطاب استعيدت القصير من يد الجماعات التكفيرية "الصهوينة"، وصدق الأمين مجدداً، تسارعت التطورات والتفجيرات الداخلية وكانت هي التبعات التي تحدث عنها السيد نصرالله, الا ان العزيمة كانت أكبر واكثر اصرار بتحقيق النصر .
أحداث داخلية وأخرى خارجية وكلام بينهما الا أن الجديد كان في اغتيال "مجموعة القنيطرة" وهنا كان التحول، فرغم كل التطورات التي جرت بين المقاومة والكيان الصهيوني من زرع عبوات واطلاق قذائف ومن اغتيال للقائد الشهيد الحاج حسان اللقيس، كانت القنيطرة هي التحول في الصراع . كلام الأمين وضع اسس جديدة ومسار جديد ، صحيح ان الصهاينة والعالم اجمع اعتادوا ف انه عند كل حدث يخرج الأمين العام لحزب الله ويتوعد بالرد ، الا أن هذه المرة كان الرد صاعقا وسريعا ونوعيا وجازما ، وهذه المرة خرج السيد نصرالله ليعلن المعادلة الجديدة وليعلن المرحلة الجديدة في الصراع مع العدو. ميزة اطلالات الامين العام في هذه المرحلة ان الفعل يسبق الموقف بمعنى آخر ان "لا كلام بعد اليوم" والرد قبل الوعد فالعهد بحفظ المقاومة فوق كل اعتبار . هذه المعادلة ايضا اضحت راسخة في الحرب مع الجماعات التكفيرية وابرز دليل معركة القلمون حيث قال الامين :" المعركة ستتحدث عن نفسها".
هنا وفي ايار الانتصار شهر المقاومة وفي عام 2015 عاد المشهد ذاته والراية ذاتها ترفع على المواقع التي تهاوت بسرعة امام اقدام المجاهدين ، ومن توقع ان يكون الـ24 من ايار (الاحتفال بالذكرى السنوية لانتصار المقاومة والتحرير) موعد اعلان القلمون منطقة محررة جاءه الرد سريعا من أمين عام حزب الله الذي سيطل اليوم ليعلن "بفاه الصدق" نصرا جديدا وليرسخ المعادلة الجديدة التي سيعلن فيها مجددا أن هذه الجماعات التكفيرية ككيان العدو الصهيوني "هي أوهن من بيت العنكبوت" ، ومعادلة أنه لا كلام بعد اليوم، فالبندقية ستتحدث عن نفسها..
"ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات.." ، جملة لم يعرها الكثير أي اهتمام، فيما اعتبرها البعض الآخر كلمات تدخل قاموس الحرب النفسية ، ولكن اي حرب يقودها سيد الخطاب ولا تكون صادقة!
المحسوم والمعلوم أن كل كلمة يقولها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لها ابعادها وافاقها التي يجهل من في الداخل ما المراد منها ، ويتغابى البعض الآخر في التفسير رغم أنه على يقين من "دقة" كلام الأمين, والتجربة كانت الكفيلة في تثبيت هذا الواقع، واقع أضحى مدرسة يتعلم منها العدو الصهيوني ويجمع محليليه وخبرائه في علم النفس والجسد واللغة ليعلم ما هو الآتي ، وما هو المقصود والمنطقة الى اين تتجه، بل أكثر من ذلك يحسب ما تبقى من عمر كيانه الغاصب الذي يترنح على تلال الجليل ينتظر اشارة الحسم.
واذا اردنا ان نبعثر الملفات التي تضج بها اروقة السياسة والعسكر في غرف العمليات المتواجدة على اراضي الشرق الاوسط، واعدنا ترتيبها من جديد سنرى ما يلي ـ فالبداية مع الكيان الغاصب الذي تجرع كأس الهزيمة عام 2000، وقال وقتها السيد نصرالله من بنت جبيل وعلى بعد أمتار من الجيش المهزوم " والله هي اوهن من بيت العنكبوت" كلام سبقه صور لعمليات المقاومة حيث تهاوت مواقع العدو الصهيوني بسرعة لم يتوقعها أحد . الجملة أضحت هاجس الكيان بل حاول عام 2006 أن يمحي أحرفها إلا أن المجاهدين محوا ما تبقى من أسطورة من لا يقهر، ولعام 2006 موعد جديد مع كلام الأمين الذي زلزل عرش العالم أجمع في أول خطاب له حيث قال " كما كنت أعدكم بالنصر دائما أعدكم بالنصر مجددا" . من وصف المقاومة بالمغامرة تلعثم لسانه بعد هذا الخطاب وعقد السم ما بقي من ماء وجهه وكان الانتصار مجددا "حليف الصادق".
السيد نصر الله : معادلة الفعل قبل القول
تسارعت الاحداث والايام حتى وصلنا الى شباط 2008 حيث اغتيل القائد الجهادي الكبير في المقاومة الشهيد الحاج عماد مغنية، وهنا كان التحول الابرز والوعد الذي ركز على فكرة ازالة اسرائيل من الوجود . كيف لا اذا كان القسم هذه المرة المبتدأ في الخبر ومن القائل ؟ انه نصرالله وهنا لا حاجة للشرح والتفسير.بالانتقال الى ايار 2008 . فقد دفع اسياد الخارج بعض الحمقى في الداخل فولد الـ 5 من ايار ميتا على ابواب السابع من أيار وكان كلام الأمين مجددا البوصلة للزمن الجديد فعدو الداخل وأن وجد هو اخطر بالف مرة من عدو الخارج ويده ستبتر وهنا كانت العبارة الشهيرة :" اليد التي ستمتد الى سلاح المقاومة مين ما كانت ومن وين ما أجت .. سنقطعها". مجددا صدق الخطاب وبترت يد العاق .
مرت الأحداث الداخلية ونجى لبنان مما كان يحضر له ، وفشلت الغرف السوداء من تنفيذ مخططاتها فقررت أن تعصف بربيع العرب وبدأت الانظمة البالية تتساقط . ظن الجميع أن البوصلة ستتوحد وان القضية الاساس ستعود في الاسطر الاولى من المشهد العربي "فلسطين" . الا أن المخطط كان استهداف محور المقاومة والفشل الذي اصاب الشرق الاوسط الجديد بكسر حزب الله (السيد نصرالله عام 2006 : "كان القرار أن يسحق حزب الله") ، اضحى دوره كسر داعميها وابرز عناصر الممانعة فيها ، فضربت سوريا وشارك الغرب والعرب في رمي رماحهم على صدور القضية وهنا خرج مجددا سيد النصر الى العلن قائلا :" سنكمل هذا الطريق سنتحمل هذه المسؤولية وسنتحمل كل التضحيات والتبعات المتوقفة على هذا الموقف وعلى هذه المسؤولية " خاتما كلامه بعبارته الشهيرة : " كما كنت اعدكم بالنصر دائما أعدكم بالنصر مجددا" وللتذكير كان الكلام في 25 ايار 2013، وبعد هذا الخطاب استعيدت القصير من يد الجماعات التكفيرية "الصهوينة"، وصدق الأمين مجدداً، تسارعت التطورات والتفجيرات الداخلية وكانت هي التبعات التي تحدث عنها السيد نصرالله, الا ان العزيمة كانت أكبر واكثر اصرار بتحقيق النصر .
أحداث داخلية وأخرى خارجية وكلام بينهما الا أن الجديد كان في اغتيال "مجموعة القنيطرة" وهنا كان التحول، فرغم كل التطورات التي جرت بين المقاومة والكيان الصهيوني من زرع عبوات واطلاق قذائف ومن اغتيال للقائد الشهيد الحاج حسان اللقيس، كانت القنيطرة هي التحول في الصراع . كلام الأمين وضع اسس جديدة ومسار جديد ، صحيح ان الصهاينة والعالم اجمع اعتادوا ف انه عند كل حدث يخرج الأمين العام لحزب الله ويتوعد بالرد ، الا أن هذه المرة كان الرد صاعقا وسريعا ونوعيا وجازما ، وهذه المرة خرج السيد نصرالله ليعلن المعادلة الجديدة وليعلن المرحلة الجديدة في الصراع مع العدو. ميزة اطلالات الامين العام في هذه المرحلة ان الفعل يسبق الموقف بمعنى آخر ان "لا كلام بعد اليوم" والرد قبل الوعد فالعهد بحفظ المقاومة فوق كل اعتبار . هذه المعادلة ايضا اضحت راسخة في الحرب مع الجماعات التكفيرية وابرز دليل معركة القلمون حيث قال الامين :" المعركة ستتحدث عن نفسها".
هنا وفي ايار الانتصار شهر المقاومة وفي عام 2015 عاد المشهد ذاته والراية ذاتها ترفع على المواقع التي تهاوت بسرعة امام اقدام المجاهدين ، ومن توقع ان يكون الـ24 من ايار (الاحتفال بالذكرى السنوية لانتصار المقاومة والتحرير) موعد اعلان القلمون منطقة محررة جاءه الرد سريعا من أمين عام حزب الله الذي سيطل اليوم ليعلن "بفاه الصدق" نصرا جديدا وليرسخ المعادلة الجديدة التي سيعلن فيها مجددا أن هذه الجماعات التكفيرية ككيان العدو الصهيوني "هي أوهن من بيت العنكبوت" ، ومعادلة أنه لا كلام بعد اليوم، فالبندقية ستتحدث عن نفسها..