ارشيف من :عيد المقاومة والتحرير
الحلم الذي تحقق بفعل المقاومة
زهراء جوني
صورتان لوالدي لا تغيبان عن الذاكرة. ردة فعل واحدة لحدثين من زمنين منفصلين، الخامس والعشرون من أيار عام ٢٠٠٠ والثاني عشر من تموز عام ٢٠٠٦. في الصورتين صوت خرق السماء بالتكبير، وسجدة شكر طويلة على نعمة المقاومة.
لا أذكر جيدا تفاصيل الحدث الأول، لم أكن حينها قد أتممت العاشرة من عمري. لكنني أذكر جيدا وجه والدي ومشهد القبضات التي تحاول كسر القيد لتحرير الأسرى من سجون الإحتلال. بكى والدي كثيرا ذلك اليوم، كان متأكدا أن الأرض ستعود يوما، لكنه احتاج وقتا ليصدق أننا هزمنا إسرائيل التي قيل يوما أنها لا تقهر، وعادت قرانا إلينا. هذا النصر الذي حققته المقاومة كان الطريق إلى زمن الإنتصارات.
أعراس النصر ومشهد العائدين إلى قراهم سيبقى ليحكي قصة الإنتصار التي كتبت بفعل المقاومة ودماء شهدائها. مشاهد لا يمكن أن يتجاهلها التاريخ يوم سيكتب عن عيد المقاومة والتحرير، عن المرأة التي وقفت عند مدخل قريتها، فالتقطتها عدسات الكاميرا وهي تمعن النظر في البيوت والتراب وأشجار الزيتون التي لطالما حلمت بأن تراها يوما، وعن المرأة التي لا تزال كلماتها تسمع عند كل قرية محررة وفي كل ذكرى انتصار، يوم صرخت بلهجة أهل القرى "الحمدلله اللي تحررني".
خمسة عشر عاما على انسحاب العدو الإسرائيلي من قرى الجنوب والبقاع بفعل المقاومة والسلاح لا باتفاق أو شروط مسبقة. خمسة عشر عاما على انتصار منطق المقاومة والمواجهة.
وحدها الثقة بالإنتصار دفعت المقاومين لبدء عمليات التحرير في الواحد والعشرين من أيار عام ٢٠٠٠ من بلدة الغندورية باتجاه بلدة القنطرة، ودفعت العدو الصهيوني وعملاؤه للإنسحاب من مواقعهم المتاخمة للبلدة، ليكون ذلك مدخلا لعودة الأهالي إلى البلدات الأخرى، كالطيبة ودير سريان وعلمان وعدشيت وغيرها من قرى الجنوب والبقاع، حتى اندحار اخر جندي اسرائيلي من الأراضي التي كان يحتلها.
كان يمكن لمشهد الظلم الذي ارتبط مع الإحتلال أن يتكرس لولا المقاومة . قبل عام ألفين، كان حلم الفلاح أن يزرع أرضه المحتلة ويجني ثمارها. كان حلم أحمد ومحمد وكثيرون من أبناء القرى التي يحتلها العدو الصهيوني أن يروا أهلهم ويدخلوا أرضهم. الكثير منهم في تلك الأيام منعوا من المشاركة في تشييع والدهم أو والدتهم. لم يكن هناك مكان لمشاركة الحزن وبعض الفرح. هذه الأحلام صارت واقعا بفعل المقاومة.
هذا التحول في الصراع العربي الإسرائيلي ما كان ليحدث لولا انتصار عام ٢٠٠٠، الذي جهزت له المقاومة منذ عام ١٩٨٢. لم يأت صدفة ولا فجأة. جاء بعد مقاومة وتضحيات وإرادة شعب يأبى الظلم والإستسلام. جاء ليؤكد أننا قادرون على استرجاع أرضنا وكرامتنا كما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، يوم وقف في مدينة بنت جبيل المحررة، في عمق المنطقة التي استعادت الوطن واستعادها الوطن، ليؤكد انتصار الدم على السيف، وليعلن زمنا جديدا تكون فيه إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت. ذلك اليوم كان مدخلا لقوة المقاومة وإنهاء زمن العدو الذي يفرض شروطا ويفاوض من موقع القوة.
منذ عام ٢٠٠٠ وحتى عام ٢٠٠٦ كانت المقاومة تتطور وتصبح أقوى من أي وقت مضى. ومرة جديدة وقف السيد حسن نصرالله ليعلن انتصارا جديدا، ويؤكد لكل العالم، ولمن يراهن على إسقاط المقاومة، أن أي مواجهة مع العدو الإسرائيلي لن تكتب إلا نصرا جديدا في تاريخ المقاومة، وأن زمن الهزائم لم يعد له مكان في هذا الوطن الذي تحرسه المقاومة. أن يقول السيد ذلك يعني أن أعراس النصر ستبقى قائمة، وأن الرايات بلون الشمس ستلامس السماء عند كل احتفال بالإنتصار وعند أي تحرير قادم من الحدود مع فلسطين المحتلة، لأن من يعرف السيد جيدا، يعرف وقع كلامه وصدق وعده، وما يمكن أن يشهده الزمن القادم من انتصارات.
صورتان لوالدي لا تغيبان عن الذاكرة. ردة فعل واحدة لحدثين من زمنين منفصلين، الخامس والعشرون من أيار عام ٢٠٠٠ والثاني عشر من تموز عام ٢٠٠٦. في الصورتين صوت خرق السماء بالتكبير، وسجدة شكر طويلة على نعمة المقاومة.
لا أذكر جيدا تفاصيل الحدث الأول، لم أكن حينها قد أتممت العاشرة من عمري. لكنني أذكر جيدا وجه والدي ومشهد القبضات التي تحاول كسر القيد لتحرير الأسرى من سجون الإحتلال. بكى والدي كثيرا ذلك اليوم، كان متأكدا أن الأرض ستعود يوما، لكنه احتاج وقتا ليصدق أننا هزمنا إسرائيل التي قيل يوما أنها لا تقهر، وعادت قرانا إلينا. هذا النصر الذي حققته المقاومة كان الطريق إلى زمن الإنتصارات.
أعراس النصر ومشهد العائدين إلى قراهم سيبقى ليحكي قصة الإنتصار التي كتبت بفعل المقاومة ودماء شهدائها. مشاهد لا يمكن أن يتجاهلها التاريخ يوم سيكتب عن عيد المقاومة والتحرير، عن المرأة التي وقفت عند مدخل قريتها، فالتقطتها عدسات الكاميرا وهي تمعن النظر في البيوت والتراب وأشجار الزيتون التي لطالما حلمت بأن تراها يوما، وعن المرأة التي لا تزال كلماتها تسمع عند كل قرية محررة وفي كل ذكرى انتصار، يوم صرخت بلهجة أهل القرى "الحمدلله اللي تحررني".
زمن الهزائم قد ولى
خمسة عشر عاما على انسحاب العدو الإسرائيلي من قرى الجنوب والبقاع بفعل المقاومة والسلاح لا باتفاق أو شروط مسبقة. خمسة عشر عاما على انتصار منطق المقاومة والمواجهة.
وحدها الثقة بالإنتصار دفعت المقاومين لبدء عمليات التحرير في الواحد والعشرين من أيار عام ٢٠٠٠ من بلدة الغندورية باتجاه بلدة القنطرة، ودفعت العدو الصهيوني وعملاؤه للإنسحاب من مواقعهم المتاخمة للبلدة، ليكون ذلك مدخلا لعودة الأهالي إلى البلدات الأخرى، كالطيبة ودير سريان وعلمان وعدشيت وغيرها من قرى الجنوب والبقاع، حتى اندحار اخر جندي اسرائيلي من الأراضي التي كان يحتلها.
كان يمكن لمشهد الظلم الذي ارتبط مع الإحتلال أن يتكرس لولا المقاومة . قبل عام ألفين، كان حلم الفلاح أن يزرع أرضه المحتلة ويجني ثمارها. كان حلم أحمد ومحمد وكثيرون من أبناء القرى التي يحتلها العدو الصهيوني أن يروا أهلهم ويدخلوا أرضهم. الكثير منهم في تلك الأيام منعوا من المشاركة في تشييع والدهم أو والدتهم. لم يكن هناك مكان لمشاركة الحزن وبعض الفرح. هذه الأحلام صارت واقعا بفعل المقاومة.
هذا التحول في الصراع العربي الإسرائيلي ما كان ليحدث لولا انتصار عام ٢٠٠٠، الذي جهزت له المقاومة منذ عام ١٩٨٢. لم يأت صدفة ولا فجأة. جاء بعد مقاومة وتضحيات وإرادة شعب يأبى الظلم والإستسلام. جاء ليؤكد أننا قادرون على استرجاع أرضنا وكرامتنا كما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، يوم وقف في مدينة بنت جبيل المحررة، في عمق المنطقة التي استعادت الوطن واستعادها الوطن، ليؤكد انتصار الدم على السيف، وليعلن زمنا جديدا تكون فيه إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت. ذلك اليوم كان مدخلا لقوة المقاومة وإنهاء زمن العدو الذي يفرض شروطا ويفاوض من موقع القوة.
منذ عام ٢٠٠٠ وحتى عام ٢٠٠٦ كانت المقاومة تتطور وتصبح أقوى من أي وقت مضى. ومرة جديدة وقف السيد حسن نصرالله ليعلن انتصارا جديدا، ويؤكد لكل العالم، ولمن يراهن على إسقاط المقاومة، أن أي مواجهة مع العدو الإسرائيلي لن تكتب إلا نصرا جديدا في تاريخ المقاومة، وأن زمن الهزائم لم يعد له مكان في هذا الوطن الذي تحرسه المقاومة. أن يقول السيد ذلك يعني أن أعراس النصر ستبقى قائمة، وأن الرايات بلون الشمس ستلامس السماء عند كل احتفال بالإنتصار وعند أي تحرير قادم من الحدود مع فلسطين المحتلة، لأن من يعرف السيد جيدا، يعرف وقع كلامه وصدق وعده، وما يمكن أن يشهده الزمن القادم من انتصارات.