ارشيف من :نقاط على الحروف
موقع ’القوات’: رائد اللغة البذيئة
قد يُفاجأ الشعب اللبناني باسم سمير جعجع يوماً ما في موسوعة "غينتس". فرئيس حزب "القوات اللبنانية" يقترب من كسر الرقم القياسي في الدعاوى القضائية ضد الصحافيين. لكن المفارقة أن "اللي بيتو من قزاز مش لازم يلاشق العالم بحجارة".. هذا ما يقوله الأجداد.
المتابع لبوق جعجع على الأنترنت سيلاحظ المفارقة. فمن امتهن الدعاوى ضد الاعلاميين يمتلك أكثر وسائل الاعلام في لبنان إسفافاً في لغتها غير الإعلامية. فهي إن تصبّح على جمهورها بلغة "الصرامي".. تمسّي عليه للأسف بلغة "الحمير"! إنه طبعاً موقع "القوات اللبنانية" على الانترنت.
كلمة "حمير" ترد بشكل طبيعي على موقع "القوات"
بعضٌ من أخلاقيات المهنة في موقع "القوات"
يمكن القول من جهة إن الشتيمة لا تضر إلا بصاحبها، فهي تكشف عن بذاءة خطابه وافلاسه في آن، لكن ما ورد في الموقع المذكور، يمكن تصنيفه على أنّه من "الملوّثات الإعلامية" التي تؤذي أصحاب الحس النظيف من القرّاء الأعزّاء. فضلاً عن ذلك، فإن التعرض لرؤساء دول مثل ايران وروسيا (في حال نأينا بأنفسنا عن سوريا) بهذا الأسلوب من قبل وسيلة اعلامية لبنانية، يعرّض لبنان لخلافات دبلوماسية مع هذه الدول وقد يعارض مصالح اللبنانيين الموجودين فيها! أليس القيّمون على "القوات" هم من أوائل المنادين بعدم التعرض للدول الشقيقة والصديقة وضرورة احترام مصالح اللبنانيين فيها؟!
لغة القدح والذم في موقع "القوات"
التحريض ضد مجتمع المقاومة على موقع "القوات"
يذخر أرشيف موقع "القوات" بلا شك بالعبارات الدونيّة. يتميّز باعتداءاته اللفظية والأخلاقية على الآخرين. لا يأبه بمعتقدات أو قيم دينية أو مقدّسات. كسر بوق جعجع كل حدود اللياقات سواء كانت أدبية أو إعلامية. وفضلاً عن لغته هذه، يتميّز الموقع كذلك بلغته التحريضية، ويخال القارئ للوهلة الأولى أنه يتبع لدولة العدو الاسرائيلي وليس للبنان، ذلك أن لغته ولغة الاعلام الصهيوني واحدة، خصوصاً لجهة تسمية المقاومة الاسلامية في لبنان التي حرّرت أرضه من الاحتلال، بـ"الميليشيا" أو "الارهاب"، دون وجل.
نموذج عن عناوين المقالات على موقع "القوات"
وحدة الكلمة.. بين موقع "القوات" والعدو الاسرائيلي
وأمام هذا الواقع الاعلامي المبتذل من جهة سياسية تنام وتصحى على أبواب محكمة المطبوعات ترفع قضايا القدح والذم بحق الصحفيين لترهيبهم، صار لا بد من التساؤل عمَّا ستشهده لغة موقع "القوات" من تطوُّر في مستقبل الأيام، وما إذا كان من قعر يمكن لها أن تبلغه وتقف عن حدوده.. رحمة بالقارئ... وبسمعتهم.