ارشيف من :آراء وتحليلات

’اسرائيل’ تهدد لبنان بالتهجير في معرض الخوف من الحرب

’اسرائيل’ تهدد لبنان بالتهجير في معرض الخوف من الحرب
محاولة الرقابة العسكرية الصهيونية إخفاء منسوب القلق لدى المستوطنين في شمال فلسطين المحتلة، من إمكان "اجتياح" حزب الله للمستوطنات في الحرب المقبلة، لم تعمر طويلاً. السيناريوهات الموضوعة لمناورة نقطة تحول 15، التي انتهت فاعلياتها اليوم الخميس، كشفت ما كان مستوراً، وتحديداً الخشية المرتفعة جداً لدى المستوطنين من سيناريوهات اقتحام المستوطنات وعمليات الاسر والقتل، الموعودة في الجليل وشمال فلسطين المحتلة، في حال نشبت الحرب مع حزب الله.

وهذه الخشية، كما جرت ترجمتها في تقارير بثتها الاعلام العبري في الايام الماضية، عن سيناريوهات احتلال الجليل واخلاء المستوطنين الى مناطق اكثر امناً في وسط وجنوب فلسطين المحتلة، دفعت ضابط رفيع المستوى في الجيش الاسرائيلي، الى توجيه رسائل تهديد الى اللبنانيين، بأن جيش الاحتلال سيدفع مليون ونصف مليون من المدنيين اللبنانيين للفرار من بلداتهم ومدنهم في جنوب لبنان، قبل ان يبدأ قصفه الاهداف التابعة لحزب الله، في حال نشبت "حرب لبنان الثالثة"، مشيراً الى أن مهلة 24 ساعة ستعطى للمدنيين، على أن يبدأ القصف الجوي في اعقابها.

وتهديدات الضابط الاسرائيلي، رغم انها موجهة في الظاهر الى اللبنانيين، الا انها في الواقع موجهة الى المستوطنين انفسهم، في محاولة لطمأنتهم، بأن ما سيحصل لهم في الحرب المقبلة مع حزب الله، سيحصل ايضاً للبنانيين، مع التأكيد، الى حد الافراط، بأن لا اشارات دالة على حرب وشيكة سواء هذا الصيف او فيما بعده، وبحسب الضابط لا مصلحة لحزب الله، كما لا مصلحة لـ"اسرائيل"، بالتسبب بحرب جديدة او مواجهة عسكرية واسعة النطاق.

والتهديد بتهجير مليون ونصف مليون لبناني، وأي تهديد بتهجير للبنانيين، لا يحمل جديداً، فلا "اسرائيل" امتنعت عنه في الماضي، ولا يقدر لها أن تمتنع عنه في المستقبل، الا ان الجديد ان الطرف الثاني، اي حزب الله، بات قادراً وباعتراف سيناريوهات المناورة الاخيرة في "اسرائيل"، على تهجير "الاسرائيليين" وبأعداد هائلة لم يسبق لها مثيلاً في الماضي، ولا يلغي من "كارثية" ذلك على "الاسرائيليين"، ان يسمي جيش الاحتلال عملية التهجير التي ستحل بالمستوطنين، بعملية "الاخلاء".
’اسرائيل’ تهدد لبنان بالتهجير في معرض الخوف من الحرب
من فعاليات مناورات نقطة تحول

ومما يبدو من المتابعة للتقارير المنشورة في "اسرائيل"، أمس واليوم، فان السبب الذي دفع الضابط لجمع المراسلين العسكريين في جميع وسائل الاعلام العبرية، تقارير تسربت الى الاعلام، تحدثت عن مجريات محاكاة الحرب واقتحام عناصر حزب الله للمستوطنات، كما وردت في سيناريوهات مناورة نقطة تحول، الامر الذي سمعه المستوطنون وقرأوه، وأدى الى زيادة منسوب القلق لديهم، المرتفع في الاساس، ما دفع الاركان العامة لجيش الاحتلال، لتوجيه تهديداتها للبنان، علها تقلل من منسوب القلق لدى المستوطنين.

عدد من المواقع الاخبارية العبرية، ومن بينهم موقع "واللا" الاخباري، نشر اليوم ما جرى تداوله من فرضيات في غرفة التحكم والسيطرة لمناورة نقطة "تحول 15"، التي يفترض بها محاكاة مجريات الحرب واهوالها مع حزب الله، واحدى هذه الفرضيات، كما نشر موقع "واللا"، احتلال احدى المستوطنات في الشمال، الا ان اللافت كان كشف الموقع عن ما اسماه "سيناريو الرعب"، حيث بث شريط مسجل مسبقاً، ضمن فاعليات المناورة، يحاكي صوت امرأة ثكلى تتحدث عمّا جرى لها في المستوطنة، التي احتلها حزب الله.

ويشير التسجيل الى ورود انباء من الحدود مع لبنان الى القيادة العامة للجيش، تؤكد بان حزب الله بدأ بشن هجوم غير مسبوق على المستوطنات، وافيد عن مجموعات من الحزب دخلت احدى المستوطنات و"هم الآن يحتجزون عدداً من المستوطنين كرهائن، اضافة الى اعداد كبيرة من القتلى في شوارع المستوطنة".

ويرد في التسجيل كما نشره موقع "واللا"، انهم في غرفة القيادة يسمعون صوت امرأة "اسرائيلية" من سكان احدى المستوطنات، تصف ما حصل لها، وتقول: سمعت طلقات نارية وصراخات، ابنتي بقيت في المنزل لانها مريضة ولا يمكنها الحراك، الا انني استطعت الهرب، كما ان زوجي بقي في المستوطنة، وايضاً لدينا في المستوطنة روضة اطفال.. وانا لا اعرف ماذا يحصل هناك.

ويتابع الموقع كشفه وقائع السيناريو، ليشير الى أن ضباط القيادة، وبعد سماعهم صوت المرأة، ترد اليهم اخبار عن استهداف حيفا ومستشفاها المركزي (مستشفى رامبام) بصاروخ كبير جداً أدى الى سقوط العشرات من القتلى والمئات من الجرحى، و"ساد صمت مهول لدى القيادة"، وتبع ذلك توجيه اطقم الانقاذ الى حيفا لمعالجة المصابين، ومحاولة انقاذ العالقين تحت الركام.

وما نشره موقع "واللا"، هو عينة لا اكثر، مما جرى محاكاته في مناورة نقطة "تحول 15".. وهذه العينة وغيرها، بإمكانها ان تفسر دوافع الضابط "الاسرائيلي" الى توجيه تهديداته للبنان، مع الالتفات الى تأكيده، بأن الحرب لن تقع..
2015-06-04