ارشيف من :أخبار لبنانية
كلمة سماحة السيد نصر الله في احتفال كشافة المهدي اليوم الجمعة 5-6-2015
الشق السياسي من كلمة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في احتفال كشافة المهدي اليوم الجمعة 5-6-2015
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعز المرسلين، سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السادة العلماء، الإخوة والأخوات، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
أولاً، أرحب بكم جميعاً بالأماكن التي تتواجدون فيها، في الضاحية، في بعلبك، في صور والنبطية.
وأبارك لكم وللمشاهدين وللمسلمين ذكرى ولادة صاحب العصر والزمان، بقية الله في الأرضين، المهدي من آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وعجل الله تعالى فرجه الشريف وجعلنا وأياكم من أنصاره وأعوانه.
وأيضا في البداية أبارك لإخواني وأخواتي في جمعية كشافة المهدي عليه السلام هذا اللقاء، هذا المؤتمر، وأيضا الذكرى العزيزة والغالية الثلاثين على تأسيس هذه الجمعية وانطلاقتها، جمعية كشافة المهدي اليوم هي في ذروة شبابها، في أيام وسنوات العطاء، قمة العطاء والفعل والنشاط والحيوية والانتاج، وهكذا كانت وهكذا ستبقى إن شاء الله.
أنا قسمت الكلام، عادةً هذا اللقاء كنا لا ننقله عبر وسائل الإعلام ونحكي، ولكن بعد احتفال الجرحى، بهذه الشفافية، نحن بالحقيقة احتفال الجرحى لم ننقله بالإعلام لأنه كان الأحد لدينا احتفال النبطية فقلنا الظهور أمام الإعلام الجمعة وثم نظهر يوم الأحد هناك "لبكة" وإلا هو لم يكن لقاء داخلي.
لكن تعلمنا أنه عادة عندما يكون شيء لا ينقل مباشرة في وسائل الإعلام نتحدث به بالسياسة يحدث أحيانا بعض التقطيع أو بعض الكلام الذي يخرج من سياقه ويفهم بطريقة غير مناسبة، لذلك نظراً للظروف الحساسة في هذه المرحلة أنا لن أتحدث بالسياسة باللقاءات الداخلية. كلما أتحدث بالسياسة بلقاء أو باحتفال سنبثه مباشرة على الشاشات، حتى تكون الأمور واضحة، لأنه ليس لدينا كلام نقوله في داخل القاعات وكلام آخر نقوله للناس. في النهاية نحن حركة جماهيرية شعبية، نعيش في وسط الناس ونقوى بالناس وقناعات الناس والرأي العام وإرادة الناس هي من أهم عناصر قوتنا واستمرارنا.
لذلك أنا قسمت الحديث ثلاثة أقسام: القسم الأول سياسي، سأبدأ بالسياسي عادة كنا بلقاءاتنا ننتهي بالسياسي.
من أجل من يريد أن ينقل فلينقل من القنوات.
القسم الثاني هو القسم الثقافي الديني له علاقة بالمناسبة، بموضوع الإمام المهدي عليه السلام، القنوات التي تهتم بالسياسة تكتفي بالقسم الأول، المنار بالحد الأدنى سيكمل نقل القسم الثاني لأنني أيضاً أعتقد أنه يهم الناس المتابعين لهذا الجنب.
القاسم الثالث هو تنظيمي إداري، داخلي، يتصل بالجمعية ويهم الجمعية، بالنسبة للناس قد لا يكون موضع نأخذ وقتهم لذلك سيقف البث عند انتهاء القسم الثقافي. هذا التوزيع لليوم.
في الشق السياسي هناك عدد من العناوين أود أن أتحدث عنها في هذه المناسبة.
السيد نصر الله: انتهى الزمان التي تدمر "إسرائيل" فيه بيوتنا وتبقى بيوتها
العنوان الأول يرتبط بالعدو الإسرائيلي. قبل أيام شهدنا في فلسطين المحتلة أن حكومة العدو كانت تنفذ مناورة في الجبهة الداخلية اسمها نقطة تحول 8، عام 2015.
هم بعد حرب تموز بعدما أجروا تقييماً، أجمعت إسرائيل ـ ولا يوجد أحد بـ"إسرائيل" قال إنهم انتصروا بالحرب، طبعاً في لبنان لدينا ناس يقولون إن إسرائيل انتصرت بالحرب ـ في إسرائيل لا أحد يقول إنهم انتصروا بالحرب، ويقولون إنهم فشلوا وهزموا وانكسروا إلخ...
تذكرون، شكلوا لجنة، وقيّموا، ومن وقتها اكتشفوا أنه بحرب تموز هناك شيئ جديد دخل على المعادلة وهو استهداف الجبهة الداخلية لكيان العدو. غالباً، كانت الجبهة الداخلية بمنأى عن الحروب، كانت حروب إسرائيل في أراضينا. لكن في حرب تموز، وبعدها طبعا حروب غزة، باتت الحرب في داخل أرض العدو، الأرض الفلسطينية التي يحتلها العدو، فبات هو مضطراً لأن يجري ما يسمى مناورة الجبهة الداخلية، عندما تسقط صواريخ على حيفا وعلى تل أبيب وعلى الوسط والشمال وعلى الجنوب هو ماذا سيفعل بالناس، مستشفياته، طرقاته، مدارسه، أسواقه، مطاراته، موائنه، أجرى ما يسمى مناورة الجبهة الداخلية.
في مناسبة المناورة هذه، طبعاً هو كل عام يجريها، السنة الماضية لم يجريها لأنهم كانوا مختلفين على الميزانية، هذا العام أجراها. بمناسبة المناورة خرج عدد من المسؤولين الإسرائيليين، عسكريين وسياسيين، ووجهوا تهديدات باتجاه لبنان، بالتدمير بالتفجير، بالتهجير، هناك واحد تحدث عن تهجير مليون ونصف لبناني خارج مناطقهم.
أنا في العنوان الأول أريد أن أعلق على هذه التصريحات.
أولاً: هذا جزء من الحرب النفسية، هذا جزء من "الوَهوَلة" (التهويل) والحرب النفسية التي تعوّدنا عليها منذ قيام هذا العدو من قبل ال48 وعام 48، دائما كان جزءاً من أسلحة العدو لإلحاق الهزيمة بالشعوب العربية والجيوش العربية وشعوب المنطقة، كانت الحرب النفسية والدعاية والصوت العالي.
أولاً: هذا ليس جديداً.
ثانياً: أنه يأتي ويقول ندمر ونفجر ونعيد و"نعمل ونسوّي" بالأرض ونهّجر مئات الألف أو مليون ونصف. "شو الجديد؟" يعني هذا الكيان منذ اللحظة التي أسس فيها هو قائم على القتل والتدمير والتهجير والتفجير والمجازر، هذا هو الإسرائيلي يعيد حاله، طبعاً جيد أنه يذكّر اللبنانيين وشعوب المنطقة، يا ناس لا، هناك عدو إسمه إسرائيل، والطبيعة هي الطبيعة، لا يحاول أن يغيّر، حتى لا يسعى أن يغيّر ويطبع بشيء ثانٍ، هذه طبيعته العدوانية الإرهابية، وهو يعبّر عنها من خلال هذه التصريحات.
ثالثاً: أنا أقول للإسرائيليين، أنتم تعرفون أن الدنيا قد تغيرت. اختلفت الأمور عن العقود السابقة، والدليل هي هذه المناورة التي تجرونها. لمَ تجرون مناورة في الجبهة الداخلية من بعد حرب تموز؟ لأنكم اكتشفتم أنكم جيش هزم وأنكم جيش يهزم وأنكم كيان عندما يعتدي سيُردّ عليه وفي عقر داره وفي عمق العمق، ولذلك أنتم تجرون هذه المناورة. أنت تأتي لتهددنا وأنت تجري مناورة الجبهة الداخلية التي هي اعتراف كامل وتفصيلي بأن للمقاومة قدرات تطال كل هذه الأماكن التي تناور فيها الآن أنت في الجبهة الداخلية.
رابعاً: انتهى الزمن، ليس الآن انتهى، انتهى قبل ال2000 وانتهى بالتحديد بال2006 وأيضا في حروب غزة، انتهى الزمان التي تدمر إسرائيل فيه بيوتنا وتبقى بيوتها، وتدمر بنيتنا التحتية وتبقى بنيتها التحتية، وتهجّر أهلنا ويبقى مستوطنوها في المستعمرات وفي المستوطنات وفي المدن المغتصبة.
هذا انتهى، هذا انتهى بال2006 انتهى، لكن ما هو آتٍ هو أعظم من ال2006 على هذا الصعيد وعلى غير هذا الصعيد أيضاً.
وبوضوح أنا أقول لهؤلاء الإسرائيليين: إذا أنت تهدد بتهجير مليون ونصف لبناني، المقاومة الإسلامية في لبنان تهدد بتهجير ملايين الإسرائيليين، ملايين الإسرائيليين سيتم تهجيرهم في الحرب المقبلة إذا فرضت على لبنان.
هذا أمر واضح ومحسوم، وقادة العدو يعرفونه وشعب العدو يعرفه، لذلك هذا الكلام الفارغ وهذه التهديدات العنترية هي لن تقدم ولن تؤخر شيئاً على الإطلاق. أنتم تعرفون: لا نخشى حربكم فضلاً عن تهديداتكم، والآن إذا أنتم تفترضون أننا نحن مشغولون في سوريا وفي القلمون وفي جرود عرسال وفي أماكن أخرى، أن هذا يمكن أن يغير شيئاً من معادلة الصراع مع العدو الإسرائيلي، نحن قلنا في أكثر من مناسبة أن هذا لن يغير شيئاً، بل عليه أن يخيفكم وعليه أن يقلقكم.
بكل الأحوال، أنا أقول للبنانيين وللشعب اللبناني: لا تصغوا إلى هذه التهويلات وأنا أعرف أنها لن تؤثر في إرادتكم وفي عزمكم لا من قريب ولا من بعيد، إنما هي جزء من هذا الصوت العالي الذي يعبّر عن قلق العدو وعن خوف العدو وهي جزء من سلاح الردع الذي يستخدمه العدو في مواجهة المقاومة لأنه يخشاها ولأنه يخافها ولأنه يؤمن بقدرتها أكثر ممّا يؤمن بها البعض.
هذا العنوان الأول. طبعاً أنا سأمشي بالعناوين بسرعة قليلاً من أجل أن نستفيد من كل الوقت.
السيد نصر الله: لم يقل أحد من حزب الله إننا نريد أن ندخل إلى بلدة عرسال
العنوان الثاني له علاقة بعرسال وأيضاً القلمون.
في الأسابيع القليلة الماضية هناك ملف في لبنان طرح بقوة سواءً في وسائل الإعلام أو في الميدان أو في اللقاءات السياسية أو على طاولة مجلس الوزراء، اسمه عرسال، بلدة عرسال وجرود عرسال واحتلال هذه المنطقة من قبل الجماعات الارهابية والاستحقاق الذي يواجه اللبنانيين عموماً وأهل البقاع وخصوصاً أهل بعلبك الهرمل. وأُطلقت مواقف. نحن تكلمنا، غيرنا تكلم، كان هناك ردود أفعال وتعليقات وتطورات الآن على المستوى الميداني. أنا أريد أن أقف قليلاً عند هذا الموضوع لأهميته وحساسيته خصوصاً هذه الأيام.
أولاً، في موضوع البلدة، نحن كنا واضحين، خصوصاً في خطاب النبطية، في عيد المقاومة والتحرير. أنا فصلت بين البلدة وبين جرود عرسال، وتحدثت عن البلدة وعن أهل البلدة وإخواننا وأهلنا وإلى آخره.
واليوم أنا أود أن أؤكد أيضاً، رغم أن الكلام يوم الأحد كان واضحاً جداً، مع ذلك أنا اليوم أريد أن أؤكد أنه لم نكن نفكر ولم نكن نخطط ولم يقل أحد منا من حزب الله بالتحديد إننا نريد أن ندخل إلى بلدة عرسال. ليثبت أحد أنه هناك قرار، هناك تصريح، هناك موقف، هناك خطاب، هناك بيان.. بل كنا دائماً نقول إن هذه البلدة محتلة من قبل الجماعات التكفيرية وإن مسؤولية تحرير البلدة واستعادة البلدة وانقاذ البلدة وأهلها هي مسؤولية الدولة وهي مسؤولية الجيش اللبناني. ونحن أولاد البلد وأهل البلد ونعرف كل الخصوصيات في البلد، يعني لبنان أقصد، والمنطقة، خصوصاً في البقاع. نحن لم نقل شيئاً من هذا. نعم بموضوع جرود عرسال نحن كنا واضحين، جداً واضحين.
حسناً، ما الذي حصل من وقتها، وهنا نقف أمام نموذج من نماذج النفاق السياسي والتضليل السياسي والتوظيف السياسي الخبيث والذي مستواه هابط. أنه يوجد أناس اخترعوا معركة اسمها بلدة عرسال، اخترعوها هم بأوهامهم، هم افترضوها وهم اخترعوها وهم تكلموا عنها وخرجوا يريدون أن يدافعوا عن أهل عرسال وعن بلدة عرسال، وأن بلدة عرسال خط أحمر وأن بلدة عرسال يعني هذه حرب مذهبية وأنه ماذا سيحصل بلبنان وماذا يحصل بالمنطقة، يا أخي أنت تفترض، أنت بأوهامك، بعقلك الشيطاني تفترض أنه هناك أناس اسمهم حزب الله أو اسمهم أهل بعلبك – الهرمل، أو اسمهم الناس في الجوار يريدون أن يقاتلوا أو يدخلوا إلى بلدة عرسال، هو ليس كذلك. هذا النفاق، اسمحوا لي في البداية أن أتكلم بهذا الوضوح من أجل أن يعرف اللبنانيين من هو الحريص على الناس وعلى أن لا تكون حرب مذهبية ولا حرب أهلية في لبنان ومن يراعي كل الخصوصيات والحساسيات وفي المقابل من يخترع أكاذيب وأوهام ليعيد انتاج نفسه في ساحة معينة ليقدم نفسه قائداً أو زعيماً أو حامياً ولو على حساب التجييش الطائفي والمذهبي.
حسناً، إذاً أول نقطة، فلنحسمها، نحن لسنا في صدد الدخول إلى هذه البلدة، وهذه البلدة هي مسؤولية الدولة ومسؤولية الجيش اللبناني، وأنا أدعو كل من يستخدم هذه الورقة للتجييش المذهبي أو الطائفي وللنفاق السياسي وللخداع السياسي أن يكف عن ذلك.
ثانياً، الحمد لله أمس مجلس الوزراء، بالحد الأدنى في موضوع البلدة أنا أعتقد القرار واضح. إلا إذا كان أحد بعد ذلك يريد أن يفسر الأمور الواضحة بطريقة مختلفة.
موضوع الجرود أنه تُركت، الآن ممكن أن يقول أحد واضحة أو ممكن أن يقول كلا هذا القرار حاسم وممكن أن يقول أحد كلا قابل للتفسيرات والتأويلات. لكن فيما يعني البلدة، بلدة عرسال، قرار مجلس الوزراء بالأمس واضح أن على الجيش اللبناني ولذلك بالبيان يوجد قرر مجلس الوزراء، أن على الجيش اللبناني أن يستعيد هذه البلدة ويحميها ويدافع عنها ويدخل إليها ووو إلى آخره.
إذاً المسألة الآن فيما يعني بلدة عرسال خرجت من النقاش السياسي ومن دائرة القرار السياسي وأصبحت في عهدة قيادة الجيش اللبناني والجيش اللبناني. وبالتالي اللبنانيون يتطلعون ـ وخصوصاً أهل المنطقة ـ يتطلعون إلى قيادة الجيش وإلى الجيش لتحمّل هذه المسؤولية الوطنية والكبيرة والمهمة جداً. الموضوع ليس موضوعاً صغيراً على الإطلاق.
حسناً، هذه النقطة الثانية أيضاً أعتقد أنها أصبحت واضحة، والكل ينتظر متى ينفذ هذا القرار وطبعاً الحكومة معنية بأن تطالب وأن تتابع الجيش لتنفيذ هذا القرار وتوفر له كل سبل التوفيق والنجاح.
في موضوع جرود عرسال، مجدداً تتذكرون أول ما بدأنا بموضوع القلمون وتكلمنا أنه يمكن أن يوجد قلمون وبعد الثلج وما بعد الثلج والجبال، طلع أناس يقولون كلا لا يحصل شيء بالقلمون وهذا كلام وهذه حرب نفسية، وحزب الله لن يستطيع أن يمشي خطوة واحدة والقلمون سيكون مقبرة لحزب الله وكل هذا الكلام الذي سمعتموه، وتهديد وتهويل ووعيد.
حسناً، مشينا بالقلمون، وبالمناسبة الذي عجّل بالقلمون هو اعتداء المسلحين على مواقع الجيش العربي السوري ومواقع رجال المقاومة، وإلا في التوقيت نحن كان ما زال لدينا القليل من الوقت، وكنا ما زلنا نتجهز ونحضر ولذلك كثيرون فوجئوا أن معركة القلمون بدأت.
الحقيقة الإعتداء المباشر الميداني هو الذي عجل معركة القلمون. حصل نفس الشيئ بموضوع عرسال، جرود عرسال، أيضاً قبل جرود عرسال، جرود عرسال خط أحمر وخط لا أعرف ماذا، وحزب الله لن يجرؤ، وحزب الله ستكون الجرود بالنسبة له هي مقبرة غزاة، وهذا الكلام..
أولاً: نحن لسنا غزاة، نحن محررون ومقاومون وهذه بلدنا وهذه أرضنا.
ثانياً: رأيتم كل الكلام الذي قيل ليس له قيمة، مثل ما قبل معركة القلمون، والآن الأخوة المجاهدون الأبطال والأبرار والذين نتوجه إليهم بكل التحايا والتقدير والاحترام والمحبة والاعتراف بإيمانهم وبشجاعتهم وبمسؤولياتهم وبإحساسهم الكبير بالمسؤولية وبتضحياتهم وهم قدموا شهداء وجرحى ويقاتلون في عمق هذه الجرود، الآن في الوديان وفي الجبال العالية، والذي عجّل بمعركة جرود عرسال هو الإعتداء الأخير الذي قامت به جبهة النصرة، يعني فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام، على إخوانكم في جرود يونين وفي جرود نحلة وبعض جرود عرسال، هذه عجلت بالمعركة.
إذاً هذه المعركة الآن موجودة، قائمة، أيضاً على طريقتنا بهذا الموضوع من البدايات، إلى أين وكيف تستمر ومداها الزمني ومداها المكاني وسقفها؟ هذا نحن على كل حال من القلمون إلى جرود عرسال نحن اتفقنا أن المعركة تتحدث عن نفسها، أنا لن أحكي تفاصيل ولن أقدم تقارير تفصيلية، المعركة تتحدث عن نفسها. وخلال هذه الأيام القليلة الماضية، عشرات الكيلومترات من الأراضي اللبنانية المحتلة في جرود عرسال تم تحريرها بسواعد إخوانكم ومجاهديكم في المقاومة الإسلامية في لبنان.
السيد نصر الله: تم استعادة ما يكمل انجاز طلعة موسى في جبال الثلاجة وفي مواقع أخرى
وكذلك حصل ذلك التقدم الكبير والمهم في جرود فليطة وتم استعادة ما يكمل انجاز طلعة موسى في جبال الثلاجة وفي مواقع أخرى، مما سيجعل إنجازات الأيام الأخيرة ـ أستطيع أن أؤكد لكم نتيجة عسكرية وميدانية تقول إن إنجازات هذه الأيام الأخيرة ـ تكون قد جعلت بالفعل وبدون أي نقاش وبدون أي تردد أو ثغرة يد إخوانكم في المقاومة وإخوانكم في الجيش العربي السوري هي العليا الآن أصبحت سواء في جرود القلمون أو جرود عرسال، من خلال كل التطورات الميدانية الحاصلة .
جيد، على هامش هذه المعركة، بعض الأمور التي يجب أن أشير إليها، نحن تكلمنا أنه إذا تخلّت الدولة عن المسؤولية، فأهل البقاع لن يتخلوا، أهل بعلبك الهرمل لن يتخلوا عن هذه المسؤولية، بالفعل خلال الأيام الماضية، اللقاءات التي عقدت في البقاع وخصوصا في بلدات ومدن عديدة من بعلبك الهرمل، للعائلات، للوجهاء، للفعاليات، للعشائر، عبّرت بصدق عن قناعات أهل المنطقة، ونحن واكبناها وتابعناها، وطبعاً هذا الذي نعرفه، وأنا أشكر لهم أيضاً تحمّلهم المسؤولية ووعيهم الكبير وفهمهم الدقيق والصحيح للمخاطر، وأيضاً استعدادهم للوقوف وللتضحية .
نحن في المرحلة الحالية ما نحتاجه هو هذا التضامن، هذه المساندة الشعبية والمعنوية، طبعاً نحن لسنا بحاجة الآن إلى مقاتلين، إخوانكم في تشكيلات المقاومة، تشكيلاتها المختلفة، هم إن شاء الله يملكون العديد والعدة والعتاد والقدرة البشرية والمادية لإنجاز هذا الهدف الذي تطلعتم إليه وناديتم به وآمنتم به. ما نحتاجه فعلاً في هذه المرحلة هو هذا التضامن وهذا التأييد.
ما قيل أيضاً، مثل فرضيات الدخول إلى بلدة عرسال، هناك أناس، مجرد أن قلنا إن أهل بعلبك الهرمل لن يسكتوا، بدأوا يتحدثون فوراً عن الحشد الشعبي، أين تحدثنا نحن عن الحشد الشعبي؟ إلى هذه الدرجة قلبكم ضعيف؟ المسألة حتى الآن لا تحتاج إلى حشد شعبي ولا تحتاج إلى استنفار شعبي ولا إلى تعبئة شعبية عامة، بل كما قلت قبل قليل، الإخوة هم قادرون إن شاء الله على إنجاز هذا الاستحقاق فلسنا في صدد تشكيل ألوية أو تشكيل حشد شعبي، وكل من عبر عن تأييده وعن مساندته وعن موقفه الطيب، نحن طبعا نشكره، ونقول في نهاية المطاف: رجال المقاومة وأبطال المقاومة، الذين يقاتلون في الجرود وفي الجبال وفي المواقع، والذين يرابطون في جنوب لبنان، أصلاً من هم هؤلاء؟ إنهم أبناء هذه العشائر وأولاد هذه العائلات وأبناء هذه القرى وهذه البلدات. في الحقيقة هذا أيضاً للتأكيد والتوضيح، وبالتأكيد إن معركة جرود عرسال ستسهل بشكل كبير وتخفف الأعباء عن الجيش اللبناني، وستكون هذه مقدمة تسهّل بشكل كبير الخطوات التي طُلب رسمياً وشعبياً ووطنياً من الجيش اللبناني أن ينجزها.
هذا في موضوع عرسال. اذاً موضوع عرسال أصبح واضحاً ولا يحتاج إلى مزيد من النقاش. نحن لا نريد أن ندخل إلى البلدة، ولا نريد أن نقترب منها. هذه مسؤولية الجيش اللبناني ومسؤولية الدولة، و نأمل أنهم إن شاء الله سيتحملون هذه المسؤولية.
معركة جرود عرسال انطلقت وستتواصل حتى تحقيق الأهداف، ولسنا ملزمين بسقف زمني، لا أحد يقول لنا ساعات وأيام وأسابيع وشهور. "على مهلنا"، هذا الأمر يحدده القادة العسكريون الميدانيون، لأننا معنيون بإنجاز الهدف بأقل تضحيات ممكنة، ولذلك نحن لسنا على عجلة من أمرنا، والوقت المتاح أمامنا مفتوح ونتحرك على ضوء هذه المسؤولية .
السيد نصر الله: "داعش" هي تنظيم القاعدة بالأساس
العنوان الثالث: في القسم السياسي، الموضوع الحكومي، جملتان مختصرتان
بالموضوع الحكومي أنا أتمنى على المسؤولين وعلى الوزراء وعلى القوى السياسية الموجودة في الحكومة أن تأخذ الأمور بالجدية المطلوبة، يعني "ما حدا" يتعاطى أن هذه الأمور تقطّع من خلال الوقت، واننا نستطيع أن "نطنّش عنها". لا، الأمور ليست كذلك، وأعتقد أن عليهم أن يدركوا جدية الأوضاع وأهميتها وحساسيتها، ومن ينتظر متغيرات ما، إذا كان جالساً ويحلّل أنه لا مشكلة وأننا الآن ندفع بالاستحقاقات المطلوبة من الحكومة الحالية، على أمل أن يكون هناك متغيرات ما في اليمن أو العراق أو سوريا أو في المنطقة هو مشتبه وواهم ويراهن على سراب، وهذا على ضوء تقييم أقول ذلك، وهؤلاء يضيّعون الوقت من حساب البلد، هناك استحقاقات مطلوبة من الحكومة اللبنانية عليها أن تتحمل مسؤولياتها القانونية والدستورية في معالجة ومتابعة هذه الاستحقاقات وأن تؤخذ الأمور بالجدية اللازمة والاهتمام العالي وعدم المراهنة على أي سراب أو أوهام .
العنوان الرابع: داعش. مضطرون للحديث قليلاً عن داعش. الغريب أنه منذ أكثر من سنة، يعني منذ ظهور داعش في العراق وفي الموصل طبعاً، لم تكن بعد مسيطرة على الموصل بشكل كامل لكن عندها تواجد في العراق لأن منشأ داعش هو في العراق، يعني هي دولة العراق الاسلامية كان اسمها، وبعد ذلك تطورت عندما دخلت إلى سوريا وأخذت الرقة وأجزاء من محافظة ديرالزور وأجزاء من الحسكة وما شاكل وأصبح اسمها الدولة الإسلامية في العراق والشام، فاختصرها بعض الإعلاميين وبعض أخصامها بداعش، ولكن داعش بدأت من العراق. من يومها حصل هناك نقاش أن داعش صنيعة من.
لما تطور الموقف في سوريا، ارتفع منسوب هذا الكلام بشكل أعلى. مثلاً لأننا في زمن تضليل إعلامي وسياسي ضخم جداً أنا مضطر أن أقف قليلاً عند هذا الموضوع لأننا رأيناه حتى في الأيام القليلة الماضية والأسابيع القليلة الماضية.
يعني عندما قام انتحاري في بلدة القديح في منطقة القطيف في السعودية بتفجير نفسه في مسجد من مساجد المسلمين الشيعة هناك، وبعد ذلك لما صار نفس التفجير على بوابة المسجد الذي حال دون خطره الشباب الأبطال الشجعان الذين استشهد بعضهم رضوان الله عليهم، خرج كثيرون في وسائل الاعلام داخل السعودية الاعلام الخليجي بلبنان وبالمنطقة، من يتهم أن داعش تقف خلفها إيران، تصوروا مثلا ، الآن أنت عاقل ويأتي أحد يتحدث معك، "شوفوا نحن في أي زمن"، إيران، الجمهورية الاسلامية المتهمة بنشر التشيّع ظلماً، والمتهمة أنه لا يعنيها في العالم الاسلامي إلا الشيعة ظلماً، والمتهمة بكل ما هو شيء اسمه شيعة وتشيع، "شوي بيطلع انه مين داعش هذه"، هذه داعش تقف وراءها إيران، وإيران هي التي تحرك داعش وهي أرسلت الداعشيين إلى مساجد الشيعة في القطيف أو في الدمام لتفجيرهم، وبالتالي ليقوم الشيعة في القطيف وفي الاحساء وفي الدمام ويغضبوا على السلطة والنظام السعودي وتحصل مظاهرات وتحصل فتنة ويحصل كذا.
ما شاء الله من هذا التحليل، حكي طبعاً، لا يستند إلى أي دليل ولا إلى أي معطى، بل هو خلاف العقل وخلاف المنطق وخلاف كل الأمور.
نفس الشيء عندما حصلت الأمور في العراق وسوريا، من أسس داعش؟ تصوروا أن الذي أسس داعش مثلاً عند بعض هؤلاء، بين هلالين العظماء، أسسها الرئيس بشارالأسد، أسس داعش، هو أتى بداعش وأعطاها الرقة وجزءاً من دير الزور وجزءاً من الحسكة وأدخلها إلى ريف حلب الشمالي، لان الرئيس بشار الاسد يريد من داعش أن تضرب المعارضة الوطنية السورية التي تهدد النظام. يعني الواحد "لو بدو يعمل فيلم في هولييود ما بيطلع معو هيك"، تصوروا يعني، وفي العراق نفس الشيء حتى لا نكثرالأمثلة. بل أنا قرأت في بعض المقالات إنه كيف تأسسست داعش؟ "معليش بدي ضحككون شوي"، هي على كل حال هذه الأيام أيام فرح وحزن، مخلوطة الأمور. يقولون: حصل لقاء ثلاثي إيراني، سوري، حزب الله، وأنا كنت حاضراً في اللقاء، وفكرة تأسيس داعش لضرب جبهة النصرة وضرب المعارضة السورية هي فكرتي أنا. ولا في المنام، لا تخطر ببالي هذه الفكرة، هذا كلام سخيف، ثم يُنظّر ويُكتب حوله مقالات وكتب، وتسخّر له وسائل إعلام، ويؤتى باستدلالات من قبيل "الشمس مشرقة اذاً أنت نائم في البيت"، "شو خصّ الشمس المشرقة وأنت نائم في البيت، شو ربط هذه بتلك؟". يعني استدلالات من هذا النوع، مقدمات لا صلة لها بالنتائج.
لكن للتوضيح، يعني للتذكير مع أن هذه من الأمور الواضحة البسيطة المعروفة أن داعش التي هي يعني "الدولة الاسلامية في العراق والشام" هي بالأصل هي تنظيم القاعدة في العراق الذي تناوب على زعامته أبو فلان المهاجر وأبو عمرالبغدادي وأبو مصعب الزرقاوي وأبو ما بعرف مين الفلاني، تعاقبوا على زعامة تنظيم القاعدة في العراق، هي فرع تنظيم القاعدة في العراق، إلى سنة ونيّف. هي تنظيم قاعدة، ولها بيعة مع أسامة بن لادن وبعد أسامة بن لادن لها بيعة مع أيمن الظواهري، وكل الدنيا تعرف هذه الجماعة، قادتها ومنهجها وتأسيسها وأصولها وفروعها وتمويلها وعلاقاتها، كل شي معروف.
لاحقاً، عندما اختلفوا على موضوع سورية، أن تكون سورية تابعة لإمارة أبي بكر البغدادي، أو تكون إمارة منفصلة تابعة لايمن الظواهري، الرجل تمرد وتخلى عن بيعته وأعلن نفسه أميراً وثم خليفة.
إذاً، بكل وضوح، داعش هي تنظيم القاعدة بالأساس، انشقت عن تنظيم القاعدة بمسألة ترتبط بالخلاف حول قيادة الساحة في سورية وحول البيعة.
حسناً، إذا كانت داعش قاعدة، من في الدنيا لا يعرف من الذي أسس القاعدة؟ هل أسستها إيران أو الرئيس بشار الأسد أو حزب الله أو من ؟ كل الدنيا تعرف أن الذي أسس القاعدة هي المخابرات المركزية الاميركية، يعني أميركا، والمخابرات السعودية، يعني السعودية، والمخابرات البكستانية. وهذا موجود في كتب ومؤلفات ووثائق ومستندات الدنيا، وأسست في افغانستان لقتال السوفيات وبعد ذلك انقلبت على من أسسها، لأن هذه الأفاعي هكذا.
السيد نصر الله: العالم يتعاطى على أن "داعش" تشكل خطراً على العالم
حسناً هذه داعش، هذا منشأ داعش، تريدون أن تعرفوا اين صنع؟ ولو !! يعني اذا كنا اليوم نحن بحاجة أنا او غيري بجزء من الخطاب أن نجلس ونناقش ونذكّر العالم بالبديهيات والواضحات وأن داعش هي قاعدة وأصلها قاعدة ومنشأها قاعدة، قبل سنة ونيف قاعدة وبيعتها قاعدة واختلفوا على الإمارة والزعامة، ولم يتغير شيء، فقط تغير أنه بدل ما يكون أميرها أيمن الظواهري أصبح أميرها أبو بكر البغدادي، هذا هو الموضوع. أين إيران بالموضوع؟ أين الرئيس بشار الاسد؟ أين حزب الله؟ وأين الآخرون؟
نعم أنه أحياناً الاستدلال أنه كيف أخذوا الرقة؟ كيف أخذوا الموصل؟ يا أخي هذه معركة مفتوحة، وفي أي نظام يمكن أن تجد قائداً عسكرياً في منطقة يكون خائناً، أو هناك مسؤول أمني بمنطة خائن، جبان، خاف، أخطأ في تقديراته. يوجد في العراق مناطق سقطت من بداية الأحداث، ويوجد مناطق سقطت في سورية، لكن هذا يعني أن النظام أو إيران أو الحكومة العراقية هي من أسست داعش وسلمتها مناطق وقالت لها اذهبي وهددي العالم كله؟
طبعاً أنا أعتقد أنه حتى الأطفال اذا شرح لهم أحد بعض الواضحات لا يقبلون بهذا التقييم، داعش هي هذه، هي ذات منشأ اميركي ويوجد اعتراف اميركي بهذا الموضوع، هي منشأ أمريكي سعودي بكستاني. طبعا يوجد بعض دول الخليج أعطتها إمكانات هائلة، منذ البدايات، ولاحقاً أصبحت داعش ـ بعد أن تمردت على أبيها وأمها ـ أصبح لها مشروع ويتم استغلالها ويتم أيضاً حمايتها ويتم تمويلها ويتم شراء وبيع نفطها وتسهيل إمدادها البشري وتوظيفها في المعركة الإقليمية القائمة في المنطقة.
الشيء الأخير الذي أريد أن أقوله في موضوع داعش، إن العالم كله ـ صادقاً كان أم كاذباً ـ يتصرف على أن داعش هي تهديد وهي خطر عالمي دولي، لم يقولوا إن داعش تهدد سورية أو تهدد العراق أو تهدد لبنان، أو تهدد المسيحيين والأقليات... لا، عقدت مؤتمرات سابقة، من أـيام كان هناك مؤتمر في باريس أيضاً، والعالم يتعاطى على أن داعش تشكل خطراً على العالم، لكن نحن لا زلنا في لبنان مضطرين أن نتناقش وتجادل أنه داعش تشكل خطراً على لبنان أو لا؟ نعم إذا لم يكن لبنان جزءاً من هذا العالم! صحيح لا تشكل خطراً، لكن اذا لبنان هو جزء من هذا العالم، فالمسالة مختلفة وداعش هنا على حدودكم، هذه جرود عرسال. الآن صادفت أن المنطقة التي تقدمنا فيها من القلمون، تعرفون أن جرود عرسال والقلمون قطعتين، الجزء الجنوبي اذا صح التعبير يعني جهة الشرق أو جهة الجنوب، هو ضمن سيطرة جبهة النصرة الذين "علقوا معنا الآن" لكن المعركة المقبلة هي من من؟ هي مع الجزء الثاني الذي هو الجزء الغربي أو الشمالي، حسب ما نقف على الخريطة، حسناً هذه المنطقة تسيطر عليها داعش، داعش ليست موجودة في الرقة أو في الموصل أو حتى في تدمر، هي موجودة هنا في جرود عرسال، فوق رأس بعلبك وفوق مشاريع القاع وقريب من المنطقة داخل الأراضي اللبنانية. هذه داعش التي ينظر إليها العالم على أنها تهديد دولي، فلذلك أنا أتمنى أيضا كلنا نتساعد جميعنا، لا يضيّعنا أحد ولا يشتتنا أحد في تشخيص العدو وفي معرفة العدو. الذي يقاتل داعش بحق في هذه المنطقة وبصلابة وبجدية هو من يُتهم أنه هو الذي أسس داعش وهو الذي يدير داعش، يعني الجمهورية الاسلامية في إيران، الإخوة في العراق، الإخوة في سورية نحن ومن معنا في لبنان، هؤلاء هم من يقاتلون داعش.
أما الآخرون فيسهلون لها في وسائل الإعلام، ويبيعون نفطها وغازها ويقدمون لها المال ويفتحون حدودهم كي يأتيها المقاتلون من كل أنحاء العالم. دائما هناك قلب للحقائق.
السيد نصر الله: السعودية ومن يقف مع السعودية يجب أن يسارعوا إلى فتح الأبواب أمام الحل السياسي في اليمن
العنوان الأخير، وأريد أن أكتفي بهذا المقدار في الشق السياسي، موضوع العداون على اليمن: اليوم يكون قد مضى على هذا العدوان السعودي الأميركي 72 يوماً، طبعاً الآن يمكنننا أن نقول عجيب ويمكننا أن نقول أمر عادي، هو هذا الوضع العالمي والدولي والعربي والإسلامي، كما هو الحال منذ اليوم الاول، العالم هو بين مؤيد للعدوان وبين من هو ساكت، سواء كان دولاً أو مؤسسات دولية أو منظمات دولية أو حكومات أو شعوب، أو جهات علمائية أو مراكز دينية، أو أو أو أو، لا موقف أو إدانة ولا تعبير ولا أي شيء، مع العلم أن هذا العدوان هو واضح جداً وجلي جداً، بل أكثرمن هذا، انه اذا كان يوجد تلفزيون أو فضائية أو يوجد جهة سياسية أو شخصية أو يوجد مجلة أو جريدة تنتقد هذا العدوان أو تعترض عليه، انظروا كم أن السعودية أو النظام السعودي نظام ديمقراطي ويتحمل النقاش ويتحمل النقد ويتحمل الرأي الآخر، إذا كان يوجد أحد يدين أو يعترض أو ينتقد ولو بموضوعية، دون أن يستعمل عبارات قاسية، فالنظام السعودي يعمل بكل الوسائل المخابراتية والأمنية والسياسية والضغط على وسائل الاعلام والإغراءات المالية والتهديد لإسكات كل الاصوات. يعني هو لا يريد لأحد في هذا العالم أن يفتح فمه بكلمة واحدة تذكر بالعدوان او تدين العدوان، لأنه لا يتحمل حتى الكلمة، وهذا طبعاً جانب من جوانب طبيعة النظام في السعودية، ولذا نعم، رأينا أن هناك فضائيات حذفوها عن الأقمار الصناعية ويجد فضائيات أخرى يتم ملاحقتها ويوجد فضائيات يتم تهديدها ويوجد من كان يعطونهم المال وقطعوه عنهم، ويوجد من أغروه بأنهم سيعطونه المال إذا أيّد الحرب، هذا هو.
حسناً، اذا كنت أنت صاحب حق وإذا كنت قوياً، لماذا تخاف؟ لديك مئات الفضائيات، تخاف من فضائية أو اثنتين؟ لديك آلاف الأقلام، تخاف من قلم أو قلمين؟ لديك العالم كله معك، تخاف من دولة أو دولتين؟ أو جهة أو جهتين، لانهم يعترضون على عدوانك وعلى حربك وعلى مجازرك، فهذا دليل ضعف وليس دليل قوة.
إذاً هذه الحرب، طبعاً في هذا السياق، بالنسبة لنا نحن تكلمنا في اليوم الأول موقفنا واضح ولم يتبدل ولم يتغير، بل في كل يوم نزداد قناعة بصوابية هذا الموقف. نحن ندين في كل لحظة، في كل يوم، في كل ساعة، في كل مناسبة هذا العدوان السعودي الاميركي الهمجي الوحشي على اليمن وعلى شعب اليمن وعلى حضارة اليمن وعلى ماضي وحاضر ومستقبل اليمن. هذا الموقف لن يتغير ولن يتبدل ولن ينزل لا لحنه ولا لهجته ولا صوته طالما هذا العدوان قائم ومستمر.
إضف إلى أن ما أفق هذا العدوان؟ تكلمنا من أول يوم ونحن الآن في اليوم الـ 72، أعيد وأقول في اليوم الـ 72، نعم قتل، دمّر، يستطيع أي أحد فعل هذا الأمر، تستطيع العصابات الإرهابية فعل ذلك، هذا ليس بحاجة إلى دولة وجيش قوي، هذا ليس دليل قوة أبداً، التدمير والتهجير والقتل وسفك دماء الناس والأطفال والنساء، هذا ليس دليل قوة.
ضعوا القتل والتدمير على جنب، من كل الأهداف التي أعلنت وبدّلت وأعلن غيرها وخفّفت وتم التواضع فيها وحتى الأهداف المتواضعة التي أعلنت لاحقاً في "إعادة الأمل" ما الذي تحقق منها؟ لا شيء.
وكل الأسقف العالية لدميتهم، عبد ربه منصور، أنه لن يشارك في حوار وانه لن يذهب إلى جنيف إلا إذا خرج الثائرون اليمنيون من المدن ومن المراكز الحكومية وسلموا أسلحتهم الخ.. ها هو الآن، هو ومن خلفه، مضطر إلى أن يذهب إلى جنيف بلا قيد وبلا شرط، لأنه لا أفق لهذه الحرب، ولأن الشعب اليمني ولأن الجيش اليمني ولأن الثوار في اليمن كانوا في مستوى المسؤولية التاريخية وفي مستوى المواجهة التاريخية، ويملكون العزم والإرادة والصلابة والشجاعة والاستعداد العالي للتضحية. صمدوا 72 يوماً في ظل هذا الحجم الهائل من الغارات والتدمير والقتل البشع والمجازر التي ترتكب تحت نظر العالم وسمعه. ولكن ما وهنوا وما ضعفوا وما استكانوا، وقبل قليل ربما أنتم كنتم مشغولين، ولكن المشاهدين كانوا يرون عبر التلفاز المظاهرة في صنعاء، المنطق، اللغة، الموقف، الحزم، الشعارات، الحضور.. إذا هذه حرب كما قلنا من البداية ليس لها أفق، وعلى السعودية ومن يقف مع السعودية أن يسارعوا إلى فتح الأبواب أمام الحل السياسي، إلى رفع الحصار، إلى وقف العدوان، وإلى إتاحة الفرصة لأن المزيد من العدوان لن يؤدي إلا إلى المزيد من الخسارة والتراجع والسقوط في صورة وفي موقعية النظام السعودي.