ارشيف من :آراء وتحليلات

السيد الحوثي : أنظروا إليها ... تحترق!

السيد الحوثي : أنظروا إليها ... تحترق!
إنهم آل سعود أصحاب الآيادي البيضاء في أرجاء الشرق والغرب، فمالهم يملئ جيوب الأمم الظالمة والمشاريع الفتنوية والحروب والتقسيم، وكل قطرة دم سقطت منذ عقود على طرقاتنا وأحيائنا هم سافكوها . فلسطين تشهد وبيروت تخبركم قصص التآمر عليها وعلى الجنوب وغير الجنوب، سيناء الغافية على قلق الذبح والسكين تعلم من هم آل سعود، ودمشق دمشق القابعة على العزة والكرامة ترتل آيات البقاء والصمود في وجه جنون من سمي يوما بمملكة الخير.
الصورة واضحة والحرب لم تسقط القناع فحسب بل أظهرت الكثير من خفايا القصور ، وتلك الأيادي الناصعة البياض التي كانت تصافح في السر فلان وفلان ها هي اليوم تصافح عدو الأمة والانسانية بالعلن دون خجل، فأجتماع الممول مع اداة القتل، وداعش ثالثهما ، ينذر بأن المنطقة مقبلة على ما هو أخطر في الايام القادمة، وسنشهد في سوريا وتحديدا من منطقة حمص نتائج هذا اللقاء، مرورا بسيناء وغزة.

أما في اليمن فعلينا أن نتوقف قليلا ونراجع ما حدث في الأيام الماضية ونبني عليه مستقبل المنطقة دون إغفال الملف النووي وغيره من الأحداث التي تتصدرها "داعش" أي "السعودية-اسرائيل"، إلا أن موضوع اليمن والعدوان المستمر من قبل السعودية على هذا الشعب الصبور والذي  كان قد أعلن منذ اليوم الاول للعدوان  وبلسان عربي فصيح وأمام العالم أجمع :" إما أن نعيش سعداء، وإما أن نموت شهداء" ،بدأ يشهد مرحلة جديدة .  التحول الأبرز فيها تمثل بصاروخ "سكود" الذي اطلق من الأراضي اليمنية على قاعدة خالد بن عبد العزيز الجوية في مدينة "خميس مشيط" جنوب السعودية والتي تعتبر من أهم القواعد الجوية ، كما يدور في فلكها عدد من المراكز العسكرية والتدريبية السعودية منها والاميركيية وابرزها غرفة عمليات المنطقة الجنوبية، وهنا سنستعرض واياكم ما جرى قبل وبعد إعلان خبر قصف القاعدة المذكورة.

السيد الحوثي : أنظروا إليها ... تحترق!
صاروخ سكود

في بادئ الأمر لم تأت السعودية على ذكر أي محاولة تصدي ناجحة "عبر منظومة القبة الحديدية "باتريوت" في اعتراض صاروخ يمني يحمل هذه الأهمية الاستراتيجية، ولكن بعد إعلان الجيش اليمني واللجان الشعبية استهدافهما لقاعدة جوية في هذه الاهمية وعبر صاروخ "سكود" ساد صمت عند الأقلام والشاشات التابعة للممكلة على كافة أراضي العرب والغرب، لتنفجر بعد ذلك أصواتهم وحبرهم . بذل هؤلاء جهدا كبيرا للايحاء بفشل العملية . تحدثوا عن اعتراض الصاروخ عبر منظومة فاشلة ،  ظهر جلياً كم هي واهنة في عدوان "الجرف الصامد" وعلى ايادي ابطال المقاومة الفلسطينية . فقد  تهاوت انذاك  الصواريخ على المستوطنات دون اعتراضها من احد ، وقد اعترف كيان العدو آنذاك ايضا بضعف هذه المنظومة . الاعلام اليمني الحربي رد على هذه المحاولة واظهر بالصورة كيف اطلق الصاروخ وكيف  حلق لمدة اربع دقائق ونصف ليصيب الهدف لاحقاً، وهنا أيضا لم تنكفئ العربية والجزيرة والمستقبل  وغيرها من الفضائيات عن  تكذيب الخبر، الا أن السعودية أرادت تطبيق عبارة "من فمه يدان" وأظهرت نجاج الرد اليمني وتحقيقه اهدافه بدقة، وذلك من خلال شنها سلسلة غارات همجية اجرامية عدوانية على العاصمة صنعاء أدت الى استشهاد أكثر من 50 يمني وجرح المئات  من نساء واطفال بحسب الحصيلة غير النهائية لوزارة الصحة اليمنية، فكل هذا الجنون والقتل والدم يؤكد نجاح "سكود" .لقد استشاطت المملكة غضبا . بعد بطولات المعارك على الحدود ، ها هي المرحلة الجديدة تبدأ.

 دخول هذا السلاح الاستراتيجي على  خط المعركة حقق الكثير من الاهداف السياسية والعسكرية ، فبعد أكثر من سبعين يوما من القتل والتهجير والتدمير لم تنجح السعودية في القضاء على الترسانة العسكرية. هذا ما أكده كل من "النجم الثاقب" ، و"زلزال" ، و"سكود" ، بالاضافة الى المصدر الرفيع المستوى الذي أعلن عن "مروحة واسعة من الخيارات" ولتفهم السعودية جيدا ما بين السطور .
تأتي هذه المرلحلة بعد سلسلة انجازات للجانب اليمني ابرزها :  فشل العدوان في  تحقيق هدف الفتنة والحرب الأهلية بل وحد اليمن وشعبها ومن كان خصم الأمس أضحى شريك السلاح والخندق الواحد.كما ان  السعودية تحولت من عنصر هجوم واعتداء الى عنصر دفاع مستشرس . وقد انصبت الجهود  لابراز قوة الدفاع لديها وصد الصواريخ. وقد ادى الاداء الاعلامي الى اظهار  "الملك" ضعيفا وواهنا وجل همه التصدي لصاروخ .  

الصورة شبيهة بعدوان تموز 2006 على لبنان ، فالعملة واحدة والوجه واحد واللغة واحدة ، وكي لا تخوننا الذاكرة  لنراجع ما قاله السيد نصرالله في أول اطلالة له خلال عدوان تموز حيث توجه للبنانيين قائلا : "البارجة  الاسرائيلية التي... انظروا اليها تحترق وستغرق ومعها عشرات الاسرائيليين..." ،  والمقصود هنا ،أن لا يتفاجئ أحد إذا خرج قريبا السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قائلا : " المنطقة أو البارجة أو .... انظروا اليها تحترق "، تبقى هذه حرب وبعدما استنزفت المملكة أضحت المفاجآت بيد انصار الله والجيش واللجان الشعبية ،  والايام القادمة سترسم معالم المرحلة المقبلة حيث ستتحدث المعركة هناك أيضا عن نفسها.
2015-06-08