ارشيف من :آراء وتحليلات
مؤتمر باريس والحرب على داعش: فشل أم نجاح؟
من الآن وحتى تبدأ واشنطن وحلفاؤها فعلاً بضرب الجماعات التكفيرية الإرهابية في المنطقة، لا يمكن للمعركة التي يخوضها محور المقاومة إلا أن تكون ضد كامل المحور الذي يبدأ بواشنطن وينتهي بالجماعات نفسها.
مؤتمر باريس الذي انعقد مؤخراً بحضور ممثلي عدد من بلدان التحالف فشل في تحقيق أهدافه. هذا ما يجمع عليه المراقبون، سواء كانوا ممن يقولون بجدية واشنطن وحلفائها في الحرب على الإرهاب، ولا سيما على داعش، أو ممن لا يقولون بتلك الجدية.
الفريق الأول يعتمد خطاباً مغرقاً في البروباغندا ويقدم تحليلات غير موضوعية عندما يعزو ذلك الفشل إلى عوامل من نوع:
- القدرات المتنوعة والاستثنائية التي تتمتع بها "داعش" والجماعات الإرهابية والتكفيرية الأخرى.
- المشكلات التي يعاني منها الجيش العراقي في المواجهة مع "داعش".
- عدم رغبة النظام السوري في الدخول في مواجهة فعلية مع "داعش".
- وأخيراً عدم كفاية القصف الجوي غير المتكامل مع عمليات برية فعالة. (هذا العامل يحظى بتقبل واسع من قبل المراقبين، لكنه يفقد الكثير من مصداقيته على ضوء معطيات أقلها تصريحات جون ماكين التي أكد فيها أن نصف الطائرات الأميركية تعود بحمولتها [من القنابل] بعد كل غارة على داعش).
دعم الإرهاب تحت ستار الحرب على الإرهاب
أما الفريق الثاني فينظر إلى مؤتمر باريس على أنه حلقة من حلقات المهزلة التي نسمع فيها الكثير من الكلام عن محاربة الإرهاب، في حين أن ما يجري في الحقيقة هو تقديم الدعم للإرهاب من قبل محور الهيمنة في إطار المواجهة المحتدمة بينه وبين محور المقاومة في المنطقة.
وبناء على وجهة نظر الفريق الثاني، لا يصح إطلاق صفة الفشل في تحقيق الأهداف على مؤتمر باريس، لأن هذا المؤتمر قد نجح بشكل منقطع النظير في تحقيق أهدافه.
وبالطبع، فإن التذكير ضروري هنا بأهداف المؤتمر. فنحن لا نجد في وثائق المؤتمر لائحة محددة وواضحة بتلك الأهداف. إذ أن كل ما نجده هو عبارات يفهم منها أن الأهداف هي على وجه التحديد "تبادل للآراء حول استراتيجية لوقف تقدم داعش" و"الاطلاع على الخطط العراقية لاستعادة الرمادي".
والأكيد أن "وقف تقدم داعش"، وليس ضربها والقضاء عليها هو، على هزاله، هدف لم ينجح التحالف في تحقيقه، أي أنه نجاح على طريق إقامة "الإمارة الإسلامية" التي يرعاها التحالف!
وبعد أن عرفنا أهداف المؤتمر، يصبح التساؤل ضرورياً حول مدى الحاجة -فيما لو كان المؤتمرون جديين بما فيه الكفاية- إلى عقد مؤتمر يشارك فيه مسؤولون كبار من عشرين بلداً من بلدان التحالف للبحث، علناً وعلى رؤوس الأشهاد، في أمور ذات طبيعة أمنية وعسكرية هي من اختصاص غرفة عمليات يديرها عدد محدود من الضباط.
داعش
وكيف يمكن لمؤتمر من هذا النوع أن يطلب إلى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالكشف عن خطط الجيش العراقي لتحرير الرمادي، علما بأن هذه الخطط، فيما لو وجدت، لا يمكن إلا أن تكون "سرية جداً"، خصوصاً بعد كل الفضائح التي أحاطت بالنجاحات الكبرى التي حققتها "داعش" في الموصل، ثم في الرمادي، لأسباب منها ما هو على صلة بالكشف عن خطط الجيش العراقي وإمكاناته؟
كل هذه الاعتبارات تكشف مدى استخفاف الجهات الراعية للمؤتمر بالحقيقة وبالرأي العام. كما تكشف ضرورة خروج المعركة ضد الإرهاب من حفرة الاعتقاد بأن واشنطن وحلفاءها وأدواتها الإقليمية هي أطراف يمكن التعويل عليها في الحرب على الإرهاب.
عملاء معتدلون
نعم، قد يصبح ضرب الجماعات التكفيرية والإرهابية ضرورياً بالنسبة لمعسكر الهيمنة بعد أن تكون هذه الجماعات قد أقامت في المنطقة كياناً أو كيانات جاهزة لأن تحكم من قبل "عملاء معتدلين" أقل تطرفاً وأكثر قدرة على تقديم خدمات أفضل لمشاريع الهيمنة. لكن تحقيق هذا الهدف ما زال بعيداً، ما يعني، من الآن وحتى حدوث تطورات تغير هذه المعطيات، أن حرب محور المقاومة ضد الإرهاب والتكفير هي في الوقت نفسه حرب ضد سياسات واشنطن وحلفائها وأدواتها في المنطقة.
والواضح أن عودة رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، من مؤتمر باريس بخفي حنين (لا أسلحة ولا مساعدات جدية لجيش العراقي في حربه ضد داعش، إضافة إلى إصرار الحلفاء على منع الشعب العراقي من القيام بدوره في تلك الخرب) هي فشل يستحق أن يصنف في لائحة النجاحات. فتصريحه بأن العراق سيكون مضطراً للتوجه إلى موسكو لشراء الأسلحة هو خطوة في الاتجاه الصحيح، يجب أن تتبعها خطوات في اتجاه وحدة المعركة ضد واشنطن وحلفائها وأدواتها التكفيرية والإرهابية.
مؤتمر باريس الذي انعقد مؤخراً بحضور ممثلي عدد من بلدان التحالف فشل في تحقيق أهدافه. هذا ما يجمع عليه المراقبون، سواء كانوا ممن يقولون بجدية واشنطن وحلفائها في الحرب على الإرهاب، ولا سيما على داعش، أو ممن لا يقولون بتلك الجدية.
الفريق الأول يعتمد خطاباً مغرقاً في البروباغندا ويقدم تحليلات غير موضوعية عندما يعزو ذلك الفشل إلى عوامل من نوع:
- القدرات المتنوعة والاستثنائية التي تتمتع بها "داعش" والجماعات الإرهابية والتكفيرية الأخرى.
- المشكلات التي يعاني منها الجيش العراقي في المواجهة مع "داعش".
- عدم رغبة النظام السوري في الدخول في مواجهة فعلية مع "داعش".
- وأخيراً عدم كفاية القصف الجوي غير المتكامل مع عمليات برية فعالة. (هذا العامل يحظى بتقبل واسع من قبل المراقبين، لكنه يفقد الكثير من مصداقيته على ضوء معطيات أقلها تصريحات جون ماكين التي أكد فيها أن نصف الطائرات الأميركية تعود بحمولتها [من القنابل] بعد كل غارة على داعش).
دعم الإرهاب تحت ستار الحرب على الإرهاب
أما الفريق الثاني فينظر إلى مؤتمر باريس على أنه حلقة من حلقات المهزلة التي نسمع فيها الكثير من الكلام عن محاربة الإرهاب، في حين أن ما يجري في الحقيقة هو تقديم الدعم للإرهاب من قبل محور الهيمنة في إطار المواجهة المحتدمة بينه وبين محور المقاومة في المنطقة.
وبناء على وجهة نظر الفريق الثاني، لا يصح إطلاق صفة الفشل في تحقيق الأهداف على مؤتمر باريس، لأن هذا المؤتمر قد نجح بشكل منقطع النظير في تحقيق أهدافه.
من العبث الاعتقاد بأن واشنطن وحلفاءها وأدواتها الإقليمية هي أطراف يمكن التعويل عليها في الحرب على الإرهاب |
والأكيد أن "وقف تقدم داعش"، وليس ضربها والقضاء عليها هو، على هزاله، هدف لم ينجح التحالف في تحقيقه، أي أنه نجاح على طريق إقامة "الإمارة الإسلامية" التي يرعاها التحالف!
وبعد أن عرفنا أهداف المؤتمر، يصبح التساؤل ضرورياً حول مدى الحاجة -فيما لو كان المؤتمرون جديين بما فيه الكفاية- إلى عقد مؤتمر يشارك فيه مسؤولون كبار من عشرين بلداً من بلدان التحالف للبحث، علناً وعلى رؤوس الأشهاد، في أمور ذات طبيعة أمنية وعسكرية هي من اختصاص غرفة عمليات يديرها عدد محدود من الضباط.
داعش
وكيف يمكن لمؤتمر من هذا النوع أن يطلب إلى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالكشف عن خطط الجيش العراقي لتحرير الرمادي، علما بأن هذه الخطط، فيما لو وجدت، لا يمكن إلا أن تكون "سرية جداً"، خصوصاً بعد كل الفضائح التي أحاطت بالنجاحات الكبرى التي حققتها "داعش" في الموصل، ثم في الرمادي، لأسباب منها ما هو على صلة بالكشف عن خطط الجيش العراقي وإمكاناته؟
كل هذه الاعتبارات تكشف مدى استخفاف الجهات الراعية للمؤتمر بالحقيقة وبالرأي العام. كما تكشف ضرورة خروج المعركة ضد الإرهاب من حفرة الاعتقاد بأن واشنطن وحلفاءها وأدواتها الإقليمية هي أطراف يمكن التعويل عليها في الحرب على الإرهاب.
عملاء معتدلون
نعم، قد يصبح ضرب الجماعات التكفيرية والإرهابية ضرورياً بالنسبة لمعسكر الهيمنة بعد أن تكون هذه الجماعات قد أقامت في المنطقة كياناً أو كيانات جاهزة لأن تحكم من قبل "عملاء معتدلين" أقل تطرفاً وأكثر قدرة على تقديم خدمات أفضل لمشاريع الهيمنة. لكن تحقيق هذا الهدف ما زال بعيداً، ما يعني، من الآن وحتى حدوث تطورات تغير هذه المعطيات، أن حرب محور المقاومة ضد الإرهاب والتكفير هي في الوقت نفسه حرب ضد سياسات واشنطن وحلفائها وأدواتها في المنطقة.
توجه العبادي نحو شراء اسلحة من موسكو خطوة في الاتجاه الصحيح |