ارشيف من :آراء وتحليلات

إنتخابات غلغت – بلتستان : فوز كاسح لنواز شريف وانتكاسة للمعارضة

إنتخابات غلغت – بلتستان : فوز كاسح لنواز شريف وانتكاسة  للمعارضة
عون هادي حسين

الإثنين 8 حزيران/يونيو، كان أكثر من ستة مليون ناخب باكستاني على موعدٍ في إقليم غلغت –بلتستان ، الذي يقع شمال شرق باكستان ، المتاخم لكلٍ من الصين شمالاً ، الهند شرقاً ، وأفغانستان غرباً ، مع استحقاق انتخابي جديد، هو بالنسبة لكثير من سكان الإقليم  ليس إلا  " ترفا ديمقراطيا "، لا يسمن ولا يغني من جوع .


فهذا الإقليم الذي يتمتع بموقع جيو- استراتيجي مهم جداً - حيث يقع على خط ما كان يعرف "بطريق الحرير " التجاري - والغني بالموارد الطبيعية والمعادن، لم يجذب ايًّا من الحكومات الباكستانية المتعاقبة في اسلام آباد لتولي  هذا الأقليم اهتماماً يخرجه من بؤسه وحرمانه ، فضلاً عن الاعتراف به كأقليم كما أوصت المحكمة العليا منذ عقدٍ ونيف، على الرغم من الصراع المحتدم بين باكستان والهند عليه حيث تعتبره الآخيرة جزءاً من أراضيها ككشمير كما تدعي.

24 دائرة انتخابية تصارعت فيها مجموعة من الأحزاب الباكستانية والمرشحين المستقلين  ليحجزوا مكاناً لهم في برلمان الإقليم الذي يضم 33 عضواً ، خُصصت تسعة مقاعد منها للنساء والتكنوقراط. وقد توزع المقترعون على 57 مكتبا اقتراعيا في مختلف أنحاء الإقليم، تحت إشراف  قوة عسكرية من الجيش الباكستاني  قوامها 5500 عسكري.

إنتخابات غلغت – بلتستان : فوز كاسح لنواز شريف وانتكاسة  للمعارضة
انتخابات

وقد رشح عن هذه الانتخابات فوز حزب الرابطة الإسلامية  الذي يترأسه نواز شريف  بأكثرية   مطلقة  بلغت 14 مقعداً، اي ما نسبته  59 %، ما يجعل حزب الرابطة  الإسلامية، بحسب مراقبين،  مؤهلاً لتشكيل  الحكومة منفرداً.  وقد تضم حكومته للإقليم مستقلين .
ويرى الناشط السياسي آغا أصغر عسكري، أن  النتيجة التي أظهرتها الانتخابات طبيعية نظراً لكون الحكومة المركزية في اسلام آباد بيد حزب الرابطة الإسلامية ( نواز شريف)، كما أن الحاكم الإقليمي المؤقت لـ"غلغت – بلتستان" هو من حزب الرابطة ، فضلاً عن كون وزارة الداخلية التي يرأسها تشودري نثار (عديل نواز شريف هي مرجعية اللجنة المشرفة على الانتخابات. ويضيف  أصغر عسكري : "من يملك العصا يملك البقرة".
كما يؤكد أصغر عسكري على دور المال السياسي  في نتيجة الانتخابات  النهائية،  حيث يقول  "تم  إغراق غلغت – بلتستان بالمال السياسي من قبل حزب الرابطة، حتى أن نائب أمين عام مجلس وحدة المسلمين الشيخ محمد أمين شهيدي قال في الإعلام أن حزب الرابطة حاول شراءنا ب6 ملايين روبية" .

لا شك أن  فوز حزب الرابطة الإسلامية عزز من موقف نواز شريف حكوميا وشعبياً وعسكريا، حيث لم يعد  لتحرك المعارضة بعد شهر رمضان كما أعلن عمران خان اي أثر يهدد حكومة نواز شريف .

هذا ويرى محللون أن  المعارضة  وبالأخص حركة الإنصاف بقيادة عمران خان فوتت فرصة حقيقية لإضعاف الحكومة المركزية، لأنه لو فازت المعارضة بالإقليم لكان للمعارضة حكومتان اقليميان، الأولى في غلغت بلتستان والثانية في اقليم خيبربختونخوا الذي تحكمه حركة الإنصاف، مع ملاحظة أن حزب الشعب (المعارض الصديق للحكومة) يرأس حكومة السند، اي أن أكثر من نصف باكستان خارج سيطرة نواز شريف، فضلاً عن التوظيف الإعلامي الذي كان سيلعب دوره الى جانب تحركات المعارضة بعد رمضان للضغط على الحكومة، ما كان سيجبر نواز شريف على تقديم تنازلات ترضي اطراف المعارضة او كانت ستفرض على الجيش التدخل كما حصل في المرة الاخيرة عندما تم سحب البساط من تحت نواز شريف مع الإبقاء عليه.
إلى جانب ذلك، يمكننا الجزم أنه حتى الآن لم يتمكن اي حزب من احزاب المعارضة من تقديم برنامج او خطاب سياسي يقلص من حجم نفوذ حزب الرابطة الإسلامية.

في الخلاصة، مرت إنتخابات غلغت – بلتستان على نواز شريف   بسلام، وفوتت الفرصة  على قيادة المعارضة  لكسب ورقة ضغط كان عمران خان بأمس الحاجة لها لتفتح  انتخابات غلغت –بلتستان  بذلك فصلاً جديداً من فصول  فشل المعارضة  الباكستانية  في فهم  لغز  الحكم في باكستان .
2015-06-15