ارشيف من :آراء وتحليلات
الاهمية الاستراتيجية في السيطرة على الرمادي
عندما يقول مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية، " من المفضل ألا تسقط الرمادي ولكن سقوطها ليس نهاية الحملة على داعش ومصفاة بيجي لها قيمة استراتيجية أكبر"، وعندما يتفاجأ الجيش العراقي بهجوم صاعق ينفذه تنظيم داعش الارهابي على مدينة الرمادي بعد أن كانت أنظاره متجهة الى بيجي حيث كان يقوم لصالحه طيران التحالف بتنفيذ طلعات جوية مكثفة على وحدات داعش التي كانت تضغط للسيطرة على المصفاة الاستراتيجية شمال تكريت، تستطيع أن تستنتج التناغم الخفي والتنسيق الاستراتيجي الضمني بين ما ينفذه داعش وما تخطط له الولايات المتحدة الاميركية .
منتصف شهر أيار/مايو الماضي، نفذ داعش- جناح القاعدة في العراق هجومًا صاعقًا على مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الانبار العراقية؛ وذلك من محورين: الاول شمالا من البوفراج والثاني شرقا من ناحية الفرات امتداد الحبانية والخالدية على طريق الرمادي – الفلوجة، وترافق هذا الهجوم مع 27 عملية انتحارية على أغلب مداخل المدينة تدفَّق خلالها مسلحو التنظيم وسيطروا على معظم أحيائها وشوارعها ومن ضمنها مقر اللواء الثاني للجيش العراقي داخل المدينة ومنطقة سد الوروار شمال غرب، والذي يتحكم بانسيابية المياه الى وسط وجنوب العراق.
لمدينة الرمادي أهمية استراتيجية عسكرية وجغرافية تعطي لمن يسيطر عليها أفضلية راجحة وواضحة في التحكم بمفاصل رئيسة داخل العراق.
جغرافيًّا:
تبعد عن بغداد قرابة الـ 110 كلم غربا، هي عقدة ربط أساسية في الوسط على الطرق الدولية بين بغداد ودمشق وعمان، حيث يعتبر هذا المثلث ممرا شبه اجباري في التواصل بين العواصم الثلاث وبالتالي هو الرابط البري الاستراتيجي المشترك بين سوريا والاردن والعراق، يخرقها نهر الفرات ويتفرع داخلها باتجاهين شرقي أساسي باتجاه الفلوجة، وجنوبي شرقي ثانوي باتجاه بحيرة الحبانية، تكثر بين أحيائها الجسور المائية على النهر فتزيد من اهميتها الجغرافية الحساسة .
استراتيجيًّا :
- تؤمن بالنسبة لتنظيم داعش تواصلًا سهلًا مع وحداته وعناصره الارهابية في كافة محافظة الانبار امتدادا لمراكزه داخل الاراضي السورية باتجاه مدن القائم فابو كمال فدير الزور، او باتجاه تدمر فحمص، وتؤمن له قاعدة خلفية غربًا لحماية عناصره في مدينتي الحبانية والفلوجة شرقا وتواصلا بريا سهلا جنوب غرب المنطقة باتجاه الاردن او السعودية.
- من يسيطر على الرمادي يستطيع التحكم بانسيابية تدفق المياه الى وسط وجنوب العراق وهذا يعتبر سلاحا فعالا في الحرب الارهابية ضد العراق وشعبه.
الرمادي
- بالنسبة للجيش العراقي، مدينة الرمادي تتفوق على مدينة الموصل بالاهمية العسكرية والاستراتيجية في حربه المفتوحة مع التنظيم الارهابي، فهي بوابة خطرة نحو بغداد وكربلاء، كما أن من يسيطر عليها يستطيع التحكم بأغلب المحاور المؤدية الى العاصمة والجنوب العراقي، وفي إبعاده للتنظيم الارهابي عن المدينة يقطع الجيش العراقي نقطة امداد وتواصل اساسية عن عناصر هذا التنظيم مع الوسط في صلاح الدين امتدادا نحو الموصل شمالا .
هذه الاهمية الجغرافية والاستراتيجية فرضت على الدولة العراقية العمل سريعا لإعادة السيطرة على الرمادي فحشدت قوى كبيرة من الجيش العراقي مدعومة بالحشد الشعبي الذي جهز 14 فوجا بالأسلحة الثقيلة، وبعد أن نالت موافقة شيوخ الأنبار على اشتراك الحشد الشعبي في معركة استعادة السيطرة على المدينة بدأت العملية بعد ان تم تنفيذ المراحل التالية:
- تحرير مناطق عديدة في قضاء الكرمة شمال شرق الرمادي، حيث تم تأمين ذراع دجلة بعد ربط الحمرة والبوعيسى والملالي (قضاء الكرمة).
- ربط خط بين جنوب سامراء الى الثرثار فمنشأة المثنى والكسارات المحيطة (شمال الرمادي).
- قطع الامدادات عن المدينة من جهة محافظات نينوى وصلاح الدين بالكامل ومن جهة الانبار (شمال غرب) بشكل تقريبي.
- انطلقت العملية الهجومية بدءا من تجمع ضخم في منطقة الحصيبة شرق الرمادي على محور اساسي وعلى محور ثانوي جنوبي من منطقة العنكور باتجاه مناطق الطاشي والكيلو 35 وصولا الى الجهة الغربية عند الكيلو 18 حيث تمت السيطرة على ناظم التقسيم وعلى منطقة اللاين (جنوب شرق) .
والآن تجري عملية استعادة السيطرة على المدينة مع بعض الصعوبات العملانية والعسكرية تتمثل بوجود بعض المدنيين في الاحياء الآهلة حيث لم يتسن لهم الخروج أو لم يختاروا ترك منازلهم وارزاقهم وهذا يخفف من امكانية الاستفادة من الدعم الجوي والمدفعي بشكل فعال، كما يعمد الإرهابيون و كعادتهم في القتال الى تفخيخ الشوارع والاحياء المحيطة بنقاط تمركزهم الرئيسة وهذا ما يستوجب التمهل في تنفيذ المهاجمة بشكل كامل على هذه النقاط وخصوصا في البقعة الرئيسة لتمركزهم داخل حلقة وسطها في احياء الشرطة والمخابرات والاندلس وجمهوري ومحيطها الخارجي يربط النقاط التالية: الحوزة (شرق) والصوفية ( شمال) والتأميم (جنوب) والبوذياب (غرب).
بقدر ما يوجد صعوبة في استعادة السيطرة سريعا على الرمادي، بقدرما لاستعادتها من اهمية استراتيجية ووطنية وقومية للدولة العراقية في حربها المفتوحة ضد تنظيم القاعدة، وعليه فان الجيش العراقي والحشد الشعبي مدعوون لتكثيف كافة الجهود والقدرات العسكرية لالحاق الهزيمة بالتنظيم الارهابي واستعادة السيطرة على مدينة الرمادي وقد يكون في تنفيذ مناورة جريئة تستوجب زيادة في التضحيات سبيلا لهذا الانتصار وربما تكون هذه المناورة الجريئة في العمل وكانجاز رئيس للسيطرة على الخط الغربي بين منطقة التأميم ومنطقة دور الزراعة ودور الضباط من خلال خرق واسع من منطقة العنكور جنوبا ويترافق ذلك وتحت غطاء دعم جوي ومدفعي كثيف مع تنفيذ انزالات متزامنة لمسك جسور: (الحبانية – الحاووز – عمرعبد العزيز – الرمادي ناظم الورار) وذلك لفصل جنوب المدينة عن شمالها ومهاجمة الاول (مرحلة اولى) و مهاجمة شمال المدينة ضمنا الوسط مع تأمين مساندة من اتجاه منطقة البوفراج شمالا (مرحلة ثانية) .
منتصف شهر أيار/مايو الماضي، نفذ داعش- جناح القاعدة في العراق هجومًا صاعقًا على مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الانبار العراقية؛ وذلك من محورين: الاول شمالا من البوفراج والثاني شرقا من ناحية الفرات امتداد الحبانية والخالدية على طريق الرمادي – الفلوجة، وترافق هذا الهجوم مع 27 عملية انتحارية على أغلب مداخل المدينة تدفَّق خلالها مسلحو التنظيم وسيطروا على معظم أحيائها وشوارعها ومن ضمنها مقر اللواء الثاني للجيش العراقي داخل المدينة ومنطقة سد الوروار شمال غرب، والذي يتحكم بانسيابية المياه الى وسط وجنوب العراق.
لمدينة الرمادي أهمية استراتيجية عسكرية وجغرافية تعطي لمن يسيطر عليها أفضلية راجحة وواضحة في التحكم بمفاصل رئيسة داخل العراق.
جغرافيًّا:
تبعد عن بغداد قرابة الـ 110 كلم غربا، هي عقدة ربط أساسية في الوسط على الطرق الدولية بين بغداد ودمشق وعمان، حيث يعتبر هذا المثلث ممرا شبه اجباري في التواصل بين العواصم الثلاث وبالتالي هو الرابط البري الاستراتيجي المشترك بين سوريا والاردن والعراق، يخرقها نهر الفرات ويتفرع داخلها باتجاهين شرقي أساسي باتجاه الفلوجة، وجنوبي شرقي ثانوي باتجاه بحيرة الحبانية، تكثر بين أحيائها الجسور المائية على النهر فتزيد من اهميتها الجغرافية الحساسة .
استراتيجيًّا :
- تؤمن بالنسبة لتنظيم داعش تواصلًا سهلًا مع وحداته وعناصره الارهابية في كافة محافظة الانبار امتدادا لمراكزه داخل الاراضي السورية باتجاه مدن القائم فابو كمال فدير الزور، او باتجاه تدمر فحمص، وتؤمن له قاعدة خلفية غربًا لحماية عناصره في مدينتي الحبانية والفلوجة شرقا وتواصلا بريا سهلا جنوب غرب المنطقة باتجاه الاردن او السعودية.
- من يسيطر على الرمادي يستطيع التحكم بانسيابية تدفق المياه الى وسط وجنوب العراق وهذا يعتبر سلاحا فعالا في الحرب الارهابية ضد العراق وشعبه.
الرمادي
- بالنسبة للجيش العراقي، مدينة الرمادي تتفوق على مدينة الموصل بالاهمية العسكرية والاستراتيجية في حربه المفتوحة مع التنظيم الارهابي، فهي بوابة خطرة نحو بغداد وكربلاء، كما أن من يسيطر عليها يستطيع التحكم بأغلب المحاور المؤدية الى العاصمة والجنوب العراقي، وفي إبعاده للتنظيم الارهابي عن المدينة يقطع الجيش العراقي نقطة امداد وتواصل اساسية عن عناصر هذا التنظيم مع الوسط في صلاح الدين امتدادا نحو الموصل شمالا .
هذه الاهمية الجغرافية والاستراتيجية فرضت على الدولة العراقية العمل سريعا لإعادة السيطرة على الرمادي فحشدت قوى كبيرة من الجيش العراقي مدعومة بالحشد الشعبي الذي جهز 14 فوجا بالأسلحة الثقيلة، وبعد أن نالت موافقة شيوخ الأنبار على اشتراك الحشد الشعبي في معركة استعادة السيطرة على المدينة بدأت العملية بعد ان تم تنفيذ المراحل التالية:
- تحرير مناطق عديدة في قضاء الكرمة شمال شرق الرمادي، حيث تم تأمين ذراع دجلة بعد ربط الحمرة والبوعيسى والملالي (قضاء الكرمة).
- ربط خط بين جنوب سامراء الى الثرثار فمنشأة المثنى والكسارات المحيطة (شمال الرمادي).
- قطع الامدادات عن المدينة من جهة محافظات نينوى وصلاح الدين بالكامل ومن جهة الانبار (شمال غرب) بشكل تقريبي.
- انطلقت العملية الهجومية بدءا من تجمع ضخم في منطقة الحصيبة شرق الرمادي على محور اساسي وعلى محور ثانوي جنوبي من منطقة العنكور باتجاه مناطق الطاشي والكيلو 35 وصولا الى الجهة الغربية عند الكيلو 18 حيث تمت السيطرة على ناظم التقسيم وعلى منطقة اللاين (جنوب شرق) .
والآن تجري عملية استعادة السيطرة على المدينة مع بعض الصعوبات العملانية والعسكرية تتمثل بوجود بعض المدنيين في الاحياء الآهلة حيث لم يتسن لهم الخروج أو لم يختاروا ترك منازلهم وارزاقهم وهذا يخفف من امكانية الاستفادة من الدعم الجوي والمدفعي بشكل فعال، كما يعمد الإرهابيون و كعادتهم في القتال الى تفخيخ الشوارع والاحياء المحيطة بنقاط تمركزهم الرئيسة وهذا ما يستوجب التمهل في تنفيذ المهاجمة بشكل كامل على هذه النقاط وخصوصا في البقعة الرئيسة لتمركزهم داخل حلقة وسطها في احياء الشرطة والمخابرات والاندلس وجمهوري ومحيطها الخارجي يربط النقاط التالية: الحوزة (شرق) والصوفية ( شمال) والتأميم (جنوب) والبوذياب (غرب).
بقدر ما يوجد صعوبة في استعادة السيطرة سريعا على الرمادي، بقدرما لاستعادتها من اهمية استراتيجية ووطنية وقومية للدولة العراقية في حربها المفتوحة ضد تنظيم القاعدة، وعليه فان الجيش العراقي والحشد الشعبي مدعوون لتكثيف كافة الجهود والقدرات العسكرية لالحاق الهزيمة بالتنظيم الارهابي واستعادة السيطرة على مدينة الرمادي وقد يكون في تنفيذ مناورة جريئة تستوجب زيادة في التضحيات سبيلا لهذا الانتصار وربما تكون هذه المناورة الجريئة في العمل وكانجاز رئيس للسيطرة على الخط الغربي بين منطقة التأميم ومنطقة دور الزراعة ودور الضباط من خلال خرق واسع من منطقة العنكور جنوبا ويترافق ذلك وتحت غطاء دعم جوي ومدفعي كثيف مع تنفيذ انزالات متزامنة لمسك جسور: (الحبانية – الحاووز – عمرعبد العزيز – الرمادي ناظم الورار) وذلك لفصل جنوب المدينة عن شمالها ومهاجمة الاول (مرحلة اولى) و مهاجمة شمال المدينة ضمنا الوسط مع تأمين مساندة من اتجاه منطقة البوفراج شمالا (مرحلة ثانية) .