ارشيف من :آراء وتحليلات

الصين وباكستان لطريق حرير جديد بـ46 $ بليون

الصين وباكستان لطريق حرير جديد بـ46 $ بليون
عون هادي حسين

اجتمعت في اسلام آباد يوم السابع عشر من حزيران/ يونيو الجاري، لجنة متابعة مشروع الممر الصيني – الباكستاني الاقتصادي (CPEC)، أو كما يصفه المراقبون "بطريق الحرير الجديد"، وذلك لأنه سيتيح لجمهورية الصين الشعبية الوصول لمياه بحر العرب، من خلال وصل مدينة "كاشي" الصينية بميناء غوادر الذي يبعد 300 ميل فقط عن مضيق هرمز، الذي يعتبر من أهم الممرات البحرية للناقلات النفطية في العالم ، كما ان هذا المشروع  سيتكفل بربط الصين بباكستان من خلال ممر اقتصادي يبلغ طوله 1800 ميل، ومنه إلى آسيا الوسطى فإلى روسيا وأوروبا.

بالمقابل ستستفيد باكستان من استثمارات صينية في البنية التحتية وسكك الحديد والكهرباء وغير ذلك بقيمة 46 بليون دولار أمريكي، كما أعلن الرئيس الصيني "شي جين بينغ " في أبريل الماضي خلال زيارته إلى اسلام آباد، اي أكثر بكثير مما تتلقاه باكستان من الولايات المتحدة الأمريكية ، فما  المعوقات الداخلية والإقليمية لإتمام الممر الإقتصادي؟ وفي ظل المناوشات الصينية – الأمريكية في بحر الصين الجنوبي، هل هذا الممر الاقتصادي (CPEC) يؤكد بداية فصل جديد من الحرب الباردة، لكن هذه المرة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين؟

الصين وباكستان لطريق حرير جديد بـ46 $ بليون
باكستان - الصين

يرى مراقبون أن اجتماع اللجنة في اسلام آباد يأتي في سياق تأكيد كُلٍّ من الصين وباكستان على إصرارهما بالمضي قُدما في إتمام مشروع الممر  الاقتصادي رغم كل التحديات الداخلية والخارجية .

إلى ذلك، يقول الخبير بالشأن الباكستاني خالد رياض "إن مشروع الممر الإقتصادي مهم جداً لإنعاش الإقتصاد الباكستاني، لكن هناك عوائق حقيقية تقف دون إتمامه منها: الفساد الإداري والمالي، ضخامة المشروع (1800 ميل)، إضطراب الوضع الأمني في باكستان ، مرور المشروع بإقليم بلوشستان الذي يعيش توترات أمنية ".

يضيف"خالد رياض " : " يجب أن لا ننسى التدخلات الهندية ودورها في زعزعة الأمن الباكستاني والتفجيرات التي تتسبب بها بين وقت وآخر".
 
في هذا السياق أكد قائد الجيش الباكستاني الجنرال راحيل شريف خلال زيارة رسمية له للصين في السابع من حزيران/يونيو ، إستعداد الجيش الباكستاني لتذليل كل العقبات أمام إتمام المشروع . يرى محللون أن كلام راحيل شريف رسالة موجهة إلى الهند التي لم ترحب بالمشروع الذي من المفترض أن يجلب الإزدهار للمنطقة، بل على العكس أبدت رفضها على اعلى المستويات، حيث قال وزير خارجيتها "سوشها سوراج ": " إن السيد رئيس الوزراء مودي خلال زيارته في مايو الماضي للصين أعرب عن رفض الهند لمشروع الممر الاقتصادي، لأنه يمر بكشمير التي نعتبرها محتلة من قِبل الباكستانيين  " .

حسب مصادر مقربة من دوائر القرار الهندي هناك ريبة وتخوف يهيمنان على الموقف الهندي إزاء مشروع الممر الاقتصادي، لأنه يطوق الهند إقليمياً ، خصوصاً أنه سبق الإعلان عن الممر الاقتصادي إبرام اتفاقيات عسكرية بين الجانبين الباكستاني والصيني بقيمة 6 مليارات دولار. فقد وافقت باكستان على شراء ثمان غواصات صينية سترفع من قدراتها البحرية، إضافة إلى صفقة المروحيات المقاتلة من طراز "زي-7".
كما أن هناك خشية أمريكية – هندية مشتركة من أن يتحول ميناء غوادر الباكستاني المطل على بحر العرب إلى قاعدة عسكرية صينية بالقرب من الإمدادات النفطية .

في الخلاصة، يرى خبراء بالشأن الدولي أن التحركات الجيو- سياسية الصينية في بحر الصين الجنوبي من خلال إنشاء جزر صناعية و زيادة في حجم الإنفاق العسكري ودعم القوة البحرية، دلالة واضحة على تحول في السياسة الخارجية الصينية، أضف إلى ذلك مشروع التمدد على رقعة الشطرنج السياسية للإقليم مستفيدةً من إنعدام الثقة بين باكستان والولايات المتحدة الأمريكية ، يؤكد أن الصين ومعها باكستان متجهتان نحو تصادم مصالح لا مناص منه مع الولايات المتحدة الأمريكية قد تكون عاقبته وخيمة خصوصاً مع وجود رئيس وزراء هندي كمودي يطمح ليكون شرطي الإقليم الأمين.
2015-06-18