بقلم: إبراهيم المصري(*)

استطاعت المقاومة الإسلامية في لبنان ان تثبت من خلال ما حصل لها في حرب تموز وما جرى لها على الساحة اللبنانية انها العنصر الأساسي الذي يمكن ان يقف في وجه العدوان الإسرائيلي على لبنان، وقد استطاعت هذه المقاومة ان تتباهى في وجه هذا العدوان الذي استعمل آلة الحرب المتعددة على الرغم من ان الجيوش العربية خلال الحروب الماضية خاضت حروباً عدة لكنها لم تستطع ان تصمد في وجه هذا العدو، وما زال الجميع يرى ان المقاومة هي السبيل الوحيد للوقوف امام هذا العدوان، وان الاحتفاظ بالمقاومة ودعمها ومساندتها هو السبيل الوحيد لمواجهة العدوان الإسرائيلي في كافة مجالاته، سواء في المجال العسكري او الاقتصادي والثقافي والسياسي، والامل الكبير ان تستطيع المقاومة متابعة أداء دورها في هذا المجال ما يشكل عائقا حقيقياً وأساسيا حتى لا تتكرر أداة العدوان الإسرائيلي إلى بنية مجتمعنا اللبناني والعربي والإسلامي، لذا أرى ان العنصر الأساسي لمواجهة أي عدوان إسرائيلي بالإضافة الى دعم المقاومة هو وحدة الساحة اللبنانية في مواجهة هذا العدوان.. فالمقاومة قيمة كبيرة استطاعت الساحة اللبنانية ان تقتنيها، وان تجعلها العقبة أمام العدو في تحقيق أهدافه، وحتى تكون المقاومة أكثر تماسكاً وأكثر مضاءً في مواجهة هذا العدو نتمنى ان تمثل أوسع شريحة من اللبنانيين، وأنا أرى الكثير من اللبنانيين من مختلف المناطق اللبنانية ومن مختلف الانتماءات الحزبية والمناطقية يتمنون ان يكون لهم دور في هذه المقاومة، لذلك المقاومة هي أمل كل اللبنانيين والعرب، وأنا اعرف تماما ان الكثيرين من العرب والمسلمين وأحرار العالم يحسدون لبنان ان لديه مقاومة استطاعت ان تهزم العدو الإسرائيلي، وان تهزم عدوانه على لبنان.
من هنا نحن نفهم ان الاستراتيجية الدفاعية هي بمثابة ضمان التفاهم على ما يوحّد الشعب اللبناني والجيش اللبناني والمقاومة، ولا أظن ان أحدا يرد في ذهنه من خلال الحديث عن الاستراتيجية الدفاعية ان يعمل على إلغاء المقاومة، وإنما المقصود هو تنظيم عملية التكافل بين دور الجيش والشعب والمقاومة، وهذا ما يمكن ان تصل اليه طاولة الحوار الذي نتمنى ان تبذل جهداً جدياً ليس في مواجهة المقاومة ولا مصادرة سلاحها وانما في اطار دعمها وضمان التكافل بينها وبين الشعب والمقاومة.
(*) نائب رئيس الجماعة الإسلامية في لبنان