ارشيف من :ترجمات ودراسات

الجيش الاسرائيلي يستعد لامكانية استيعاب لاجئين دروز

الجيش الاسرائيلي يستعد لامكانية استيعاب لاجئين دروز
اعتبر المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أنه "وكلما تعاظم الفزع عقب التقارير من قرية الحضر الدرزية في الجولان السوري، تشدد القيادة في "اسرائيل" وكبار مسؤولي الجيش الاسرائيلي الجهود لتهدئتهم، فقد ادعى رئيس الاركان غادي آيزنكوت في الكنيست الثلاثاء الماضي ان اسرائيل ستفعل ما بوسعها لكي تمنع ذبح اللاجئين على حدودها".

من جهته، كرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ما ذكر في هذا الإطار، قائلًا "انني وجهت تعليماتي لعمل كل ما يلزم". وبحسب الكاتب فقد أرسل نتنياهو في اليوم عينه ضابطًا كبيرًا في قيادة المنطقة الشمالية لإطلاع الصحفيين على صورة الوضع، حيث زعم الأخير عدم صحة ما يقال عن المجزرة، معتبرًا أن هناك معلومات مغلوطة، مدعيًا عدم وجود عشرات الجرحى من الدروز ممن ينتظرون العلاج قرب الجدار. وأضاف "لا نية لدينا في أن نكون جزءا من القتال في سوريا".

ورأى هرئيل ان سلسلة التصريحات هذه تحاول ايجاد التوازن بين قطبين متناقضين، فمن جهة، "اسرائيل ملتزمة، قيميا وعلنيا، بما يسمى "حلف الدم" مع الدروز"، ومن جهة اخرى سيكون التدخل العسكري لصالحهم خروجًا خطيرًا عن الخط الحذر والمتماسك الذي اتخذه نتنياهو على مدى اكثر من اربع سنوات من الحرب في سوريا، وبموجبه ينبغي لـ"اسرائيل" أن تمتنع قدر الامكان عن التورط في هذا المستنقع المغرق"، وفق هرئيل.

الجيش الاسرائيلي يستعد لامكانية استيعاب لاجئين دروز
الدروز في الجولان

واضاف "لكن يبدو أن الرسائل في الوقت الحالي لا تحقق غايتها. فقيميا، بدأ الكثير من الدروز يشكون بان نية اصطلاح "حلف الدم" كانت دوما سفك دمهم دفاعا عن اليهود، ولكن ليس بالضرورة العكس. عمليا، اقوال آيزنكوت والضابط الكبير الاخر فسرت كاعتراف غير مباشر بأان قرية الحضر قد تكون أمام مصيبة قريبا".

وقال هرئيل إن "الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في كيان العدو، بدأ مؤخرا يتحدث علنا عن شدة الخطر. ففي مقابلة له مع اذاعة الجيش الاسرائيلي هذا الاسبوع نبه: "إذا لم يتدخل الجيش لصالح الدروز في الحضر" كما ادعى، "فليتوقع أن تحصل مذبحة". واضاف الشيخ طريف "اسرائيل، هي كما كانت دوما، تراهن على الجانب غير الصحيح في المواجهة في سوريا. ففي الماضي ساعدت حزب الله وحماس على النمو، والان ترتكب الخطأ نفسه مع منظمات الثوار مثل النصرة"، حسب تعبيره.

وقال عاموس هرئيل ان "سلسلة لقاءات عقدها طريف مع مسؤولين كبار في الكيان خلال الاشهر الاخيرة حول الوضع في سوريا، سبقت هذا التصريح العلني. فقد اجتمع بالرئيس الصهيوني، رئيس الوزراء، رئيس الاركان وقائد المنطقة الشمالية. وهو سمع في اللقاءات مع الضباط ان سلاح الجو يمكنه أن يوقف تقدم المسلحين نحو الحضر، عند الحاجة من خلال القصف، ولكن هذا منوط بتلقي التعليمات من الاعلى،".

وتابع الكاتب "يعرف زعيم الطائفة الدرزية ورجاله السيناريوهات التي يستعد لها الجيش الاسرائيلي من "استيعاب سريع للاجئين وتوسيع المستشفى الميداني على الحدود، وحتى التدخل العسكري من خلال سلاح الجو. وحاليا، رغم تصريحاتهم الحازمة، فانهم لا يزالون يعطون ثقة للقيادة الاسرائيلية في ان تقوم بالعمل المناسب في نظرهم، عند الحاجة".

وخلص عاموس هرئيل الى "تغيير حرج في الوضع، يمكنه ان يضع كيانه في معضلة فورية من حيث التدخل العسكري المحلي، الذي يمكن ان يحصل في غضون ساعات. وعليه، فان التصريحات الاخيرة للمسؤولين في المؤسسة الامنية عن وضعنا الاستراتيجي الجيد في الشمال تبدو مبالغًا فيها بعض الشيء. الوضع جيد، نسبيا، حتى صباح اليوم. لكن لا نجزم بأن تبقى الامور على ما هي عليه في الايام القادمة".
2015-06-19