ارشيف من :مقاومة
من الوعد الصادق الى الانتصار الالهي 3/2
أجرى الحوار: أمير قانصوه
"الانتقاد" تنشر وعلى حلقات المقابلة مع القيادي البارز في المقاومة الاسلامية، وفي الحلقة الثانية يتحدث عن معيار القوة الذي مكن المقاومة من الانتصار، المواجهات البرية وعمليات الاستدراج للعدو الى أفخاخ نصبتها لجنود العدو ودباباته وعمليات الانزال الفاشلة..
حرب العصابات والحرب الكلاسيكية
ـ معروف تاريخيا أن الجيش النظامي يثبت وجوده في وجه جيش مماثل، وأن القوي هو من يدافع وليس العكس، لأن الضعيف يبادر إلى الهجوم ليعوض النقص لديه، وأحيانا المدافع القوي يبادر إلى الهجوم.. إذاً معيار القوة هو الدفاع وليس الهجوم.. تاريخياً كيف تشتغل العصابات؟ أذكر أنه لم يسبق أن سُئلت العصابات عن الأرض، أو عن دفاع في وجه جيش نظامي، فالعصابات تترك العدو يدخل ليحتل وتبدأ تمارس ضده حرب استنزاف لفترة معينة حتى يضطر في النهاية الى أن يخرج مطروداً، لأن لا طاقة له على تحمل حرب استنزاف. أما نحن فماذا فعلنا في المقاومة؟ مارسنا حرب عصابات ودفاعا ثابتا، والدفاع الثابت هو من أقوى أنواع الدفاعات، وذلك بهدف منع الإسرائيلي من اختراق أرضنا. بتقديري ما فعلناه غير موجود في كل الموسوعات العسكرية التي قرأتها، ولا في أي مدرسة عسكرية، خاصة لجهة النتائج التي حققناها على العدو الإسرائيلي.
* يفهم من كلامكم ان المقاومة كان بيدها زمام المبادرة من البداية حتى النهاية؟
ـ طبعاً.. فعلى المستوى العسكري كما ذكرت لك لم نكن نتوقع ان الإسرائيلي سيخوض غمار هذه الحرب، غير أننا في الوقت ذاته كنا جاهزين، بدليل ما حصل من نتائج.. وإذا كان هدف الإسرائيلي هو القضاء على حزب الله فبقراءة بسيطة نستخلص نتيجة مفادها هي انه عندما دخل قرى: رب ثلاثين، مركبا، حولا، ميس الجبل، محيبيب، عيترون، وبنت جبيل، كان المقاومون ما زالوا يواجهونه بضراوة. أما بالنسبة الى بلدة مارون الرأس فتركناها عن قصد بعدما نفدت الذخائر لدى المقاومين، وبإمكانك أن تأتي بأي عسكري على وجه الكرة الأرضية وتسأله إذا كان بإمكانه ان يصمد في مارون الرأس وبالإمكانية التي في حوزة المقاومين، فقد صمدنا هناك في وجه كتيبتين إسرائيليتين أياما عدة. ثم لا تنسَ ان هذه البلدة جرداء ومكشوفة من كل الجهات، وبرغم ذلك حققت فيها المقاومة إنجازات مهمة وكبيرة. ما أقصده من كلامي هذا أننا بالفعل مارسنا عملية منع على الإسرائيلي بكل معنى الكلمة، فالعدو لم يستطع أن يدخل القرى إلا بمسافات معينة، إذ عملنا على إفشال تكتيكه العسكري، وفككنا تركيبته البنيوية العسكرية من خلال إبعاد المروحية عن الدبابة، عن المشاة، عن المدفع، فبات العدو في حال ضياع حقيقية.
* كيف ذلك؟
ـ بكل بساطة، في علم الهندسة العسكرية هناك مسألتان اشتغل عليهما رجال المقاومة: في الأولى حاول العدو ان يسلك خيار الطرق الواضحة والمكشوفة، فكانت العبوات تنفجر في دباباته في موقع الراهب وريشا ومارون الراس والعويضة، بحيث تنفجر دباباته الـ(ميركافا) كلما توغل في الطرق الرئيسية، فاضطر عندها العدو لأن يسلك الطرق الوعرة.. وعملياً الأمر مكلف عليه بشرياً وزمنياً، وهذا ظهر جليا في أرض المعركة، لأنه في الطرق الوعرة كان ينتظره سلاح آخر هو صواريخ الـ"م.د" (صواريخ مضادة للدروع)، فهذا السلاح شل حركة دبابته وحولها إلى ناقلة لقتلاه وجرحاه. هذه الـ"ميركافا" التي أعدت لكي تكون الذراع الأساسية لعملية الهجوم البري والاختراق في مناطق العدو حوّلها رجال المقاومة إلى مجرد سيارة إسعاف ونقل تموين. إذاً الإسرائيلي كان همه الأساس على المستوى السياسي والعسكري أن يُحدث اختراقاً ما للوصول إلى منطقة جغرافية محددة ليقول للملأ انه وصل إلى المكان الفلاني، بغية توظيف اختراقه في الإطار السياسي والتفاوضي فيما بعد، غير أنه كان "يشحذ" هذه الاعتبارات المهمة، بحيث كان الجندي الإسرائيلي يتسلل إلى مكان ما فقط ليقول انه وصل إلى هناك، في حين ان هذا الأمر على المستوى العسكري لا يعتبر بلوغ الهدف، بدليل ان هذا الجندي الذي تجده يصرخ في أرض المعركة هو نفسه يحتاج إلى طعام، الى تبديل وإلى إخلاء، وبالتالي الإسرائيلي عجز عن الوصول إليه، فلا الدبابة استطاعت أن تصله، ولا المروحية استطاعت أن تخليه أو تؤمن له المؤونة، وقد فقد بذلك كل أنواع المناورة العسكرية والاستمرارية في أرض المعركة.
* هذا برغم أن قيادة المقاومة لم تطلب منكم ذلك؟
ـ صحيح، فسماحة السيد كان متساهلا معنا في البداية، لأنه منطلق من مفهوم حرب العصابات. قال لنا أنتم غير مسؤولين عن الأرض، الأصل هو أن تعملوا بما يخدم الدفاع، وبما يتناسب مع استمراريتكم وضمان وجودكم وتأثيركم في الخصم.
* لو جئنا إلى تسلسل المواجهات، لماذا دخل العدو برياً مع أنه مدرك بحسب التجربة أنها ستكون مكلفة؟
ـ .. لم يكن أمامه خيار آخر، سوى أن يقول لك إنني هزمت وانتهى الأمر، لا سيما أنك استطعت أن تستفزه على كل المستويات، أولاً على المستوى السياسي عندما قمت بعملية أسر الجنديين الإسرائيليين حيث استطعت أن تمس ببنيته السياسية، فضلاً عن استخفاف سماحة السيد بقاداتهم إلى أبعد الحدود، بقوله إن أي من قادة العدو لا يملك الخبرة العسكرية المطلوبة، ونصحهم بعدم الدخول في المعركة لأنهم سيفشلون، فما كان منهم ـ وأمام هذا الاستفزاز ـ إلا أن يقوموا بحملات جوية اعتقاداً منهم بأن المعطيات العسكرية التي بين أيديهم (بنك الأهداف) ستمنحهم القضاء على المقاومة، غير أن هذا السلاح (مئة طائرة حربية في الجو دفعة واحدة) لم يفعل شيئاً، هذا عدا عن أن هيبة الإسرائيلي وقوة ردعه العسكرية لم تمنعنا في الأصل من تنفيذ عملية الأسر، وبالتالي جرى استفزازهم بطريقة استطعنا كشف عيوب جيشهم وعوراته. وأمام هذا المأزق الكبير لم يعد لديه من خيارات إلا أن يجازف في البر حتى لو كانت معركته خاسرة، أو أن يعترف ويقول حزب الله هزمنا، وبتقديري لو فعلها الإسرائيلي لتفكك كيانه وحزم جمهوره حقائبه وغادر ارض فلسطين، لكن لا أحداً جرؤ في "إسرائيل" على فعل ذلك، جرؤ مرة واحدة رابين في العام 93ـ94 بهدف إقناع القادة عنده بالتوجه إلى تسوية معينة، عندما لفت انتباههم الى قدرات حزب الله ووضعه العسكري! وقال علينا أن نذهب إلى تسوية.
* لماذا تعامل العدو مع الحرب البرية بشكل متدرج حتى انه كان قادرا على الدخول بشكل أوسع؟
ـ الإسرائيلي كان يُدرك تماماً أننا في الخطوط الأمامية، نمتلك خطوطاً دفاعية مهمة قادرة أن تحاكي مختلف اختصاصاته العسكرية، وبالتالي فهو غير قادر بعد أن يتحمّل فشلا آخر بعد الفشل السياسي، والاستخباراتي، والجوي، فكان المطلوب منه أن يخطو خطوة رابحة، الأمر الذي دفعه أن ينحو منحى الخطوات الأكثر حذراً على قاعدة أن لديه هامشا زمنيا يستطيع أن يتحرك به، فضلاً عن ضرورة تجاوز قطوع "الحفة الأمامية" بأقل الخسائر الممكنة اعتقادا منه أن بإمكانه في الخطوط الخلفية للمقاومة أن يجد نقاط ضعف تخوله السيطرة، وهذا ما كنا ننتظره بفارغ الصبر..
* كيف تعاملتم مع هذه الخطوة؟
ـ تعاملنا معها خطوة.. خطوة، وبالقدر الذي يمكن أن نستوعبها ونعالجها بالطرق المناسبة.
* ما هي أبرز الخلاصات التي يمكن التوقف عندها؟
ـ الخلاصات التي توصلنا إليها هي أننا كرسنا فكرة "المنع" لدى شعبنا وأمتنا في وجه العدو، وبالإمكان أن نثبتها كنظرية قابلة للتطبيق عند أي شعب تحتل أرضه، ويمتلك المواصفات التي نمتلكها.. ونقول بسلاح تقليدي جدا نستطيع أن نقهر أي قوة في العالم بدليل ما حصل من مواجهات في مارون الراس، ورب ثلاثين، وعديسة، حيث أن ثلة من رجال المقاومة في مارون الراس اشتبكت مع كتيبتين إسرائيليتين لأيام وصمدت بشجاعة وصبر كبيرين، من هنا نرى أن النظرية التي عملنا عليها كمقاومين قابلة للتطبيق ونستطيع أن نثبتها في المدارس العسكرية.
* هل استدرجتم العدو للدخول إلى البعض الأماكن (بنت جبيل وادي الحجير, و...)؟
ـ(مقاطعاً) طبيعي.. فنحن في الفراغات المسطحة والمكشوفة حرمنا الإسرائيلي من الحركة، وذلك من خلال استهداف دباباته بالصواريخ المضادة للدروع، الأمر الذي فرض عليه السير في الأودية الضيقة، وهو ما كنا نرغب به حيث يصبح الاشتباك معه مناسبا جدا، لأنه بالقدر الذي نفكك فيه تركيبة العدو العسكرية من خلال استفراد أفراده في الدوائر الضيقة، ننأى عن الطائرة والدبابة والمدفع.
* هل خضتم حرب شوارع؟
ـ في بعض الأحيان، لا سيما في عيتا الشعب وبنت جبيل (تلة التحرير) والطيبة، مارون الراس، وقليلاً في ميس الجبل، فقد خضنا المعارك في هذه البلدات من بيت لبيت ومن شارع لشارع.
* .. أعطنا نماذج عنها.. البعض تحدث عن أشباح؟
ـ (يبتسم) ليست القصة قصة أشباح .. تصوّر يحصل انفجار في غرفة ما فيخرج المقاوم من تحت الركام حياً.. فالإسرائيلي يعلم بالضبط حجم قدراته النارية التي رماها علينا من البر والبحر والجو، فهو يعتقد أن مثل هذه الكثافة النارية كافية للقضاء على المقاومين، لكنه يتفاجأ بأن المقاومين ما زالوا أحياء ويواجهون بثبات قلّ نظيره، وهذه مفاجأة بحد ذاتها، لم يألفها منذ ستين سنة.. تصوّر العدو أيضاً أن المقاوم يسمع ما يحصل من دمار في الضاحية والبقاع والجنوب فَيفترض أن معنوياته تنهار، وهكذا يتقدم الإسرائيلي في البر فيتفاجأ بأن هناك مقاومين خلفه ما زالوا يقاتلون بضراوة .. هذه أمور لم يألفها من قبل.
* في أي لحظة أدركتم أن الجيش الإسرائيلي خسر الحرب؟
ـ لا أخفي عليك، لقد امتلكني يقين في الأسبوعين الأخيرين من العدوان الإسرائيلي أن الأيام المتبقية تمر بلا جدوى بالنسبة للإسرائيلي، كنت أعرف أن الإسرائيلي يعمل على تقطيع الوقت، أي الوقت الضروري للعمل السياسي من اجل الخروج من المأزق الذي وقع فيه، فهو عندما لم يستطع أن يسيطر في البحر والبر والجو، بالمقابل أنت من تدير المعركة، وتعرف ماذا يحصل، أصبحت الأمور منتهية؟ فمثلا الإسرائيلي عندما تحرك من ثكنة هونين مرغوليت باتجاه رب ثلاثين وصعد باتجاه العقبة، ونزولا باتجاه المحيسبات ثم باتجاه الحجير تفاجأ بالمقاومين في رب ثلاثين يقاومون بمعنويات عالية، كذلك الحال في العديسة، ومركبا، وحولا، وعيترون، حيث سقط للعدو أعداد كبيرة من القتلى والجرحى. فالإسرائيلي ما إن يتوغل في القرى كان يعرف تماماً أن هناك مقاومين موجدون وما زالوا يواجهون، عندها أدركنا أن هذه المعركة عند الإسرائيلي بلا أفق.
* هل مشهد الدبابات (الميركافا وغيرها) هو إحدى المفاجآت التي وعدتم بها؟
ـ صحيح، لكن هناك مفاجآت أخرى وعدنا بها وتحققت: أولاً: استمرارية رمي الصواريخ باتجاه المستعمرات والمستوطنات الإسرائيلية طيلة ثلاثة وثلاثين يوماً، وبإيقاع منضبط ومنسق، فلو شئنا أن نرمي ألف صاروخ في اليوم الواحد لفعلنا، ولكن ضبطنا الإيقاع لكوننا نعمل وفق رؤية بأن الحرب قد تستمر لنحو ثلاثة أشهر، ثانياً: فشل الإسرائيلي في التحكم بكامل قواته، ثالثاً: فشل السلاح الإسرائيلي البري والبحري والجوي، فضلاً عن كل استخباراته وعملائه في التأثير على تحركات المقاومة، وفي النهاية نقول إن حرب العصابات فعلت فعلها بجيش نظامي سبق أن روّج له منذ مئة عام.. الآن ماذا يحضرون في المستقبل؟ دعاهم جورج بوش علناً للاستعداد كما يجب، وطمأنهم بأن السلاح على عاتقه، لكن إذا ما فشلوا في الحرب القادمة بماذا سيخاطبون جمهورهم؟!
* هل كان الإسرائيلي إلى هذا الحد يجهل كل هذه المنظومة العسكرية لدى المقاومة برغم كل أجهزته الاسخباراتيه وأجهزة المراقبة المتطورة؟
ـ حاول الإسرائيلي بمختلف الوسائل الإطلاع على منظومتنا العسكرية لكي يجابهها ولم يستطع.
* هل عملت المقاومة على تطوير صواريخها؟
ـ.. الكاتيوشا التي رمتها المقاومة غير تلك التي يعرفها الإسرائيلي، كعدد وانتشار وتكتيك.
* تحدثت عن مستوى عال جداً من السرية..
ـ ( مقاطعاً) هل تعرف ماهية قيمة حزب الله؟ حزب الله منظومة من البشر تتحرك حركة الشخص الواحد، غير أن السؤال الأهم يبقى أين تكمن خطورته على العدو في بلد مثل لبنان؟ فلبنان كما هو معروف بلد سياحي ومفتوح على الجميع، ويستطيع أي كان أن يسرح ويمرح فيه في ظل هشاشة أمنه مكشوفة، وبالرغم من كل ذلك يأتي تنظيم مثل حزب الله ويعمل منظومة معقدة من الصواريخ، وبمستوى عال من السرية، ويفعل ما يفعله بالإسرائيلي. هنا تكمن قوة المقاومة وعظمتها، وهذه مسألة غير عادية بالنسبة للعدو. والأمر المؤكد أن الإسرائيلي مع كل منظومته الاستخباراتية وعملائه وأجرائه المحليين وغير المحليين يجهل كيف تعمل المقاومة، وهذا ليس بالأمر السهل، بل له علاقة بالبعد الديني والإيماني.. والخبرة العالية، وهي مسألة لا يفهمها الإسرائيلي بالتأكيد.
* حكي أن المقاومة كانت تحاصر قوة صهيونية في مرجعيون عندما فرت إلى الثكنة، هل يمكن أن نستعيد هذه الرواية؟
ـ العدو عندما تسلل إلى منطقة مرجعيون لم يكن يتوقع وجود المقاومين هناك، فقام على أثرها المقاومون بتسديد ضربة مباشرة له مع الفجر حيث تم تدمير دبابتين، ففي اللحظة التي كشف فيها لجأت هذه القوة إلى ثكنة مرجعيون، وكان بإمكان المقاومين أن يقضوا عليها بالكامل، غير أن وجود ما يناهز ثلاثمئة عسكري لبناني داخل الثكنة حال دون التصادم مع القوة الإسرائيلية تجنباً لأي إراقة دماء يسبّبها الإسرائيلي، وخصوصاً أن هؤلاء الجنود توسلوا لرجال المقاومة بعدم القيام بأي خطوة عسكرية لأن حياتهم في خطر.
* برأيك هل كان العدو فعلاً ينوي تنفيذ هجوم بري واسع عندما أعلن عن 30 ألف جندي ينفذون اكبر عملية إنزال في لبنان، أو أنها في إطار الحرب النفسية (الأيام الأخيرة في الحرب)؟
ـ هذه الخطوة أشبه بخطوة الشخص العاجز عن فعل أي شيء، ويريد في الوقت ذاته أن يلعب ورقته الأخيرة! لكي يحافظ على ماء وجهه، بمعنى أن العدو كما ذكرت لك سابقا عاجز أن يفعل أي شيء بوجه المقاومة، إن على صعيد الجو أو البر، أو البحر، وبالتالي أراد أن يمارس عمليات تحت جنح الظلام لكي يوحي للرأي العام العالمي بأنه يستطيع أن يوجد في أي نقطة جغرافية في لبنان، لكن العبرة تكمن في إثبات حضوره على الأرض، وهذا لم يحصل على الاطلاق، بدليل انه لم يستطع أن يشل حركة المقاومين إن على صعيد استمرارهم في رمي الصواريخ، أو أن يحد من تأثير المقاومين على قواته.
*.. لذلك كانت إنزالاته في بعلبك وبوداي؟
ـ صحيح.. إنزالات بعلبك كانت بغرض الدعاية؟! والتعويض عما لحق به من خسائر على الجبهة الجنوبية، وهي كانت بغرض التأثير على الرأي العام اللبناني، وزعزعة الجبهة الجنوبية والتأثير في صفوف المقاومين على قاعدة أنه من السهل عليه أن يقوم بإنزال خلف خطوط "العدو"، والحمد الله أنه فشل في تحقيق أهدافه من الإنزالات، أما إنزال بوداي فتكبد العدو خسائر مؤلمة من خلال قتل قائد المهمة.
* إذا ما أردنا أن نركز على طبيعة رصد إنزالات العدو، أين تكمن أهميتها من الناحية العسكرية؟
ـ أي إنزال عسكري تقاس أهميته بلحاظ الهدف الذي تحقق، وإلا يكون الجهد في غير محله، فالإنزال الذي جرى في بوداي تم كشفه من قبل رجال المقاومة بفعل نقاط القوة التي نمتلكها، في حين أن العدو كشف عن نقاط ضعفه، أولا: من حيث لم يحقق غرضه، وثانيا تم كشفه من قبل المقاومين الذين سارعوا إلى التعامل معه وفق المقتضى المطلوب، فتم على الفور قتل قائد المجموعة.. بكلام آخر أثبتت المقاومة مرة أخرى مدى حضورها وفعاليتها، بدءاً من الرصد، مروراً بالبنية العملاتية، وصولاً الى إمكانية المقاومة في التصدي للإنزال.