ارشيف من :نقاط على الحروف

كذبتان لا تصنعان إعلاماً

 كذبتان لا تصنعان إعلاماً

"الكذب ملح الرجال" هكذا يقول المثل اللبناني القديم. في زماننا الراهن من المستحب تغيير المثل الى "الكذب ملح الآذاريين". على موقع "14 آذار" المتخصص بالهجوم على المقاومة وجمهورها، يرد خبر تحت عنوان "تقرير الخارجية الأميركية عن الارهاب: "حزب الله" التنظيم الارهابي الأبرز". ليس غريباً عن الادارة الأميركية تصنيف حزب الله بالارهاب، كما أنه ليس غريباً على الاعلام المعادي للمقاومة استغلال هذا التصنيف والترويج له. ومع تكرار الكذب أكثر من مرّة، لم يعد غريباً أيضاً أن يختلق اعلام "14 آذار" الأكاذيب، ويقوّل الخارجية الأميركية ما لم تقله في تقريرها، فقط في سبيل التهجّم على المقاومة. علماً أنه في حالة حزب الله تحديداً، فإن التهمة الأميركية له في الارهاب هي شهادة له بأنه مقاوم، عَمَلاً بما يقوله الشاعر "اذا أتتني مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل".


في اطلاله على موقع وزارة الخارجية الأميركية، يتبيّن للقارئ أن الاعلام الآذاري في لبنان بات الأكثر خبرة في تزوير الوقائع. وفيما ينقل موقع "14 آذار" عن تقرير الخارجية تصنيفها أن "حزب الله هو التنظيم الارهابي الأبرز"، فإن الحقيقة هي أن التقرير المذكور اعتبر أن حزب الله هو "التنظيم الارهابي" الأقوى في لبنان - وليس كما حاول العنوان الايحاء بأنه الأبرز عالمياً- وذلك بسبب "دعم النظام السوري وزرع العبوات على الحدود مع فلسطين المحتلة"، وهو ما اعتادت عليه السياسة الأميركية الراعية لمصالح العدو الاسرائيلي. بل إن المنظمّة الارهابية الأقوى بحسب التقرير هي "داعش"، وليس حزب الله. ويقول تقرير الخارجية الأميركية حرفياً إن "داعش هي الخطر الأبرز الذي يتهدد المصالح الأميركية".

فضلاً عن ذلك، فإن الجملة التي تبدأ فيها الخارجية الأميركية تقريرها (وهي تتحدّث عن جبهة النصرة وداعش الارهابيتين)، قد وردت في ختام التقرير الذي تُرجِم بطريقة بعيدة عن المهنيّة على موقع "14 آذار".

الكذب ليس مهنة الموقع المذكور فقط، لصحيفة "المستقبل" كذلك باع طويل في الاختلاق والتلفيق. في عددها الصادر أمس، تصدّر "مانشيت" صحيفة "المستقبل" العنوان التالي "السيسي للبنانيين: تحضروا لسقوط الأسد"، زاعمة أن الوفد اللبناني سمع من الرئيس السيسي هذا الموقف.

 كذبتان لا تصنعان إعلاماً

"المستقبل" التي لم تجد حرجاً في الكذب واختلاق المواقف عن لسان رئيس دولة عربية كبرى كمصر، فقط خدمة لحقدها الدفين على سوريا، كذّبها رئيس الحكومة تمام سلام. فأرسل الى الصحيفة ما يلي:

"نشرت صحيفتكم الغراء في عددها الصادر يوم أمس الجمعة خبراً منقولاً عن مصدر في الوفد اللبناني الذي زار القاهرة منذ يومين برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، مفاده أن الوفد سمع من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعوة الى اللبنانيين كي يتحضروا لسقوط الرئيس السوري بشار الأسد.

يهمّ المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء أن يوضح أن الرئيس سلام وأعضاء الوفد الوزاري لم يسمعوا من الرئيس السيسي كلاماً من هذا القبيل، وأن ما سمعوه كان نصيحة من الرئيس المصري تعكس حرصه على لبنان ووحدته واستقراره، بوجوب أن يبذل اللبنانيون كل الجهود لتسوية خلافاتهم الداخلية وتحصين بلدهم إزاء ما يجري في المنطقة وخصوصاً في سوريا".

كذبة "المستقبل" هذه ليست الأولى. للصحيفة باع طويل في التضليل واستخدام فنون الكذب. وهي التي روّجت فيما سبق لوهم "القلمون التي ستكون مقبرة حزب الله"، وإذا بها بعد أن أصبحت تحت أقدام مجاهدي المقاومة ومطهّرة من الارهاب التكفيري، تتحوّل على صفحات الجريدة عينها الى منظقة غير ذات أهمّية. بعد محاولة فاشلة لانكار وجود اشتباكات في المنطقة أصلاً.

ليس الكذب وحدة مشكلة اعلام "المستقبل"، بل هي الأمنيات التي تتحوّل أمام المحرر الى حقائق ثابتة، بل وتتصدّر الصحيفة لتكون في "المانشيت". أمنياتهم بزوال سوريا المقاومة والممانعة التي لم تجد طريقها الى أرض الواقع، باتت كابوساً لا بد من أن يستفيق منه أبناء التيار الأزرق والفريق الآذاري بشكل عام، لانقاذ شيء مما تبقى من ماء الوجه.
2015-06-20