ارشيف من :ترجمات ودراسات

صحيفة ’اسرائيل اليوم’ : قبل ان نتدخل عسكرياً في سوريا.. لنتذكر ما حصل لنا في لبنان

صحيفة ’اسرائيل اليوم’ : قبل ان نتدخل عسكرياً في سوريا.. لنتذكر ما حصل لنا في لبنان
سجال "اسرائيل" مع نفسها، حول التدخل العسكري في سوريا، لم ينته بعد. في الوقت الذي تلمح فيه "تل ابيب" الى انها ستساعد البلدات الدرزية في سوريا، حتى ولو اضطرت الى التدخل العسكري، تعود لتؤكد في موازاة ذلك، ان التدخل غير وارد، وانها لن تتورط في الحرب الدائرة هناك بصورة عسكرية مباشرة.

مع ذلك، تعلو الاصوات وتخفت، حول ضرورة التدخل وضرورة عدم التدخل. ويزيد من ذلك ما يسمى "الغليان الدرزي" في فلسطين المحتلة، حول مساعدة البلدات ذات الاغلبية الدرزية في محافظتي السويداء والقنيطرة، القريبة من الحدود مع فلسطين المحتلة.


الا ان اللافت ما ورد اليوم، في سياق السجالات الدائرة في تل ابيب، في صحيفة "اسرائيل اليوم"، المقربة من رئيس الحكومة الصهيونية، بنيامين نتنياهو، التي طالبت كل من يريد التدخل العسكري في سوريا، ومهما كانت الاسباب الدافعة الى ذلك، أن يتذكر جيداً ما حصل للجيش "الاسرائيلي" في لبنان، بعد أن تدخل هناك، وأن يسأل نفسه إن كان يريد ان تكرر "تل ابيب" أخطاء الماضي.


وفي هذا السياق، كتب ايال زيسر في الصحيفة، مؤكداً أن كل تدخل "اسرائيلي" آخر يجب أن يتم بعيون مفتوحة وبلا اوهام او توقعات غير واقعية. واضاف انه محظور على "اسرائيل" أن تجد نفسها موجودة عسكرياً داخل سوريا، حتى لو وصل تنظيم "داعش" الى السياج الحدودي، او ان قررت "جبهة النصرة (تنظيم القاعدة)"، تغيير موقفها الحالي وقررت العمل ضد "اسرائيل".

صحيفة ’اسرائيل اليوم’ : قبل ان نتدخل عسكرياً في سوريا.. لنتذكر ما حصل لنا في لبنان
جيش العدو الاسرائيلي

واشارت الصحيفة الى أن الجميع يعرف كيف يبدأ التدخل، لكن من الصعب معرفة كيف ينتهي. وقالت إن "المسألة بدأت هكذا في لبنان، في منتصف السبعينيات بعد أن اندلعت حرب اهلية في هذا البلد، وفعلاً بادرت "اسرائيل" الى التدخل عبر "المساعدة الانسانية" في مواجهة منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تسيطر على جنوب لبنان، لكن في نهاية المطاف وجدت "اسرائيل" نفسها توسع المساعدة الى المجال العسكري.. ونهاية القصة معروفة، اذ اضطرت "اسرائيل" الى الانسحاب من لبنان مكللة بالعار".‎

وتابعت الصحيفة تقول :"بقيت "اسرائيل" على مدى بضع سنين في الحزام الامني في جنوب لبنان، الى أن انسحبت منه ايضاً بعد أن فهمت بأن التواجد في داخل ارض معادية بين سكان معادين ليس خياراً".

وخلصت الصحيفة الى ان "الدرس من القصة اللبنانية، هو ما ينبغي لاسرائيل أن تكرره لنفسها في كل صباح وتحفظه عن ظهر قلب، حين تقف امام المعضلة السورية. كل تدخل، حتى وان كان موضعياً وجزئياً، سيجر "اسرائيل" الى تواجد عسكري مستمر في المنطقة التي يرى سكانها انفسهم، سواء كانوا دروزاً ام غير دروز، سوريين وجزء من سوريا".

وبالمناسبة، انتهت الصحيفة، الى أن الدروز في سوريا غير معنيين على الاطلاق بمساعدة "اسرائيلية"، ويشددون على أنهم يواصلون اعتبار أنفسهم جزءاً من الدولة السورية. وبالتالي محظور على "اسرائيل" أن تجد نفسها متواجدة عسكرياً داخل سوريا، حتى لو وصل "داعش" الى الجدران او "جبهة النصرة" غيًرت ذوقها وبدأت تعمل ضد "اسرائيل". فالصراع في مواجهتها يجب أن يتم من الحدود على اساس معلومات استخبارية ذكية، وحذار على "اسرائيل" أن تنجر الى مجالات سوريا، المليئة باللاجئين والسكان السوريين الذين سيغيرون في لحظة موقفهم منا.
2015-06-21