ارشيف من :مقاومة
حكايا عدوان تموز: "الحاج موسى" والقطة التي "بطحت" جنود الاحتلال
بقلم: فاطمة شعيب
صمودكم اصبح اسطورة هذا العصر.. ووفاؤكم لأرضكم غدا منهاجاً يدرس في أعظم كليات العالم بعد ان سطرتم بصمودكم اعظم الملاحم..
مارون الراس اشهر من ان تعرّف.. وحكاياها التي تداولها اهل الجنوب كثيرة وكثيرة.. وقصتي هذه تكشف عن مدى الإخلاص الذي يتحلى به أهل تلك البلدة.
"موسى الشيخ علي" رجل ثمانيني رفض الخروج من بلدته وترك زوجته المقعدة "بديعة الشيخ علي".. تحصّن معها في دارهما حيث قال لن أتركها هنا وحدها ولن أذهب بها الى اي مكان يعرضها للذلّ والمهانة.. قُطعت عنهما كل الإمدادات وعُزلا عن العالم الخارجي.. بقيا في البلدة مع ستة اشخاص من سكانها، وثلة من المجاهدين الأبطال..
قام الحاج "موسى" بخدمة زوجته على أكمل وجه.. يطبخ ويطعمها قبله.. يحضر الماء الى حيث ترقد.. يغسل يديها ثم يسدّ جوعه بما تبقى عنها من طعام.. بعد أن فقد الخبز صار يطعمها بالملعقة، وإن تساءلتم اي طعام كان يُعدّ في تلك الظروف القاسية.. أجيبكم.. سفرة الحاج "موسى" كانت متنوعة، يوماً يسلق العدس، ويوماً الحمص، واكثر ما كان يعده البرغل وقليل من الزيت والملح..
وسلوتهم الوحيدة كانت جهاز "الراديو" الذي كانا من خلاله يعلمان بما يجري من أحداث خارج المنزل.. وفي أكثر الأحيان كان ينظر الحاج موسى من النافذة ليشاهد تساقط القذائف على بلدته.. حتى دخل جيش العدو بدباته الى أحياء البلدة بعد مواجهات عنيفة واستشهاد تسعة من المقاومين.. سمعا صوت المجنزرات التي كانت تمرّ بين البيوت وتدمر كل ما يصادفها، وكان حائط من بيت الحاج موسى واحداً من هذه الجدران.. أسرع الى زوجته وحملها الى الغرفة الثانية وغطاها حتى لا يشاهدها الجنود الغزاة.. اختبئا معاً.. وبعد أن هدأت الحركة في الخارج قام الحاج الى النافذة ونظر.. فشاهد الجنود المرعوبين المذعورين يطلقون النار على البيوت خوفا من أن يكون فيها أحد من المقاومين، فينقض عليهم.. وفجأة شاهد الجنود ينبطحون ارضا خلف دبابتهم، اخذوا "الأقسام" وأعلنوا استنفارهم.. فهناك حركة في مكان قريب، وبعد لحظة تبين أنها قطة جائعة تبحث عن الطعام.. برغم الخوف والمعاناة.. أضحكه ذاك المشهد واستهزأ من هذا الجيش الذي قالوا بأنه لا يقهر.. قهره الحاج موسى بصموده وإخلاصه طوال ثلاثة وثلاثين يوماً.. وقهرتهم المقاومة بعزيمتها وإصرارها على تحقيق النصر..
صمودكم اصبح اسطورة هذا العصر.. ووفاؤكم لأرضكم غدا منهاجاً يدرس في أعظم كليات العالم بعد ان سطرتم بصمودكم اعظم الملاحم..
مارون الراس اشهر من ان تعرّف.. وحكاياها التي تداولها اهل الجنوب كثيرة وكثيرة.. وقصتي هذه تكشف عن مدى الإخلاص الذي يتحلى به أهل تلك البلدة.
"موسى الشيخ علي" رجل ثمانيني رفض الخروج من بلدته وترك زوجته المقعدة "بديعة الشيخ علي".. تحصّن معها في دارهما حيث قال لن أتركها هنا وحدها ولن أذهب بها الى اي مكان يعرضها للذلّ والمهانة.. قُطعت عنهما كل الإمدادات وعُزلا عن العالم الخارجي.. بقيا في البلدة مع ستة اشخاص من سكانها، وثلة من المجاهدين الأبطال..
قام الحاج "موسى" بخدمة زوجته على أكمل وجه.. يطبخ ويطعمها قبله.. يحضر الماء الى حيث ترقد.. يغسل يديها ثم يسدّ جوعه بما تبقى عنها من طعام.. بعد أن فقد الخبز صار يطعمها بالملعقة، وإن تساءلتم اي طعام كان يُعدّ في تلك الظروف القاسية.. أجيبكم.. سفرة الحاج "موسى" كانت متنوعة، يوماً يسلق العدس، ويوماً الحمص، واكثر ما كان يعده البرغل وقليل من الزيت والملح..
وسلوتهم الوحيدة كانت جهاز "الراديو" الذي كانا من خلاله يعلمان بما يجري من أحداث خارج المنزل.. وفي أكثر الأحيان كان ينظر الحاج موسى من النافذة ليشاهد تساقط القذائف على بلدته.. حتى دخل جيش العدو بدباته الى أحياء البلدة بعد مواجهات عنيفة واستشهاد تسعة من المقاومين.. سمعا صوت المجنزرات التي كانت تمرّ بين البيوت وتدمر كل ما يصادفها، وكان حائط من بيت الحاج موسى واحداً من هذه الجدران.. أسرع الى زوجته وحملها الى الغرفة الثانية وغطاها حتى لا يشاهدها الجنود الغزاة.. اختبئا معاً.. وبعد أن هدأت الحركة في الخارج قام الحاج الى النافذة ونظر.. فشاهد الجنود المرعوبين المذعورين يطلقون النار على البيوت خوفا من أن يكون فيها أحد من المقاومين، فينقض عليهم.. وفجأة شاهد الجنود ينبطحون ارضا خلف دبابتهم، اخذوا "الأقسام" وأعلنوا استنفارهم.. فهناك حركة في مكان قريب، وبعد لحظة تبين أنها قطة جائعة تبحث عن الطعام.. برغم الخوف والمعاناة.. أضحكه ذاك المشهد واستهزأ من هذا الجيش الذي قالوا بأنه لا يقهر.. قهره الحاج موسى بصموده وإخلاصه طوال ثلاثة وثلاثين يوماً.. وقهرتهم المقاومة بعزيمتها وإصرارها على تحقيق النصر..