ارشيف من :مقاومة
"علي شعيب " يروي يوميات المواجهة لـ"الإنتقاد": هكذا انتصرت الصورة على الصاروخ
"علي شعيب " يروي يوميات المواجهة لـ"الإنتقاد": هكذا انتصرت الصورة على الصاروخ
خاص الانتقاد.نت ـ فاطمة شعيب
كان الحادي والعشرين من أيار/ مايو من العام 2000 ، حين تهاوت بوابات الإحتلال في القنطرة والقصير أمام عدسته ، وهي التي طالما لاحقت الهمجية الإسرائيلية ضد قرى التماس وعايشت تفاصيل المواجهة في النبطية و إقليم التفاح و زبقين و برعشيت و غيرها من البلدات المتاخمة للشريط الحدودي ، وكانت السباقة في تصوير أولى مشاهد سرقة نهر الوزاني في السابع والعشرين من ايار بعد التحرير عبر مضخة إسرائيلية كانت مثبتة على ضفاف النهر .
شكلت هذه المحطة انطلاق مرحلة جديدة في عمله المهني كمصور ومراسل ميداني لقناة المنار في جنوب لبنان ، عززها بمواكبة يومية لعملية ترسيم الخط الأزرق مرافقاً لفريق التحقق من الإنسحاب الإسرائيلي في الجيش اللبناني على طول الحدود، فإكتسب تجربة وخبرة في ملاحقة وكشف العديد من الخروقات الإسرائيلية للخط الأزرق خلال جولاته الإعلامية ، فكانت عدسته أشبه " بحارس حدودي " متآخيةَ مع عدسات مناظير المقاومين المرابطين على إمتداد جبهة الجنوب لمدة ست سنوات أعقبت التحرير وصولاً إلى اللحظات الأولى لعدوان تموز 2006 حيث أصبحت كاميرته جزءاً من الحرب الإعلامية التي كانت تواجه الحرب الإعلامية والنفسية الإسرائيلية بموازاة الحرب العسكرية التي كانت تشنّ على لبنان .. ومن هنا نبدأ .
كانت الساعة تقارب الثامنة والنصف من صباح الثاني عشر من تموز 2006 عندما حمل علي شعيب وعاء الزعتر وتوجه إلى فرن الضيعة ليحضر المناقيش لعائلته كفطور صباحي ، وبينما أرغفة المناقيش في الفرن تخبز على نار هادئة رنَّ هاتف " ساخن " ، أبلغ علياً أن شيئاً كبيراً يحدث في "عيتا الشعب". وبعد المبادرة والإستفسار عن الموضوع تبين أن هناك عملية نوعية تنفذ في " خلّة وردة " تبعه إتصال من مدير مكتب الجزيرة غسان بن جدّو مستفسراً عن الحدث وبعد الإجابة رأى "مراسل الجنوب" نفسه في السيارة و"بالبيجاما" تاركاً مناقيشه مسرع الخطى نحو واجبه الأكبر دون النظر إلى الوراء ليكون في قلب الحدث كما إعتاد دائماً.
لدى وصوله إلى منتصف الطريق رنَّ الهاتف الساخن مجدداً ، " هناك أسرى.. عليك أن تذهب إلى منطقة الجبهة في محيط مزارع شبعا.. ربما سيبدأ العدوان الإسرائيلي من هناك كونها جبهة مفتوحة"، يقول "علي" : " لم أكد أصل إلى منطقة مرجعيون حتى أغار الطيران الاسرائيلي على احد المنازل السكنية عند مدخل بلدة دبين فكان دخان الغارة مرافقاً لأولى الرسائل المباشرة التي أذعتها عن بداية العدوان " .
توالت الحوادث بسرعة .. غارات على مرتفعات كفرشوبا وعلى جسر القعقعية.. غارات وقصف جنوني على محيط عيتا الشعب ، تبعها غارات جوية على عدد من الجسور في منطقتي النبطية و صور. كل هذه الأجواء والتفاصيل كانت تردد على لسان "علي شعيب " عبر الرسائل المباشرة على الهواء عبر قناة المنار وأثير إذاعة النور التي كان مراسلاً لها أيضاً .. ومن منطقة الى منطقة كان يتجول بعدسته ناقلاً الهمجية الإسرائيلية حتى إنقضى اليوم الأول من العدوان...
وفيما لا زالت مناقيش "علي" في الفرن، بقي هو في المنطقة الحدودية طيلة ساعات الليل دون أن يعود إلى منزله خشية تطور الوضع وقصف جسر الخردلي وبالتالي عدم قدرته على العودة إلى المنطقة مجدداً الأمر الذي سيشكل ضربةً قاضيةً لعمل "علي" كون المنطقة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياته.
وهنا نهاية البداية الأولى.. مع يوميات تغطية مواجهات تموز الثلاثة والثلاثين حيث سيكون " لمراسل المنار" في الجنوب قصصاً يومية يرويها لـ" الإنتقاد " في الذكرى الثالثة للحرب..