ارشيف من :آراء وتحليلات
عولمة التوحش
يشن تنظيم "داعش" والحركات التكفيرية حرباً عالمية مفتوحة ضد الحضارة الإنسانية والمدنية. فهي لا تكتفي أن تزرع بذور الفتنة في عالمنا المشرقي الذي كان وسيظل مطمعاً لهم، حيث يبثون بذور فتنتهم الطائفية بين نسيجه المجتمعي الغني بألوان مذاهبه وطوائفه الدينية.
فهم يُعَولمون توحشهم عبر مسميات لتنظيمات هم ابتدعوها ودربوها ومدوها بالمال والسلاح، وأمّنوا لها كل ما تحتاج من وسائل ليزرعوا الخوف في قلوب الناس، وليشوهوا صورة الدين الإسلامي، ما أعطى للقوى العنصرية الغربية حجة وأداة لمحاربة الإسلام الذي أطلقوا عليه مصطلح "الإسلام المتطرف".
والملاحظ أن أغلبية المنضويين تحت لوائه هم من الغربيين المتأسلمين والمتشبعين بفكره، المعتنقين لعقائده الوحشية في ثوب الإسلام. وهم بالأساس منفذين لأجندة خاصة لجهات صهيونية وغربية. وبتمويل عربي من بعض المشايخة والملوك العرب، في سبيل إعادة رسم خارطة جديدة للمنطقة.
فهؤلاء "الدواعشة" العابرون بإرهابهم للحدود والأوطان، يعلنون رفضهم لسيادة الدول والحدود الرسمية، فلم يقتصر توحشهم على بلد بعينه، وإنما امتد ليضرب بلداناً عدة، بهجمات متفرقة وأحياناً في يوم وتوقيت واحد. وكأن هدفهم تمرير رسالة واضحة وصريحة للعالم أن يد "داعش" طويلة، وتستطيع أن تضرب في المكان والزمان الذي تريده.
ففي شهر رمضان المبارك صعد التنظيم الداعشي هجماته في عدة قارات، أوقعت عشرات القتلى والجرحى. فقد طالت الاعتداءات الارهابية منتجعا سياحيا في مدينة سوسه التونسية، وراح ضحايا تونسيون وأوروبيون، لا سيما من الانكليز والفرنسيين، والهدف ضرب السياحة وتهديد الدولة بعد انتصارها على الإسلاميين.
تنظيم داعش
وعلى الخط الموازي لتونس، طالت يد هجماته مصنعاً للغاز قرب ليون الفرنسية، تبناه تنظيم "داعش"، ليبرز كمصدر وخطر إرهابي يهدد الأمن العالمي.
كما ضرب إرهابهم في اليوم نفسه مسجدا للشيعة في منطقة الصوابر الكويتية، ما أدى إلى وقوع عشرات القتلى وأكثر من مئتي جريح، واضعاً بذلك الكويت على خريطة ما يسمى بـ "دولة الخلافة"، ساعياً إلى تفجير البيئة التي يتعايش فيها تيار سلفي ناشط مع حضور شيعي قوي والهدف ضرب استقرار الكويت وهو من البلدان المعتدلة نسبياً في الخليج.
وأيضاً حصلت هجمات دامية في سيناء، شنها تنظيم "ولاية سيناء" المعروف سابقاً بـ "أنصار بيت المقدس"و المرتبط بـ"داعش"، وقد استهدفت كمائن للجيش وأوقعت عسكريين بين جريح وقتيل، فيما قتل العشرات من المسلحين في هجمات ثأرية للقوات المسلحة المصرية.
هذه المواجهة الدامية والحرب الحقيقية، التي دارت شمال سيناء، كشفت عن تطور كبير في قدرات التنظيم الإرهابي الذي بات يمتلك صواريخ موجهة من نوع "كورنيت"، مع استمرار الثغرة الأمنية الكبرى المتمثلة في الأنفاق وحدود مصر الشرقية مع غزة، والتي تعد المسرب الأول لتسلل الإرهابيين إلى سيناء، ووجود ثغرات أمنية على ساحل سيناء الذي يبلغ طوله 300 كيلومتراً وعبره يدخل السلاح والمقاتلون الأجانب، والتي يمكن ان تشكل خطراً على قناة السويس والمنشآت الحيوية التي يمكن أن تُستهدف، يضاف عليهم الضعف الأمني" في رصد وتعقب تحركات الجماعات الإرهابية، ما أوجد عنصر المفاجأة والمباغتة.
هذا التنظيم لم يتوقف عن إجرامه وحربه النفسية، فقد عمد إلى توزيع بيان في مدينة القدس وبيت حنينا، يهدد فيها مسيحيي البلاد بالذبح مع حلول عيد الفطر. ويُطالبهم بالرحيل وترك بيوتهم قبل ذلك الوقت.
وكرد على هذا البيان طالب بطريرك القدس السابق ميشيل صبّاح، مسيحيي القدس، بعدم الخوف أو الاضطراب من تهديدات "داعش".
هذا التنظيم الذي يستأثر باهتمام كل الإعلام الغربي والعربي، والذي راح يُنشر له كل ما يقوم به من عمليات إرهابية، مضخمين صورته أكثر من بشاعة أفعاله الوحشية، التي تتخذ من دول كالعراق وسوريا وليبيا بيئة حاضة للتطرف ومروجة لهجمات كهذه، وبالوقت نفسه لجذب شبان للانضمام تحت لوائه، معتمدين على دعاية إلكترونية تعتمد أساليب تفاعلية، للوصول الى الشباب بعيداً عن الخطاب الرسمي الجامد، يضاف عليها الشبكة التي كوّنوها لتجنيد الأجانب ولبث إيديولوجية التنظيم المسمومة في نفوس الشباب.
وهو يقوم بتعبئة عالمية واستقطاب كادرات ووظائف وخدمات من كل أنحاء العالم، مجنداً آلته الإعلامية الإجرامية لتحقيق ذلك. فقد تناقلت مصادر إعلامية عن التحاق ابنة مدير إدارة الشؤون العربية في الخارجية السودانية والناطق الرسمي باسم الوزارة إلى سوريا، وانضمامها أخيرا إلى تنظيم "داعش" مع مجموعة من الأطباء من أصول سودانية. كما ظهر سابقاً طبيب إسترالي في شريط دعائي لتنظيم "داعش" يحث أطباء آخرين على الانضمام إلى الإرهابيين. ويشرح نظام الضمان الصحي الذي يديره في المناطق التي يسيطر عليها "داعش". ناهيك عن موقع وسيط الزواج المعروف باسم "جهاد ماتش ميكر"، الذي يبث شعارات براقة خادعة، تروج لما يدعى انه زواج بالحلال. ويقول الحساب الرسمي للموقع على تويتر "وسيط الزواج الجهادي متوفر لتزويج الباحثات عن زواج هنا في سورية". ونجح في استقطاب العديد من شابات عرب وأوربيات، اللواتي أبدوا استعدادهن بالزواج من "جهاديي داعش".
"داعش" للأسف نجح في إيصال رعبه إلى كلّ مكان. صارت كوابيس جرائمه، ظلال إرهابه، الهجمات الإرهابية على الأبرياء تكرَّرت، في بروكسل وباريس وكوبنهاغن وإفريقيا حيث تنشط بوكو حرام التي أعلنت ولاءها لـ"داعش" بهجماتها الارهابية في شمال نيجيريا، وشمال الكاميرون وجنوب النيجر، مستخدمةً بذلك شتى أنواع العنف، من "الرجم والقتل الجماعي واختطاف أعداد كبيرة من الأطفال".
هذا الأخطبوط المسمى بـ"داعش"، أصبحت له أذرع كثيرة تضرب في أي مكان على الأرض وبالتوقيت الذي يريد، متجاوزاً بذلك حدوده المكانية والزمانية، ليهدد أمن الشعوب كافة وبدون تفرقة بين ألوانهم المذهبية والدينية، فهو يستهدف المسيحيين والشيعة والسنة، ولا يفرق بين دين ومذهب وجنسية، هدفه قيام سلطته العالمية. فبدلاً من تركيز الصراع باتجاه إسرائيل والولايات المتحدة، حرف الصراع باتجاه إثارة الفتن بين المسلمين، والتحريض ضد الإسلام، وخلق حالة من الفوضى العالمية تخدم إسرائيل والولايات المتحدة .
فهم يُعَولمون توحشهم عبر مسميات لتنظيمات هم ابتدعوها ودربوها ومدوها بالمال والسلاح، وأمّنوا لها كل ما تحتاج من وسائل ليزرعوا الخوف في قلوب الناس، وليشوهوا صورة الدين الإسلامي، ما أعطى للقوى العنصرية الغربية حجة وأداة لمحاربة الإسلام الذي أطلقوا عليه مصطلح "الإسلام المتطرف".
والملاحظ أن أغلبية المنضويين تحت لوائه هم من الغربيين المتأسلمين والمتشبعين بفكره، المعتنقين لعقائده الوحشية في ثوب الإسلام. وهم بالأساس منفذين لأجندة خاصة لجهات صهيونية وغربية. وبتمويل عربي من بعض المشايخة والملوك العرب، في سبيل إعادة رسم خارطة جديدة للمنطقة.
فهؤلاء "الدواعشة" العابرون بإرهابهم للحدود والأوطان، يعلنون رفضهم لسيادة الدول والحدود الرسمية، فلم يقتصر توحشهم على بلد بعينه، وإنما امتد ليضرب بلداناً عدة، بهجمات متفرقة وأحياناً في يوم وتوقيت واحد. وكأن هدفهم تمرير رسالة واضحة وصريحة للعالم أن يد "داعش" طويلة، وتستطيع أن تضرب في المكان والزمان الذي تريده.
ففي شهر رمضان المبارك صعد التنظيم الداعشي هجماته في عدة قارات، أوقعت عشرات القتلى والجرحى. فقد طالت الاعتداءات الارهابية منتجعا سياحيا في مدينة سوسه التونسية، وراح ضحايا تونسيون وأوروبيون، لا سيما من الانكليز والفرنسيين، والهدف ضرب السياحة وتهديد الدولة بعد انتصارها على الإسلاميين.
تنظيم داعش
وعلى الخط الموازي لتونس، طالت يد هجماته مصنعاً للغاز قرب ليون الفرنسية، تبناه تنظيم "داعش"، ليبرز كمصدر وخطر إرهابي يهدد الأمن العالمي.
كما ضرب إرهابهم في اليوم نفسه مسجدا للشيعة في منطقة الصوابر الكويتية، ما أدى إلى وقوع عشرات القتلى وأكثر من مئتي جريح، واضعاً بذلك الكويت على خريطة ما يسمى بـ "دولة الخلافة"، ساعياً إلى تفجير البيئة التي يتعايش فيها تيار سلفي ناشط مع حضور شيعي قوي والهدف ضرب استقرار الكويت وهو من البلدان المعتدلة نسبياً في الخليج.
وأيضاً حصلت هجمات دامية في سيناء، شنها تنظيم "ولاية سيناء" المعروف سابقاً بـ "أنصار بيت المقدس"و المرتبط بـ"داعش"، وقد استهدفت كمائن للجيش وأوقعت عسكريين بين جريح وقتيل، فيما قتل العشرات من المسلحين في هجمات ثأرية للقوات المسلحة المصرية.
هذه المواجهة الدامية والحرب الحقيقية، التي دارت شمال سيناء، كشفت عن تطور كبير في قدرات التنظيم الإرهابي الذي بات يمتلك صواريخ موجهة من نوع "كورنيت"، مع استمرار الثغرة الأمنية الكبرى المتمثلة في الأنفاق وحدود مصر الشرقية مع غزة، والتي تعد المسرب الأول لتسلل الإرهابيين إلى سيناء، ووجود ثغرات أمنية على ساحل سيناء الذي يبلغ طوله 300 كيلومتراً وعبره يدخل السلاح والمقاتلون الأجانب، والتي يمكن ان تشكل خطراً على قناة السويس والمنشآت الحيوية التي يمكن أن تُستهدف، يضاف عليهم الضعف الأمني" في رصد وتعقب تحركات الجماعات الإرهابية، ما أوجد عنصر المفاجأة والمباغتة.
هذا التنظيم لم يتوقف عن إجرامه وحربه النفسية، فقد عمد إلى توزيع بيان في مدينة القدس وبيت حنينا، يهدد فيها مسيحيي البلاد بالذبح مع حلول عيد الفطر. ويُطالبهم بالرحيل وترك بيوتهم قبل ذلك الوقت.
وكرد على هذا البيان طالب بطريرك القدس السابق ميشيل صبّاح، مسيحيي القدس، بعدم الخوف أو الاضطراب من تهديدات "داعش".
هذا التنظيم الذي يستأثر باهتمام كل الإعلام الغربي والعربي، والذي راح يُنشر له كل ما يقوم به من عمليات إرهابية، مضخمين صورته أكثر من بشاعة أفعاله الوحشية، التي تتخذ من دول كالعراق وسوريا وليبيا بيئة حاضة للتطرف ومروجة لهجمات كهذه، وبالوقت نفسه لجذب شبان للانضمام تحت لوائه، معتمدين على دعاية إلكترونية تعتمد أساليب تفاعلية، للوصول الى الشباب بعيداً عن الخطاب الرسمي الجامد، يضاف عليها الشبكة التي كوّنوها لتجنيد الأجانب ولبث إيديولوجية التنظيم المسمومة في نفوس الشباب.
وهو يقوم بتعبئة عالمية واستقطاب كادرات ووظائف وخدمات من كل أنحاء العالم، مجنداً آلته الإعلامية الإجرامية لتحقيق ذلك. فقد تناقلت مصادر إعلامية عن التحاق ابنة مدير إدارة الشؤون العربية في الخارجية السودانية والناطق الرسمي باسم الوزارة إلى سوريا، وانضمامها أخيرا إلى تنظيم "داعش" مع مجموعة من الأطباء من أصول سودانية. كما ظهر سابقاً طبيب إسترالي في شريط دعائي لتنظيم "داعش" يحث أطباء آخرين على الانضمام إلى الإرهابيين. ويشرح نظام الضمان الصحي الذي يديره في المناطق التي يسيطر عليها "داعش". ناهيك عن موقع وسيط الزواج المعروف باسم "جهاد ماتش ميكر"، الذي يبث شعارات براقة خادعة، تروج لما يدعى انه زواج بالحلال. ويقول الحساب الرسمي للموقع على تويتر "وسيط الزواج الجهادي متوفر لتزويج الباحثات عن زواج هنا في سورية". ونجح في استقطاب العديد من شابات عرب وأوربيات، اللواتي أبدوا استعدادهن بالزواج من "جهاديي داعش".
"داعش" للأسف نجح في إيصال رعبه إلى كلّ مكان. صارت كوابيس جرائمه، ظلال إرهابه، الهجمات الإرهابية على الأبرياء تكرَّرت، في بروكسل وباريس وكوبنهاغن وإفريقيا حيث تنشط بوكو حرام التي أعلنت ولاءها لـ"داعش" بهجماتها الارهابية في شمال نيجيريا، وشمال الكاميرون وجنوب النيجر، مستخدمةً بذلك شتى أنواع العنف، من "الرجم والقتل الجماعي واختطاف أعداد كبيرة من الأطفال".
هذا الأخطبوط المسمى بـ"داعش"، أصبحت له أذرع كثيرة تضرب في أي مكان على الأرض وبالتوقيت الذي يريد، متجاوزاً بذلك حدوده المكانية والزمانية، ليهدد أمن الشعوب كافة وبدون تفرقة بين ألوانهم المذهبية والدينية، فهو يستهدف المسيحيين والشيعة والسنة، ولا يفرق بين دين ومذهب وجنسية، هدفه قيام سلطته العالمية. فبدلاً من تركيز الصراع باتجاه إسرائيل والولايات المتحدة، حرف الصراع باتجاه إثارة الفتن بين المسلمين، والتحريض ضد الإسلام، وخلق حالة من الفوضى العالمية تخدم إسرائيل والولايات المتحدة .