ارشيف من :ترجمات ودراسات

’يديعوت احرونوت’: ’اسرائيل’ خسرت في مواجهة النووي الايراني


’يديعوت احرونوت’: ’اسرائيل’ خسرت في مواجهة النووي الايراني
أكدت افتتاحية صحيفة "يديعوت احرنوت" في عددها الصادر اليوم، الثلاثاء، ان "اسرائيل" خسرت المعركة في مواجهة الملف النووي الايراني وهي الآن تبحث في اليوم الذي يلي الاتفاق مع طهران. وكتب كبير محللي الشؤون العسكرية والامنية في الصحيفة، اليكس فيشمان، يشير الى انهم في واشنطن يعدون من الآن "خطاب الانجازات" الاحتفالي للاتفاق مع ايران، والذي يقف، كما يصفه، "على قدمين تغرقان في مستنقع عميق"، مؤكداً أن "الاتفاق المتبلور لا يحدد كيف سيكون نظام الرقابة على الملف النووي الايراني بعد عشر سنوات من توقيعه، و"متى وفي أي ظروف تعاد العقوبات في حال تراجعت ايران أو خرقت الاتفاق، هو خليط مغرق من المفاهيم القانونية التي ستبتلع مع الزمن الانجازات المزعومة للبيت الابيض".حسب تعبيره.

واشارت الصحيفة الى ان "الكونغرس الأميركي سيخرج في 9 حزيران في إجازة. حتى 8 منه يتعين على الادارة أن تضع على طاولة الكونغرس الاتفاق المفصّل وملاحقه. وحسب التشريع، فإن الكونغرس ملتزم بالاطلاع على الوثيقة واقرارها في غضون ثلاثين يوماً. واذا ما عرضت الوثيقة في 9 تموز، فان الامر سيتأجل لشهرين على الاقل. وفي ادارة اوباما يقدرون، وعن حق بأن الشهرين هما زمن طويل جداً سيسمح لمعارضي الاتفاق في مجلس النواب أن يحاولوا تقويضه. وبالمقابل إذا ما عرضت الوثيقة الآن، فللادارة اغلبية في الكونغرس لاقراره. وعليه ففي "اسرائيل" ايضاً يقدرون بأن الاتفاق سيوقع هذا الاسبوع.


’يديعوت احرونوت’: ’اسرائيل’ خسرت في مواجهة النووي الايراني
صحافة إسرائيلية

وتؤكد الصحيفة انه في هذه المعركة، أي في نهاية "معركة الصد الاسرائيلية" التي استمرت نحو 15 عاماً، خسرت "تل ابيب". وفي المؤسسة الامنية "الاسرائيلية" ينشغلون منذ الآن باليوم الذي يلي الاتفاق:"كيف ستبدو سلّة التعويضات التي ستطلبها "اسرائيل" من الولايات المتحدة. ماذا ستكون الاستراتيجية "الاسرائيلية" في العصر الجديد وماذا سيكون حجم الميزانية حيال التهديد الايراني".

واشارت الصحيفة الى وجود مفارقة وارتفاع يد ايرانية تجاه آلية التحقق من خرق الاتفاق النووي من قبل طهران، وما يتعلق بإعادة فرض العقوبات عليها في حالة الخرق، لافتة الى انه في نهاية الاسبوع تغلب الأميركيون والاوروبيون امام مشكلة مركزية في المفاوضات، لكنهم توصلوا الى تفاهم مع الايرانيين واقاموا آلية "متجاوزة لمجلس الامن" حيث للايرانيين حق "الفيتو" من خلال الروس والصينيين على إعادة فرض العقوبات. الا أن الاميركيين نجحوا في اتخاذ قرار بتشكيل لجنة تتشكل من سبعة اعضاء، يوجد للأميركيين فيها اغلبية أربعة. ويمكن لهذه اللجنة أن تقرر اذا كان ارتكب خرق وإذا كان ينبغي إعادة العقوبات. غير أن للايرانيين ايضاً امكانية لرفع عدداً لا يحصى من الشكاوى ضد الغرب على عدم الالتزام ببنود الاتفاق مما سيغرق اللجنة ويشلها.

ومع التوقيع على الاتفاق سيحصل الايرانيون - بحسب الصحيفة - على 150 مليار دولار مجمدة في البنوك الغربية. وهم يطالبون الآن بالالغاء الفوري لكل عقوبات مجلس الامن وفي غضون نصف سنة رفع العقوبات التي فرضها الكونغرس. وتشير الصحيفة الى أن "الأميركيين يقولون إن المال ستحصلون عليه ولكن رفع عقوبات مجلس الامن والكونغرس سيأتي فقط بعد أن ترفع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في غضون نصف سنة التقرير عن المشروع النووي العسكري في الماضي. وماذا عن الرقابة في المستقبل؟، هنا ايضاً يكسرون حتى الدقائق الاخيرة الرأس ويبحثون عن صيغة مصداقة، غير مهينة، يمكن ان يبيعوها للكونغرس. وفي واقع الامر، فان كل القرارات التي اتخذها الأميركيون في الايام الاخيرة كانت قرارات تسويقية مع غمزة للكونغرس. لو كانت هذه الادارة هي التي ادارت أزمة كوبا في 1962، لكان الروس يسيطرون اليوم على العالم.

2015-07-07