ارشيف من :آراء وتحليلات

الاتفاق النووي بعيون الباكستانيين: ترحيب وآمال بالتعاون

الاتفاق النووي بعيون الباكستانيين: ترحيب وآمال بالتعاون
عون هادي حسين

سارعت باكستان وعلى أعلى المستويات الرسمية، فور الإعلان عن وصول ايران ودول الغرب إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، إلى الترحيب بالاتفاق، فقد وصف سرتاج عزيز مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للشؤون الخارجية الإتفاق النووي "بالتاريخي" و"فأل خير" لباكستان، كما اعتبر أن هذا الاتفاق سيساعد في استقرار المنطقة ودفع مشروع أنبوب الغاز الباكستاني ــ الايراني إلى الأمام.

ليس غريباً أن تكون باكستان في صف الدول المؤيدة للاتفاق النووي بين ايران ودول الغرب، نظراً للمصالح المشتركة التي تُقدر بمليارات الدولارات بين البلدين، بل أكثر من ذلك.

 يرى محللون سياسيون في اسلام آباد أن باكستان من الدول الرابحة من الاتفاق الذي ابرمته الدبلوماسية الإيرانية بعد سنوات طويلة من عض الأصابع لم تسلم باكستان فيها من ضغوطات الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية من جهة، والجارة ايران التي تربطها بباكستان 900 كم من الحدود المشتركة من جهة أخرى .

الاتفاق النووي بعيون الباكستانيين: ترحيب وآمال بالتعاون
سرتاج عزيز مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للشؤون الخارجية

فلطالما كانت الولايات المتحدة الأمريكية عائقاً أبرز أمام زيادة حجم التبادل التجاري بين إيران وباكستان على الرغم من العلاقات الدبلوماسية الجيدة بين البلدين، فإيران كانت في مقدمة الدول التي رحَّبت بقيام باكستان، وكانت أول دولة تعترف بها رسميًّا عقب استقلالها عن الهند عام 1947، كما أن هناك معاهدة صداقة وأخوة تجمع البلدين، لكن كل ذلك لم يمنع الولايات المتحدة الأمريكية من ممارسة ضغوط كبيرة على باكستان للحد من تعاملها التجاري مع باكستان، وما تأخير تنفيذ مشروع أنبوب الغاز إلا مثال صارخ عن التدخلات الأمريكية في الشأن الباكستاني.

إلى ذلك، يرى محللون أن الاتفاق النووي بين ايران ودول الغرب سيحل العقدة الأمريكية، ما سيتيح لباكستان وايران تنفيذ خطة رفع حجم التجارة بين البلدين بنسبة 20% سنوياً،خاصة أن باكستان بحسب موقعها الجغرافي تعتبر المنفذ البري الوحيد للغاز الايراني الى السوق الهندية الضخمة.

لكن ما يزال ينتظر باكستان عُقد كثيرة لحلها ولعل أبرزها عقدة "العناد" السعودي، فعلى صُناع القرار الباكستاني حلّ معضلة صداقة "الضدين " اي ايران والسعودية، فمن جهة يزور رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف السعودية لأداء مناسك العمرة ويلتقي الملك سلمان بعد مرور أكثر من 100 يوم على رفض باكستان مساندة السعودية في عدوانها على اليمن، ومن جهة ثانية مستشار رئيس الوزراء الباكستاني يرحب بالاتفاق النووي الذي امتعضت منه السعودية ويصفه "بالفأل الخير " لباكستان.

في الخلاصة ، نجح حائكوا السجاد بحياكة اتفاق نووي رحبت به دول كثيرة في العالم ومن بينهم باكستان التي تطمح برفع حجم التجارة بينها وبين ايران الى 20%، بعد أن حُلت معضلة التدخلات الأمريكية ولو نسبياً، لكن يبقى على باكستان أن توازن في علاقاتها بين ايران والسعودية، كما أن على ايران أن توازن بين علاقاتها بين باكستان والهند، التي يرى فيها الباكستانيون خطراً استراتيجياً في حال استمرار تنامي العلاقة الايرانية – الهندية.
2015-07-15