ارشيف من :ترجمات ودراسات

’معاريف’: معركة نتنياهو ضدّ أوباما خاسرة ويهود الولايات المتحدة يعارضونها

’معاريف’: معركة نتنياهو ضدّ أوباما خاسرة ويهود الولايات المتحدة يعارضونها

المعركة ضد الاتفاق النووي الايراني، من وجهة نظر اليهود في الولايات المتحدة، تدار من قبل الاشخاص الخطأ، وغير المناسبين، وفرصة نجاحها هي صفر مطلق. هذا ما خلصت اليه صحيفة "معاريف" في تقرير لمراسلها في الولايات المتحدة، بعد "جوجلة" مواقف وافكار، وقدرة اسرائيل على التأثير لدى الجالية اليهودية في الولايات المتحدة.

وبحسب الصحيفة، فإنه إضافة الى تلاشي فرص نجاح هذه المعركة، التي تقدر بأنها ستكون صفراً، فإن فشلها سيترك وصمة سوداء في صورة الجالية اليهودية، وصدعا لا يمكن رأبه في موقفها، تجاه الادارة الاميركية وتجاه المجتمع الاميركي برمته.

"معاريف" ذكرت أن المدير العام لوزارة الخارجية دوري غولد سيتحدث اليوم خلال مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، لافتة الى أن لغة الحديث ومضمونه معلومة مسبقا، ولن تتضمن أي جديد، وهو سيكرّر القول إن الاتفاق مضر لـ"اسرائيل" ولأمنها ويهدد الشرق الاوسط و العالم، ولذلك رأت الصحيفة أن على غولد التفكير أكثر بما سيقوله، فهو من جهة يريد ان يقنع المقتنعين بان الاتفاق سيئ، أما لجهة غيرهم من غير المقتنعين، فعليه أن يجهد اكثر من ذلك، وهو ما لا يمكن فعله.

وعلى خطٍ موازٍ، وشبيه بما يفعله غولد، تقوم السفارة الاسرائيلية في واشنطن، وتحديدا السفير رون ديرمر بـ"جهود جبارة"، الا ان هذه الجهود هي نكتة، بحسب تعبير الصحيفة، وقد تثير الضحك والبكاء في آنٍ واحد، فهو يكثف اجتماعاته بأعضاء الكونغرس من الجمهوريين ليقنعهم بأن الاتفاق مع إيران سيئ، أي يريد أن يقنعهم بما هم في الاساس مقتنعون به ويعارضونه: الاتفاق السيئ.

أما لجهة الديمقراطيين، فإن ديرمر يتطلع اليهم ويقول: هل تتذكروني؟ انا من اشعل النار بين نتنياهو واوباما عندما تحدث الى الكونغرس، وأنا الان أريد أن اطفئها. لسان حال ديرمر يقول للديمقراطيين: رئيس وزرائي اضر بكم وبزعيمكم وبحزبكم، لكني الان أحتاج اليكم للتصويت ضد الاتفاق. فديرمر يبدو وكأنه من اولئك المهووسين باشعال الحرائق، لكنه يريد ان يقنع من في الكونغرس انه هذه المرة يريد ان يخمد الحرائق.

’معاريف’: معركة نتنياهو ضدّ أوباما خاسرة ويهود الولايات المتحدة يعارضونها

رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو

 

وتضيف "معاريف": "اليهود، ومن ايباك ايضا، أذكياء، وهم يعرفون أكثر من غيرهم المزاج في الكونغرس وفي مجلس الشيوخ، وخلصوا بالفعل إلى أن فرص الجمهوريين في إحباط الاتفاق مع إيران هو طفيف للغاية. الا انهم رغم ذلك لا يمكنهم أن يتخلوا عن الفرصة للتحدث عن الموضوع، خاصة انه يوجد وقت الى ان يبدأ التصويت في الكونغرس، و"هذا ما يذهب عن بعض السياسيين الملل.. لكن الصدع ايضا موجود لدى اليهود، الذين يؤيدون "اسرائيل". فمن جهة، اعلنت جي ستريت دعمها للاتفاق مع ايران، كما اعلنت قيادة الجالية اليهودية "الاصلاحية"، وهي الجالية الاكثر حضورا وانتشارا في الولايات المتحدة، تأييدها ايضا للاتفاق. اما اللجنة اليهودية الأميركية، وهي منظمة "ذات سمعة طيبة" في الولايات المتحدة، فاعلنت ان على اعضاء الكونغرس ان يدرسوا تفاصيل الاتفاق جيدا، وان يتعلموا منه.

وتخلص الصحيفة الى أن الردود على الاتفاق تعكس وتؤكد التغييرات الأخيرة في موقف المجتمع اليهودي او بعتبير اكثر دقة، موقف الأغلبية تجاه "اسرائيل"، مشيرة الى أن "أجزاءً كبيرة من اليهود، بمن فيهم كبار السياسيين والنشطاء المخضرمين، فقدت الثقة بسياسة الحكومة الاسرائيلية وهم يشكّكون فيها، وتحديدا في كونها حكومة يمينية دينية متطرفة. وباستثناء جزء من اليمين، وجزء من القطاع الحريدي، فإن الاغلبية العظمى من اليهود لا يوافقون على هذا النمط الصارخ من النقد والاعتداء، الذي يقومون به في "اسرائيل" ضد الرئيس الاميركي".

2015-07-23