ارشيف من :أخبار لبنانية
نيويورك تايمز: دعم رهاننا مع ايران
مقال نشر في صحيفة "نيويورك تايمز"
العنوان: "دعم رهاننا مع ايران"
الكاتب: توماس فريدمان
منذ اللحظة التي اكتشفت فيها ايران ان الولايات المتحدة غير مستعدة لاستخدام القوة العسكرية الساحقة من اجل الحد من برنامج طهران النووي تبيّن ان المفاوضات مع ايران لن تنتج اتفاقا نموذجيا بالنسبة لاميركا و حلفائها. فميزان القوى اصبح متكافئاً لدرجة تمنع حدوث ذلك.
الا ان هناك نسباً في موضوع "الاتفاق غير النموذجي"، والخيار الدبلوماسي الذي رسمه فريق اوباما – في حال تم تنفيذه بالشكل الصحيح و تعزيزه من خلال الدبلوماسية القوية، حيث يرى الاميركيون أن الاتفاق سيمنع ايران من انتاج الوقود لصنع سلاح نووي لمدة خمسة عشر عاماً، كما سيخلق اطارا يهدف إلى تعزيز القوى الاكثر براغماتية داخل ايران مع مرور الوقت وذلك مقابل تقييد، و ليس ازالة، البنية التحتية النووية، وتخفيف العقوبات التي ستعزز مكانة ايران كقوة اقليمية.
الاتفاق النووي
اعتقد ان افضل وسيلة لخدمة المصالح الاميركية الآن هي بالتركيز على الحصول على افضل شيء ممكن من هذا الاتفاق بدلاً من اجهاضه.
الا اننا نستطيع اتخاذ خطوات من اجل تعزيز احتمالات ان يصب الاتفاق لصالحنا:
اولاً، يجب الا نسمح لهذا الاتفاق ان يكون على غرار قانون اوباما للرعاية الصحية، حيث تصرف كل الطاقات على المفاوضات، لكن ادوات التنفيذ، و التي هي في هذه الحالة تقنية التحقيق تكون غير صالحة. على الرئيس اوباما ان يعين شخصية عسكرية معتبرة للاشراف على كافة نواحي تطبيق الاتفاق.
ثانياً، على الكونغرس تمرير قرار يعطي تفويضاً لهذا الرئيس وللرؤساء المستقبليين باستخدام القوة من اجل منع ايران من ان تصبح في اي مرحلة من المراحل دولة تمتلك اسلحة نووية. وعلى ايران ان تعلم ان الرئيس الاميركي يملك تفويضاً للقضاء – دون سابق انذار او تفاوض – على اي مسعى من قبل طهران لانتاج القنبلة.
ثالثاً، التركيز على الشعب الايراني.
رابعاً، الابتعاد عن النظر الى الشرق الاوسط من منطلق الأبيض او الأسود. النظرية التي تقول ان ايران عدو لنا في كل مكان وأن حلفاءنا السنة العرب هم حلفاؤنا هي خطأ. القيادة السعودية كانت حليفة ثابتة لاميركا في الحرب الباردة، والعديد من السعوديين يوالون أميركا. الا ان صفقة حكم القيادة السعودية سامة: فهي تقول للشعب السعودي ان الحكم لقبيلة "آل سعود" مقابل حصول المؤسسة السعودية الوهابية الدينية على مليارات الدولارات من اجل تغيير وجه الاسلام السني من دين انفتاح الى دين متزمت معادٍ للنساء وللشيعة. فقد السعوديون السيطرة على هذا التحول السلفي للاسلام والذي تحول الى الايديولوجية التي ألهمت مرتكبي هجمات الحادي عشر من ايلول – الذين كان خمسة عشر شخصاً منهم من اصل تسعة عشر سعوديين – و كذلك الهم تنظيم " داعش".
اخيراً، فيما يخص الشرق الاوسط عموماً، علينا الاحتواء والتعزيز والابتكار: احتواء القوى الاكثر عدوانية هناك وتعزيز مكانة القادة او الشخصيات التي تسعى لايجاد بيئة صالحة هناك، وان نبتكر في مجال الطاقة من اجل ابقاء الاسعار منخفضة، والتقليل من المال النفطي بايدي اللاعبين الاشرار والحد من انخراطنا في منطقة ستكون في حالة اضطراب لفترة طويلة جداً.