ارشيف من :أخبار لبنانية

جون كيري: الاتفاق النووي حاجة اميركية

جون كيري: الاتفاق النووي حاجة اميركية

مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست
العنوان: حجة التوصل الى الاتفاق النووي مع ايران
الكاتبان: وزير الخارجية الاميركي جون كيري ووزير الطاقة ارنست مونيز

رأى وزيرا الخارجية والطاقة الاميركيان جون كيري وارنست مونيز، في مقال مشترك نشرته صحيفة واشنطن بوست الاميركية، أنه عندما تسلم الرئيس اوباما الحكم، كان يواجه ايران التي باتت تتقن دورة الوقود النووي، والتي قامت ببناء منشأة سرية لتخصيب اليورانيوم داخل جبل، والتي كانت في طريقها نحو تركيب قرابة 20,000 جهاز للطرد المركزي من اجل تخصيب اليورانيوم، اضافة إلى تطويرها اجهزة طرد مركزي متقدمة وبناء مفاعل لانتاج المياه الثقيل الذي يمكن ان ينتج البلوتونيوم على المستوى المطلوب لصنع الاسلحة. على هذه الخلفية تعهد الرئيس بان لا يسمح ابداً لايران بالحصول على سلاح نووي.

واعتبر الوزيران أن الاتفاق الذي تم التوصل اليه في فيينا هذا الشهر ليس فقط السبيل الوحيد لمنع ايران من امتلاك السلاح النووي، بل هو الخيار المتين والقابل للتطبيق الوحيد من اجل تحقيق هذا الهدف. وهذا الحل الدبلوماسي الشامل يحظى بدعم كبار القوى العالمية، ويطيل المدة الزمنية التي ستحتاجها ايران من اجل انتاج سلاح نووي، كما أنه سيقدم اجراءات تحقق قوية من سلمية البرنامج التي تمنحنا متسعا من الوقت للرد في حال اختارت ايران هذا الطريق، كما يبقي كافة الخيارات على الطاولة.

وحسب الوزيرين فان الاتفاق سيغلق جميع المسارات المحتملة لايران نحو انتاج الوقود لصنع سلاح نووي (مساري اليورانيوم العالي التخصيب وانتاج البلوتونيوم، اضافة الى المسار السري)، وأشرا إلى أن هذا الاتفاق مبني على التثبيت وليس الثقة فقبل الحصول على تخفيض حقيقي للعقوبات الاقتصادية على ايران وتقليص انشطة التخصيب والابحاث و التطوير، اضافة الى مخزونها من اليورانيوم المخصب سيكون لدى المفتشين قدرة غير مسبوقة لزيارة المنشآت الايرانية المعلن عنها وأي مواقع اخرى تبعث على القلق.

الوزيران تابعا بالقول: اما في حال خالفت ايران الاتفاق فسيعاد فرض العقوبات عليها سريعاً دون أن تستطيع اية دولة منع حدوث ذلك، كما سيكون لدى العالم فترة زمنية اطول – عام واحد مقارنة مع شهرين – للرد قبل ان تتمكن من انتاج القنبلة، متسائلة هل هذا اتفاق جيد للولايات المتحدة و الامن العالمي؟ لننظر الى الحقائق.

برأي الوزيرين، هناك نقاط اختلفت بعد الاتفاق عما كان قبله، فمن دون الاتفاق تستطيع ايران مضاعفة قدرتها على تخصيب اليورانيوم في فترة وجيزة، ومواصلة التطوير السريع لاجهزة الطرد المركزي المتطورة، وتوسيع مخزونها من اليورانيوم المخصب، إضافة الى انها تستطيع اتخاذ الخطوات المطلوبة لانتاج سلاح نووي، فتكون بذلك قادرة على انتاج ما يكفي من البلوتونيوم كل عام لصنع سلاح او سلاحين اثنين نوويين.

أما مع وجوده فعليها تقليص قدرة تخصيب اليورانيوم فوراً بشكل حاد، كما ان برنامجها النووي سيكون مقيدا بشكل كبير، وسيتم تقليص مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 98%، وستبقى كذلك لخمسة عشر عاماً. كما سيكون مطلوباً من ايران التخلص من مخزونها من اليورانيوم المخصب على درجة 20%، و هي النسبة التي تقطع اغلب المسافة نحو انتاج المواد لصنع السلاح.

جون كيري: الاتفاق النووي حاجة اميركية

محمد جواد ظريف

ليس هذا فقط ما قدمه الاتفاق فان ايران لن تنتج اطلاقاً البلوتونيوم على المستوى المطلوب لصنع السلاح ويحرم عليها اتخاذ اي من هذه الخطوات.

وأكدا أنه في حال اشتبه المجتمع الدولي بعدم التزام ايران، فان الوكالة الدولية للطاقة الذرية تستطيع ان تطلب زيارة اي موقع مشبوه في غضون اربعة وعشرين ساعة استناداً للبروتوكول الاضافي الذي ستلتزم به ايران وفقاً لهذا الاتفاق. واعتبرت أنه بالنسبة للولايات المتحدة، فان التراجع عن هذا الاتفاق سيكون خطأ تاريخيا، سنكون منعزلين عن شركائنا، وسنواجه انهيارا في نظام العقوبات المفروض، وسنعطي ايران قدرة غير محدودة على مواصلة العمل على تطوير برنامجها النووي.

وختم الوزيران بالقول: إن الرئيس اوباما أعلن بوضوح ايران لن تحصل على سلاح نووي. العقوبات او العمل العسكري لن يضمن هذه النهاية. والحل هو الاتفاق الدبلوماسي الشامل الذي تم التوصل اليه في فيينا.

2015-07-24