ارشيف من :ترجمات ودراسات
صحافة ’اسرائيل’ لأوباما: الإتفاق النووي مقامرة ونقطة تحول في علاقاتنا معكم
أفردت الصحافة الصهيونية حيّزاً واسعاً من مقالاتها للرد على خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الأخير، الذي حذّر فيه من أن اسقاط الاتفاق النووي المبرم بين إيران والسداسية يعني حربا ستضر بـ"اسرائيل".
الرئيس الأميركي باراك أوباما
صحيفة "اسرائيل" المقربة من رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو، علّقت على تصريحات أوباما بالقول إن الأخير يستحق الثناء على اختياره توقيت الخطاب ومكانه، لكن ماذا عن المضمون الذي جاء على نقيض تام من أهدافه التسويقية، فأوباما تمكّن من إقناع المقتنعين بالإتفاق بأهميته لا المشككين به الذين يدركون ببساطة أين يعيشون".
وأضافت أن "اوباما الذي لم يقرأ بصورة صحيحة الخارطة الدولية منذ دخوله البيت الابيض، وزّع علامات على نتنياهو فقط لأنه خالفه الرأي. هل يجب أن نذكر الرئيس أنهما كانا مختلفين أيضاً حول حكم الاخوان المسلمين في دول مثل مصر وتونس بعد " الربيع العربي"، سائلة إياه "من كان محقاً بتشخيصه سيدي الرئيس؟".
وتابعت الصحيفة القول إن "اوباما لا يستوعب بأن الاتفاق النووي بالنسبة إليه أشبه بمقامرة، بينما هو شأن وجودي بالنسبة إلينا. اوباما أراد أن يعطينا درساً في التاريخ. أحببنا كثيراً ذكره كندي وريغن. لكنه نسي فقط أمراً واحداً يختصر كل الفارق بين الاتحاد السوفياتي في حينه وبين ايران اليوم: عنصر الدين والجنون".
"هآرتس": نتنياهو تُرك وحيدا في محاربة "النووي"
بدورها، رأت صحيفة "هآرتس" أن اوباما ترك بالفعل بنيامين نتنياهو وحيداً في مواجهة الاتفاق النووي، واصفة خطابه بالمفصّل والمنظّم والفصيح.
وقالت الصحيفة إنه "وعلى مدى ساعة من الوقت عرض أوباما رؤيته لصالح الاتفاق وحاول دحض وتقويض ادعاءات معارضيه. وقد تحدث الى مجموعتين أساسيتين: أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب من الحزب الديمقراطي، وجمهور ناخبيهم في الوسط واليسار الليبرالي".
واعتبرت الصحيفة أن القسم الأكثر إثارة للقلق في خطاب اوباما كان تطرقه الى موقف الحكومة (الصهيونية) المعارض للاتفاق النووي. فالأمور التي قالها قد تتحوّل في المستقبل غير البعيد إلى نقطة تحول حقيقية في العلاقات الإستراتيجية بين "تل أبيب" وواشنطن.
وأشارت الصحيفة إلى أن اوباما تحدث إلى نتنياهو باعتباره خصمه السياسي الأكبر لا باعتباره حليفه الرئيسي. وهو إذ أبدى تفهّمه لمخاوف نتنياهو، لكن إظهار هذا التعاطف برأيها كان مقدمة لهجوم حاد على رئيس حكومة "اسرائيل"، على حدّ وصفها.
وبرأي "هآرتس" فقد عزل أوباما نتنياهو، حيث قدّمه وحكومته على أنهم المعارضين الوحيدين للإتفاق النووي في العالم، ووضعهم على رأس معسكر قارعي طبول الحرب وكمن يرفض كل تسوية ديبلوماسية من كل نوع وفي كل وضع.
الامر الذي ينبغي أن يسلب النوم من عيون كل "اسرائيلي"، فرفض نتنياهو للاتفاق النووي دفع أوباما الى عزل المصالح الامنية للولايات المتحدة عن تلك الخاصة بـ"إسرائيل".