ارشيف من :ترجمات ودراسات
اسرائيل متخوفة من انعكاسات الاتفاق النووي مع ايران على المنطقة
كتب محلل شؤون الشرق الاوسط، إيال سيزر، مقالا في صحيفة “اسرائيل هيوم” تحت عنوان "اليوم الذي يلي الاتفاق النووي مع ايران" وانعكاسه على المنطقة، وقال "نشر في نهاية الاسبوع إن قاسم سليماني، قائد قوة القدس في حرس الثورة الايراني، قد زار قبل اسبوعين موسكو والتقى مع الرئيس بوتين".
وقال الكاتب ان "المسؤولية الشخصية لسليماني عن النشاط الايراني دفعت المجتمع الدولي الى أن يفرض عليه عدد من العقوبات بما فيها منعه من السفر خارج ايران".
وتابع سيزر "في الاسبوع الماضي وعد وزير الخارجية الامريكي في شهادة قدمها في مجلس الشيوخ في واشنطن بأن الولايات المتحدة ستحرص على عدم رفع العقوبات عن سليماني، وأنها ستستمر في العمل على كبح خطوات ايران لضعضعة الاستقرار في الشرق الاوسط، في الوقت الذي يتم فيه عقد الصفقات الحقيقية بين سليماني وبوتين في موسكو".
وبحسب سيزر فان "سليماني لم يأت الى موسكو لمشاهدة المسرح البلشفي، فقد جاء ليناقش مع بوتين "اليوم التالي"، وتقسيم الشرق الاوسط بين ايران وروسيا، والصراع المشترك للدولتين من أجل الحلفاء وضد الاعداء المشتركين، من اجل الرئيس السوري وضد "داعش"، وفي السياق تحدثا عن طرق ابعاد واشنطن من المنطقة. مشيراً إلى أن روسيا ستساهم كالعادة بنصيبها وهو تقديم المظلة الدولية لطهران وللرئيس الأسد، لا سيما بيع السلاح لايران والسوريين وحزب الله إن لزم الامر".
المحلل الاسرائيلي لشؤون الشرق الاوسط إيال سيزر
وقال سيزر "الروس، بخلاف الايرانيين، لا يعتبرون اسرائيل عدواً، لكن كما يقولون في موسكو عند قطع الاشجار تتطاير الشظايا، واسرائيل هي الشظية المناوبة".
وتابع الكاتب أن "زيارة سليماني إلى موسكو هي طرف جبل الجليد، وهي تشير الى الصفقات الخفية التي أصبحت مكشوفة وآخذة في الازدياد في أعقاب الاتفاق النووي مع ايران"، ورأى أن اوروبا، كالعادة، معنية بالاموال، فالاوروبيون يتدفقون الى طهران لعقد صفقات اقتصادية مع ايران"، لافتاُ إلى ان الامر الذي لا يقل أهمية هو الصفقات السياسية فيما يتعلق بمستقبل المنطقة التي ثمنها الدم وليس اليورو أو الدولار".
وأضاف سيزر ان "ليس هناك أحد في الشرق الاوسط يهتم بتفاصيل الاتفاق النووي مع ايران، ولا أحد ينظر الى الأمام والى ما سيحدث في منطقتنا بعد 10 - 15 سنة ورؤية ميزان الربح والخسارة لهذا الاتفاق"، وأضاف "في منطقتنا المهم هو طريقة النظر الى الاتفاق، هنا والآن، والصورة التي تتشكل في وسائل الاعلام، وأنه واضح للجميع أن هذا الاتفاق هو انجاز وانتصار ايراني وتراجع امريكي وهزيمة لاسرائيل وباقي أعداء ايران في المنطقة، الدول العربية المعتدلة وعلى رأسها السعودية".
ورأى الكاتب انه "اذا كانت ايران هي المنتصرة فإن المطلوب هو الانضمام اليها، واذا كانت الولايات المتحدة هي دعامة ضعيفة فيجب البحث عن دعائم أخرى، فالمصريون، وفي اعقابهم السعوديون، يستخلصون الدروس ويطلبون المساعدة والسلاح من روسيا على أمل أن تكون هذه حليفة أكثر مصداقية من واشنطن".
وأشار سيزر الى أن "التقارير في وسائل الاعلام تزداد عن أن السعودية تبحث عن طريقة من اجل عقد صفقة مع روسيا وايران، يتوقف في اطارها السعوديون عن دعم المسلحين في سوريا، وبهذا يبقى الاسد في الحكم".
وخلص سيزر بالقول "يبدو أن الفوضى تسيطر على الادارة الامريكية مؤخرا، لكن الواضح هو أن ادارة اوباما لا تهتم بازدياد قوة ايران وروسيا، وأنها تخشى من امكانية عدم مصادقة مجلس الشيوخ على الاتفاق مع ايران، الامر الذي سينزل ضربة اخرى بالصورة الضعيفة للادارة الامريكية".