ارشيف من :آراء وتحليلات

حوار الليبيين..تونس تدخل على الخط

حوار الليبيين..تونس تدخل على الخط

عاد اسم رئيس الحكومة الليبي علي زيدان إلى البروز مجددا بعد أن أعلن الأخير أنه تقدم لرئاسة حكومة التوافق التي سيتم الإعلان عنها قريبا. وتبدو حظوظ زيدان وافرة إذا حظي بترشيح جماعة طبرق رغم أن البعض يحمل زيدان المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع في ليبيا حيث تميز بضعف الشخصية وعدم القدرة على ضبط الأوضاع وتم اختطافه من إحدى الميليشيات وأفرج عنه في ضربة قاصمة لهيبة الدولة الليبية.


ولزيدان منافسون أقوياء على هذا المنصب الرفيع وهما رئيسا الحكومة الأسبقان المقريف وأبو شاقور اللذان يحظيان بدعم جماعة طرابلس أي المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته وميليشيات فجر ليبيا المشكّلة من تنظيمات إخوانية وتكفيرية. وبحسب التفاهمات التي ستحصل في جنيف برعاية الجهات الأممية فإنه سيتحدد إلى من ستؤول رئاسة الحكومة طرابلس أم طبرق أم الى مرشح توافقي يحظى بقبول الطرفين.


المجتمع المدني


ونتيجة للانتقادات الواسعة التي تم توجيهها إلى جلسات الحوار الليبي سواء التي عقدت في جنيف أو في الصخيرات المغربية على مستوى التمثيل، الذي رأى البعض أنه ليس بالحجم الكافي لكل شرائح الشعب الليبي ومكوناته السياسية والاجتماعية والقبلية، فقد قررت الجهة الراعية للحوار تشريك المجتمع المدني. وسيتم في هذا الإطار عقد لقاء تشاوري مع أبرز الجمعيات والمنظمات الليبية بالعاصمة التونسية برعاية أممية  وذلك لبلورة تصور المجتمع المدني للمصالحة والحل في ليبيا.

حوار الليبيين..تونس تدخل على الخط

الحوار الليبي


ويرى كثير من المراقبين أن هذا الاجتماع سيعيد لتونس دورا افتقدته في الملف الليبي بسبب تردد ديبلوماسيتها وبسبب تخندق فريقها الحاكم زمن الترويكا مع فريق ليبي دون غيره عوض البقاء على الحياد للعب دور بارز في حل الأزمة الليبية.


فتونس هي المعنية بحل الملف الليبي أكثر من المغرب نظرا للحدود المشتركة بين البلدين وبالنظر إلى الروابط الاقتصادية والاجتماعية ولعلاقات المصاهرة التي تربط بين الشعبين التونسي والليبي. كما أن قرابة مليوني ليبي يقيمون الآن في تونس وهم يمثلون قرابة ربع الشعب الليبي وينتمون إلى المنظومتين الحاكمتين السابقة والجديدة وبالتالي فإن احتضان الخضراء لبعض جلسات الحوار الليبي أمر ضروري ومفيد لكلا البلدين.


دول جوار ليبيا


وكانت تونس قد احتضنت في وقت سابق بعض جلسات حوار دول جوار ليبيا قبل أن تدخل الأمم المتحدة على الخط وتنقل جلسات الحوار الليبي إلى المغرب. ويرى مراقبون أنه كان من الانجع أن تحتضن تونس أو الجزائر أو مصر هذه الجلسات لأنها المعنية بالدرجة الأولى لما يحصل في ليبيا وهي الدول الأقرب إلى فهم طبيعة الشعب الليبي وتعقيدات بنيته القبلية والاجتماعية.


فذهاب الجلسات إلى المغرب كان خطأ أمميا بحسب هؤلاء نظرا للبعد الجغرافي ولصعوبة تنقل الليبيين بعد تعطل حركة النقل الجوي أكثر من مرة بسبب تدمير البنية التحتية في بلد عمر المختار. لذلك غابت مكونات عديدة عن جلسات الحوار الأممي ويبدو أن مبعوث الأمم المتحدة "ليون" بصدد تدارك هذا الأمر من خلال دعوة المجتمع المدني للقاء في تونس وبلورة تصور للحل.

2015-08-15