ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الاجنبية: الاتفاق النووي متين واميركا عاجزة عن مواجهة روسيا
لا يزال ملف الصراع الداخلي الاميركي بين مؤيد ومعارض للاتفاق مع ايران يحتل حيزاً مهماً من المقالات والتحليلات الغربية، حيث يواصل اعضاء فريق الرئيس باراك اوباما الترويج للاتفاق بغية منع الكونغرس من تعطليه. كما يتواصل تسليط الضوء على السياسات التركية، حيث تستمر ما يشبه الحملة المناصرة للاكراد امام الحراك العسكري التركي.
من جهة اخرى، نشر الباحث الاميركي المعروف والمختص بالحركات الارهابية "بروس ريدل" مقالة ملفتة يلمح فيها الى فشل اميركي في افغانستان على ضوء مبايعة زعيم القاعدة ايمن الظواهري للزعيم الجديد لحركة طالبان، فيما نشر موقع "دايلي بيست" تقريرا أشار فيه الى عجز عسكري اميركي خلال اي مواجهة مقبلة مع موسكو.
الصراع الداخلي الاميركي حول الاتفاق مع ايران
تحت عنوان "الثمن الباهظ لرفض الاتفاق مع ايران"، كتب وزير الخزانة الاميركي جايكوب لو مقالة في صحيفة "نيويورك تايمز"، اعتبر فيها أن فرضية امكان الولايات المتحدة الحصول على اتفاق افضل في حال شددت العقوبات بشكل احادي لاجبار ايران على تفكيك برنامجها النووي بالكامل، تتناقض والواقع الاقتصادي والدبلوماسي.
وقال الكاتب ان نفوذ اميركا الاقتصادي لم يكن العامل الوحيد الذي اقنع الدول في اوروبا وآسيا على الانضمام الى سياسة فرض العقوبات على ايران، مشيراً في نفس الوقت الى ان ذلك تطلب من تلك الدول تقديم تضحيات مكلفة، حيث قلصت من شرائها للنفط الايراني، معتبراً ان العامل الاهم الذي ادى بهذه الدول الموافقة على هذه السياسة هو حل الادارة الاميركية المسألة عبر الدبلوماسية.
وأكد الكاتب ان المجتمع الدولي اقتنع أن تشديد العقوبات على ايران لن يسمح باستئصال برنامجها النووي المدني بالكامل، او بقطع علاقاتها مع ما يسميهم "بوكلائها المسلحين" في المنطقة، ونبّه إلى أن "الحكومات الاجنبية لن تواصل تضحياتها المكلفة بناء على طلبنا"، مرجحا ان تلقي هذه الدول باللوم على الولايات المتحدة للتخلي عن حل حقيقي وان تعيد الانخراط مع ايران، وبالتالي ان اي قرار من قبل الكونغرس برفص العقوبات سينهي عقدا من عزلة ايران ويدخل الولايات المتحدة في خلاف مع بقية العالم.
وأشار إلى أن فرض العقوبات على الدول التي ستتعامل مع ايران سيشكل كارثة، لافتا إلى الدول الاقتصادية الكبرى التي تحتاج واشنطن التعاون معها كالصين والهند وكوريا الجنوبية، اضافة الى الاتحاد الاوروبي، وأضاف "لو قطعت هذه الدول تداولها بعملة الدولار والنظام المالي الاميركي، فإن ذلك سيؤدي لنزيف مالي واسع، ليس فقط في الدول الشريكة، بل ايضاً في الولايات المتحدة".
وزير الخزانة الاميركي خلص إلى أن الاتفاق الذي تم التوصل اليه متين وغير مسبوق ولمصلحة اميركا، وعلى الكونغرس الموافقة عليه وتجاهل المنتقدين الذين لا يقدمون اي بديل.
الملف التركي
من جهة ثانية، اجرى الصحفي في صحيفة واشنطن بوست ديفيد اغناتيوس مقابلة مع زعيم حزب الشعب الديمقراطي في تركيا "صلاح الدين دميرتاش"، والذي يعد كبير السياسيين الاكراد في تركيا، حيث اتهم ديمرتاش الرئيس التركي رجب طيب اردغان "بدعم داعش" في السابق، لافتا الى ان اردوغان يريد اجراء انتخابات مبكرة كجزء من استراتيجية "مهاجمة الحركة الكردية" وقلب المكاسب السياسية التي حققتها مؤخراً.
كما اعتبر دميرتاش ان موافقة اردوغان على السماح للطائرات الحربية الاميركية الاستفادة من قاعدة انجرليك من اجل مهاجمة داعش في سوريا هي من اجل تلميع صورته بعد ان امتنع عن القيام باي شيء ضد المتطرفين، متهماً القيادة التركية بانها كانت تدعم داعش لفترة طويلة.
وفيما يخص التفجير الانتحاري الذي وقع في مدينة سوروتش جنوبي شرقي تركيا بتاريخ عشرين تموز/ يوليو الماضي، ألمح دميرتاش الى ان للاستخبارات التركية دوراً في هذا الهجوم، حيث قال ان الرئيس التركي "يعرف كل ما يدور في البلاد"، وان القوات التركية لم تتخذ اي اجراء احترازي لمنع مثل هذه التفجيرات.
كذلك دعا ادارة اوباما الى المساهمة في تهدئة الوضع السياسي في تركيا من خلال التشجيع على محادثات سلام بين حكومة اردوغان وحزب العمال الكردستاني.
رسالة الظواهري الاخيرة والفشل الاميركي في افغانستان
وفي الشأن الافغانستاني، كتب الباحث الاميركي المعروف بروس ريدل مقالة على موقع معهد بروكنغز تحت عنوان: "لقد عاد: زعيم القاعدة يظهر من جديد في رسالة مصوّرة"، رأى فيها أن الرسالة المصوّرة الاخيرة التي وجهها زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري والتي اعلن فيها ولاءه للزعيم الجديد لحركة طالبان اختر منصور، انما تجدد التأكيد على التحالف ما بين القاعدة وطالبان، معتبراً ان ذلك يشكل نكسة للمساعي من اجل ادخال طالبان في عملية سياسية.
الكاتب أشار الى التقارير الاعلامية الباكستانية التي افادت بأن ولاية هلمند الافغانية عادت لتكون المركز الاساس لنشاط الجناح الاعلامي للقاعدة "السّحاب"، والذي نشر رسالة الظواهري المصوّرة، وذلك بعد ان كان مركزها الاساس في باكستان (حيث كانت تعمل منذ عام 2002)، وأضاف ان حركة طالبان قد ايدت هذه الخطوة وباتت توفر ملاذاً آمناً للقاعدة، الامر الذي يعني برأيه انه وبعد مرور اربعة عشر عاماً على بدء العمل العسكري الاميركي في هذا البلد، "باتت القاعدة مجدداً تدير العمليات من افغانستان".
وفي اشارة اخرى الى النكسات الاميركية استشهد الكاتب بتصريح لمسؤول رفيع في "السّحاب" (الجناح الاعلامي للقاعدة) يدعى "قاري ابو بكر"، والذي يهدد فيه الولايات المتحدة حيث يقول ان "عدونا المشترك لا يعرف ما الذي سيصيبه"، لافتا إلى ان الظواهري اعتبر في رسالته المصوّرة ان مؤسس طالبان الملا عمر هو من ابطال الجهاد العالمي، الى جانب شخصيات مثل اسامة بن لادن و ابو مصعب الزرقاوي.
وفي الختام، قال الكاتب ان شبكة حقاني التابعة لحركة طالبان في افغانستان بات لديها نفوذ اكبر داخل الحركة مع تولي منصور الزعامة خلفاً للملا عمر، وفي نفس الوقت لدى شبكة حقاني علاقات وطيدة مع تنظيم القاعدة.
عدم استعداد البنتاغون لحرب مقبلة مع روسيا
أما موقع "دايلي بيست" فنشر تقريرا يتحدث عن مخاوف البنتاغون وعدم استعداده لأي حرب مع الرئيس الروسي، لافتا إلى ان سلسلة من المناورات السرية التي اجرتها واشنطن خلال فصل الصيف الحالي قد زادت من مخاوفها، فالقوات الاميركية ليست مستعدة لحملة عسكرية على روسيا.
ومن بين التحديات التي كشفتها المناورات، بحسب التقرير، ان هناك عددا غير كاف من الاسلحة الموجهة الدقيقة، اضافة الى صعوبة الحفاظ على وجود عديد كبير من القوات المسلحة، حيث قال مسؤول في وزارة الحرب الاميركية أن هذه المناورة "كشفت لنا ان الحروب (في العراق وافغانستان) قد استنزفت قدرتنا على مواصلة الحرب".
وأشار التقرير إلى تزامن هذه التطورات مع تصريحات اطلقها ضباط كبار في الجيش الاميركي بأن روسيا تحت حكم بوتين باتت تشكل "تهديدا وجوديا للولايات المتحدة"، وتحدث عن المناورات الميدانية الاربعة التي أجراها الجيش الاميركي مع نظرائه في حلف الناتو في شهر حزيران /يونيو تحت اسم "الدرع المتحالف"، والتي شارك فيها 15000 جنديا من تسع عشرة دولة في الحلف الاطلسي، مقابل اجراء روسيا مناورات عسكرية في شهر آذار/ مارس، والتي شملت في احدى مراحلها نشر 80000 جندي. وبحسب التقرير اشارت هذه المناورات الى انه لا يمكن للولايات المتحدة خوض معركة متواصلة مع الروس.
ووفق التقرير فإن دمج روسيا بين القوات الخاصة والبروباغندا المسلحة والتجسس الالكتروني، جعل الجيش الاميركي يتساءل عن كيفية الرد.
ويلفت التقرير ايضاً الى تصريح لرئيس اركان الجيش الاميركي الجنرال رايموند اديرنو خلال آخر مؤتمراته الصحفية، حيث قال "ان المناورات التي اجراها الناتو في اوروبا كشفت تحديات صغيرة قد يكون لها تأثيرات كبيرة في اي معركة مع روسيا". ويشير الى أن "نسبة ثلاثة وثلاثين بالمائة فقط" من كتائب الجيش الاميركي مدربة بالشكل المطلوب لمواجهة روسيا، وهي نسبة اقل بكثير من نسبة الستين بالمائة المطلوبة. ويشكك اديرنو بأن يصل الجيش الاميركي الى هذا المستوى قبل مرور اعوام عدة.