ارشيف من :أخبار لبنانية
’الانتصار الالهي’.. ’حصرمة’ في عيون الآذاريين
"نصركم دائم". مهرجان الانتصار في وادي الحجير يتوّج احتفالات ذكرى النصر في آب على عدوان تموز 2006. في ذلك التاريخ هزم قلّة من الشبان في لبنان منظومة معادية تضم الآلة العسكرية الصهيونية ومجازرها، وحلفاً عالمياً عربياً ضم بعض اللبنانيين. أسطورة المقاومة التي من المفترض أن يحتفي لبنان كلّه في الذكرى التاسعة لها، كانت غائبة عن معظم الشاشات اللبنانية.
في وطن تائه بين القمامة وبُرك مياه الصرف الصحي، ودولة متفككة، من المفترض أن تكون ذكرى الانتصار على جيش العدو وتحطيم صورته في لبنان بصيص ضوء للبنانيين. لكن بعض الاعلام يرتئي الابتعاد عن ملفات العزّة والكرامة، لأولويات الغوص في تفاصيل النكايات الطائفية.
في جولة سريعة على الشاشات اللبنانية، التي يعمّ برامجها طابع التفاهة والترفيه غير الهادف، يتّضح خلوّها من أي مادّة خاصة بانتصار آب 2006. بعضها فضل عشيّة الانتصار البحث بأزمة الحكومة والنفايات، مثل مارسيل غانم على شاشة "إل بي سي". فالرجل الذي لطالما يزعم السعي للترويج للبنان، ويستغل كل اختراع أو ابداع لأي لبناني في بلاد الاغتراب ليتحدّث عنه ويستضيف صاحبه، قفز كما العادة عن انجازات المقاومة وشبابها الذين دمّروا أسطورة الميركافا في وادي الحجير، وحطّموا صورة جيش العدو الذي "كان لا يقهر".
مهرجان الانتصار
قناة "المستقبل" كذلك غيّبت الحدث. وإن كانت الخلافات الداخلية تحول بين تغطية القناة لنشاطات الحزب العادية، فإنه من غير الطبيعي أن تقف هذه الخلافات أيضاً مانعاً لتغطية "المستقبل" لانتصار لبنان الكبير على كيان العدو، والتي لطالما زعم وزراء ونواب "الحزب الأزرق" أنهم شركاء فيه.
وفيما تركّزت مقدمتا الـ"الجديد" والـ"أو تي في" حول الانتصار ومعانيه، أوردت قناة "المر تي في" خبر خطاب السيد خلال مهرجان النصر عقب الفقرة الثابتة في النشرة "رغم كل شي"، التي ارتأت أن تكون عن الصليب الأحمر اللبناني وتضحياته التي نحترم، لكن في "14 آب" الحديث عن المقاومين ونصرهم وانجازاتهم، له الأولوية.
صحيفتا "الأخبار" و"السفير" اللتان يسجل لهما ابرازهما للمناسبة، من خلال مقالات وتحقيقات عن الانتصار وانعكاساته، فضلاً عن تغطيتهما للتقارير الاسرائيلية حول الذكرى، قابلهما اهمال متعمّد من قبل صحيفتي "النهار" و"المستقبل". فالصحيفتان اللتان اعتمدتا تغطية كل تفصيل صغير وكبير في مسيرة الحزب - من باب انتقاده وتشويه صورته لا من باب مناصرة خط المقاومة ونهجها- غاب عن صفحاتهما الحديث عن الانجاز الكبير للبنان وشعبه.
لكن غياب الأمس، عوّضته صحيفة "النهار" اليوم بمقال تحت عنوان "حزب الله ولّى زمن النصر الإلهي"! بقلم "المستقبليّ" المتشدد علي حمادة. الرّجل الذي نأى بنفسه عن تدوين التاريخ المشرق للبنان ومقاومته، يطيب له أن يشكّل رأس حربة الى جانب الصهاينة والأميركيين وبعض العرب، في التصويب على حزب الله.
وإن كانت دعوة سماحة الأمين العام لحزب الله خلال مهرجان الانتصار الكبير ليكون يوم 14 آب عيداً وطنياً، تنطلق من نهج المقاومة على طوال العقود الماضية باهداء انتصاراتها للوطن أجمع، فإن النصر والشرف والكرامة معانٍ تلتصق بمن يمجّدها ويحيي مضامينها، والعكس صحيح.