ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الاجنبية: إيران وبريطانيا نحو فتح السفارتين واخفاق اميركي في افغانستان

الصحف الاجنبية: إيران وبريطانيا نحو فتح السفارتين واخفاق اميركي في افغانستان

سلطت صحيفة الغارديان البريطانية الضوء على اعلان اعادة فتح السفارة البريطانية في طهران بعد ايام قليلة، في وقت تستمر الصحافة الغربية بالتلميح الى دور تركي مشبوه في الحرب على "داعش" على اساس استغلال انقرة انضمامها الى التحالف الدولي ضد التنظيم من اجل تصعيد العمل العسكري ضد الاكراد، فيما واصل الخبير الاميركي المعروف بروس ريدل تعليقه على اخفاق واشنطن في افغانستان.

ملف العلاقات الايرانية - البريطانية

تفاصيل اعادة فتح السفارة البريطانية في طهران، احتلت العناوين الرئيسية لصحيفة "الغارديان" البريطانية التي كشفت ان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند سيعيد فتح السفارة بشكل رسمي الاحد المقبل، وذلك بعد مرور اربع سنوات على اغلاقها، لافتة إلى أن هذه الخطوة ستتزامن مع اعادة فتح السفارة الايرانية في لندن، وذلك في سياق ما وصفته بالتحسن السريع للعلاقات بين ايران والغرب عقب الاتفاق النوو.

ولفتت الصحيفة إلى ان زيارة هاموند الى طهران هي الاولى من نوعها التي يقوم بها وزير خارجية بريطاني منذ قرابة اثني عشر عاماً، موضحة ان وفداً من رجال الاعمال البريطانيين سيرافق هاموند في هذه الزيارة، على رأسهم المدير السياسي في وزارة الخارجية البريطانية "سيمون غاس"، الذي مثل بلاده في المحادثات التي مهدت للاتفاق النووي.

الصحف الاجنبية: إيران وبريطانيا نحو فتح السفارتين واخفاق اميركي في افغانستان

الصحيفة تابعت: لقد تم اختيار السفير البريطاني الجديد لكنه لم يعلن عن اسمه بعد، كما ان اتمام الاتفاق النووي قد زاد من تصميم لندن تخطي العقبات المتبقية امام اعادة فتح السفارات.

وفي السياق نفسه، نشرت الصحيفة ذاتها مقالة أخرى تحت عنوان: " سفارة بريطانيا في ايران: تذكير بتاريخ مشترك صعب"، معتبرة ان الايرانيين لم ينسوا بعد الدور البريطاني في الانقلاب الذي اطاح برئيس الوزراء الايراني السابق محمد مصدق، خاصة وان البريطانيين لم يعترفوا حتى الآن بدورهم هذا، خلافاً للولايات المتحدة.

وحسب الصحيفة، فان قيام وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند تقديم اعتذار من امام السفارة الجديدة عن الدور البريطاني في الانقلاب سيساهم بشكل كبير في اصلاح حقيقي للعلاقات، لافتة في الوقت نفسه الى ان الرئيس الاميركي باراك اوباما سبق وقام بذلك في خطاب القاه عام 2009.

وبرأي الصحيفة، فان هذه الخطوة ستقوي موقف ايران قبل تصويت مجلس الشيوخ الاميركي على الاتفاق النووي، معتبرة ان اعادة فتح السفارة تدل على ان بريطانيا ودولا اوروبية اخرى ستعيد العلاقات مع طهران مهما كان موقف الاسرائيليين والمتشددين في الحزب الجمهوري الاميركي.


الملف التركي

من جهة ثانية، علقت صحيفة الاندبندنت البريطانية على الدور التركي في ادخال ميليشيا تركمانية الى الاراضي السورية، فتحت عنوان: "الحرب مع داعش: هل ان المنطقة التركية العازلة في سوريا هي مسالة دفاع عن النفس – ام هل هي مجرد خطوة ضد الاكراد"، اعتبرت الصحيفة أن الجيش التركي قد ساعد المقاتلين التركمانيين على التمركز في منطقة عزاز بعد ان امن لهم موكب مدرع واكبهم عبر معبر باب السلامة الحدودي.

غير ان الصحيفة أشارت الى ان خطوة تمكين التركمان من السيطرة على مناطق سورية قد عززت المخاوف من نشوء صراع عرقي مع الاكراد، لافتة في الوقت نفسه الى الاتهامات التي توجه الى الحكومة التركية لجهة محاولتها اثارة الانقسامات.

وتطرقت الصحيفة إلى مسألة تركيز العمل العسكري التركي على العناصر الكردية بدلاً من داعش. فاستناداً على معلومات من مسؤولين غربيين قال انهم باتوا يشعرون بالقلق من ان انقرة تستخدم التحالف ضد داعش كغطاء للعمل العسكري ضد الاكراد، قالت الصحيفة ان الجيش التركي نفذ اكثر من خمس مائة ضربة جوية استهدفت عناصر حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية الشهر الماضي، بينما استهدف داعش ثلاث مرات فقط خلال نفس الفترة الزمنية.

وتحدثت الصحيفة عن الخلافات الاميركية التركية، خاصة بعد معلومات سربت عن عدم اطلاع المسؤولين الاميركيين على الخطط التركية بشأن ارسال المقاتلين التركمانيين، مذكّرة بنفي واشنطن لما قاله مستشار وزارة الخارجية التركية لجهة استهداف الجيش الاميركي والتركي اي عناصر كردية تدخل المنطقة العازلة المزعومة.

ونقلت الصحيفة وفق ما أكد دبلوماسي بريطاني رفيع قوله "انه كان من الضروري جداً ان ينضم الاتراك الى المعركة ضد داعش، و ان الثمن الذي يستخرجونه جراء ذلك يتمثل بالعمليات ضد الاكراد"، كاشفا عن مساع غربية لاقناع الاتراك بضبط النفس، مشددا على رغبة الاميركيين بابقاء وحدات حماية الشعب في المعركة ضد داعش. علاوة على ذلك يقول الدبلوماسي البريطاني ان مشاكل كانت قد نشأت بين وحدات حماية الشعب الكردية والتركمانيين قرب منطقة عزاز قبل وصول الميليشيا التركمانية، حيث اعتبر ان ارسال تركيا الميليشيا الى المنطقة لم يهدئ الوضع.


الملف الافغاني

مجددا، وللمرة الثانية خلال اقل من اسبوع نشر الخبير الاميركي المعروف في قضايا الارهاب "بروس ريدل"، مقالة على موقع معهد بروكنغز يتطرق فيها الى النكسات الاميركية في افغانستان بعد تغيير زعامة حركة طالبان واختيار الملا اختر منصور.

وسلط الكاتب الضوء على التصريحات العلنية التي تؤكد العلاقات الحميمة بين طالبان والقاعدة و الاثر السلبي لذلك على الموقف الاميركي، حيث وصف الملا منصور الظواهري "بامير مجاهديه (مجادهي منصور) المحترم" و حث كذلك من اعتبرهم "مجاهديه" بمواصلة الحرب ضد اميركا.

كما تطرق الكاتب لما قاله الملا منصور لجهة تحقيق الانتصار بعد مرور اربعة عشر عاماً على الحرب، وذلك بعد ان تنسحب واشنطن من افغانستان اواخر عام 2016 "مهزومة و مذلولة" بحسب تعبيره. و اعتبر الكاتب ان ذلك يدل على ان طالبان ستسمح للقاعدة بالعمل بحرية في افغانستان.

الكاتب قال ان شبكة حقاني التي تعزز نفوذها داخل حركة طالبان مع رحيل الملا عمر، عادت وتكلمت بشكل علني وواضح عن دعمها للقاعدة، وخلص إلى ان تبني الملا منصور العلني للظواهري يضع علامة استفهام كبيرة على مستقبل اي مصالحة سياسية في افغانستان تحت رعاية اميركية، خاصة وأن واشنطن تشترط نبذ القاعدة من قبل طالبان قبل دخولها في مفاوضات معها.

2015-08-21