ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الاجنبية: تقارب سعودي اسرائيلي لمواجهة ايران

الصحف الاجنبية: تقارب سعودي اسرائيلي لمواجهة ايران

تناولت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية مخاطر الانخراط مع جماعة احرار الشام، فضلا عن خطر "داعش" وضرورة محاربته، فيما تحدثت صحف أخرى عن التقارب الاسرائيلي السعودي بعيد الاتفاق النووي، ودعوة واشنطن لتغيير نظرتها باتجاه أنقرة والتخلي عن نظرية "النموذج التركي".


سوريا والتكفيريون

صحيفة "نيويورك تايمز"  ركزت على التحدي الذي تواجهه واشنطن في كيفية التعاطي مع جماعة "أحرار الشام" في سوريا، معتبرة أن المشكلة التي تواجهها الولايات المتحدة هي ان جذور "احرار الشام" تنبع من التطرف الاسلامي، مستشهدة بكلام السفير الاميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد الذي رأى ان احرار الشام "تقع في المنطقة الرمادية"، قائلاً انه "اذا لم تكن على استعداد للانخراط مع الفصائل في المنطقة الرمادية، سيبقى عدد قليل ممن يمكنك الانخراط معهم".

وبحسب فورد فانه "نظراً للدور البارز الذي تلعبه احرار الشام في المناطق الشمالية والوسطى سيكون لها دور كبير في اي محادثات سلام"، مما يشير الى ضرورة "ايجاد قناة من اجل البدء بالتواصل معها"، وفق تعبيره.

في المقابل، لفتت الصحيفة الى ان الولايات المتحدة لم تعقد اي اجتماع مع مسؤولي احرار الشام، خلافاً لبعض الدول الاوروبية. ونقل عن أحد المسؤولين في الادارة الاميركية، رفض الكشف عن اسمه، قوله بانه "طالما بقوا (احرار الشام) مقربين من النصرة لا يمكنني ان اتصور ان نعمل معهم"، وحذر من ان "احرار الشام قد تجعل من سوريا افغانستان جديدة في حال تم تعزيز قوتها"، وهذا تحذير مهم جداً في ظل التجربة الاميركية مع طالبان وتوفير الاخيرة كملاذ آمن لتنظيم القاعدة كي تخطط لماهجمة الغرب.

صحيفة "نيويورك تايمز" نشرت ايضاً مقالة تحت عنوان "جرائم تدمر" يُعبر فيها عن ان تدمير "داعش" للمواقع الاثرية في مدينة تدمر، مثل معبد بعلشمين، هو جزء لا يتجزأ من مسعى موحد وبربري لمحو ليس فقط شعوب بأكملها، وانما كذلك اديانهم و ثقافاتهم و تواريخهم"، وقالت: "ان تدمير المواقع الاثرية يأتي في سياق عملية القضاء على المرتدين وهلاك المجتمعات مثل الآشوريين والايزيديين"، واصفة كل ذلك بأنه "تطهير عرقي وديني وثقافي لكل من يعتبر غريباً لداعش".

وتابعت الصحيفة ان "داعش" يتميز بالتهديد الذي تشكله للبشرية، وبالتالي حثت الولايات المتحدة وحلفاءها على بذل اقصى الجهود لايقاف هذا التنظيم.


العلاقات الاميركية - التركية

من جهة ثانية، نشر الباحث المختص بالشؤون التركية والكردية دوف فريدمان دراسة على موقع "مركز التقدم الاميركي" المقرب من البيت الابيض، وجاءت الدراسة تحت عنوان: "النموذج التركي – تاريخ النظرية المضللة".

وتحدث الباحث عن تاريخ طويل من الحماسة الاميركية حيال الدور التركي تعود الى نهاية الحرب العالمية الثانية وبداية الحرب الباردة، عندما قدمت تركيا نفسها كقوة مؤيدة للغرب ومعادية للشيوعية، وقال في هذا الاطار ان الولايات المتحدة تجاوبت مع ذلك على امل تعزيز نفوذها في الشرق الاوسط، وذلك على الرغم من ان تركيا قد بالغت في قدراتها بالتصدي للشيوعية.

الكاتب لفت الى ان نظرية "النموذج التركي" عادت مجدداً عقب الثورات العربية، حيث عادت واشنطن لتبني هذا النموذج على صعيد منطقة الشرق الاوسط، معتبرا أن رفض الاخوان المسلمين في مصر "للنموذج التركي" كشف غياب النفوذ التركي الاقليمي واستغلال "الثوار" العرب لتركيا من اجل تهدئة المخاوف الاميركية فقط.

برأي الكاتب ان من اهم العبر المستخرجة من "مغالطة" النموذج التركي هي ان المشاكل ستظهر عندما تفترض الولايات المتحدة ان الاصطفاف مع تركيا سيحسن الاستقرار الجيوسياسي، مشيرا الى ان الاتفاق الاميركي التركي الاخير باستخدام قاعدة انجرليك يبين ان عقلية "النموذج التركي" لا تزال حية في واشنطن.

وقال: "ان ادارة اوباما تنظر الى تركيا على انها لاعب اضافي ضروري في التحالف ضد داعش، والذي يعد مكسباً في الحرب في سوريا". كما تحدث الكاتب عن مغالطة اميركية جديدة، لجهة استغلال تركيا اتفاقها مع اميركا وجعله كغطاء من اجل محاربة حزب العمال الكردستاني، واجراء تحقيقات اجرامية مع اعضاء حزب الشعب الديمقراطي.

ونبّه الكاتب إلى ان رضوخ الولايات المتحدة للحملة التركية الواسعة ضد الاكراد سيكون خطأ فادحا، وشدد على ان التركيز على الاجراءات التركية الجديدة دعماً للتحالف الدولي يتجاهل الضرر المحتمل الذي قد يلحق بمساعي محاربة داعش و كذلك بالاستقرار السياسي التركي الداخلي. وحث ادارة اوباما على تبني مقاربة جديدة مع تركيا تتضمن لعب دور دبلوماسي نشط من اجل تخفيف التوتر الجديد بين تركيا و حزب العمال الكردستاني.


العلاقات السعودية - الاسرائيلية

تحت عنوان: "رد السعوديين على خطر ايران الصاعد (التحالف الناشىء بين السعودية واسرائيل)"، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقريراً تمحور حول مقابلة اجرتها الصحيفة مع الجنرال السعودي المتقاعد انور عشقي، وهو الذي التقى قبل اشهر قليلة مدير عام وزارة الخارجية الاسرائيلية دور غولد.

التقرير قال ان عشقي قاد مساعي الرياض للتواصل مع اسرائيل، كما كان قد وضع رؤية للشرق الاوسط خلال المؤتمر الذي عقد في مقر مجلس العلاقات الخارجية في الولايات المتحدة حيث اجتمع بغولد، والتي تضمنت السلام العربي الاسرائيلي، و تغيير النظام في طهران، و انشاء دولة كردية.

وقال عشقي وفق الصحيفة ان "المشروع الاساس بيني وبين غولد هو ايجاد السلام بين البلدان العربية واسرائيل"، واضاف "هذه مسألة شخصية، لكن حكومتي على علم بهذا المشروع. حكومتي لا تعارضه لاننا نحتاج السلام. لهذا السبب اكتشفت دور غولد. هو يحب بلده وانا احب بلدي.علينا ان نستفيد من بعضنا".

وختم بالقول "ان السعودية لا تريد ان تقوم ايران بزعزعة استقرار المنطقة وان تهاجم و تدمر اسرائيل"، وفق تعبيره.

2015-08-26