ارشيف من :نقاط على الحروف

’داعش المستقبل’ يفيض بحقده ضد الشعب.. ’رعاع’ و’عدائيون’

’داعش المستقبل’ يفيض بحقده ضد الشعب.. ’رعاع’ و’عدائيون’

وأخيراً قرّر علي حمادة "قول الأمور بصراحة". المتطرّف "المستقبليّ" أفاض من بعض مخزونه التعبيري الرفيع المستوى، واصفاً شريحة كبيرة من الشعب اللبناني بـ"الرعاع". يتقزّز الرجل من مشاهد الشعب يثور على التِركة الحريرية الاقتصادية في الحكم.

"بصراحة" قالها حمادة على صفحات جريدة "النهار"، غير آبه بإخفاء جوانب حقده الدفين ضد المقاومة وجمهورها. يقول "الامس كان الرعاع الذين اعتدوا على قوى الأمن وعلى الأملاك العامة والخاصة مظهرين "ثقافتهم" الحقيقية، جزءاً اصيلاً من جمهور "حزب الله" و"حركة أمل" وعصابات ما يسمى "سرايا المقاومة" المقيم على شكل "حزام أمني" عدواني النزعة في الأحياء المتاخمة لقلب بيروت".


حمادة الذي لم يرقه قتال المقاومين عام 2006 في جنوب لبنان بمواجهة العدوان الصهيوني، لن يروقه طبعاً رؤية شباب ثائر في "سوليدير" التي بنيت على اغتصاب حقوق الناس من قبل مشغّليه. فمنطق الحرية والثورة بعيد عنه. والشعب الذي صمد وعض على الجراح في مواجهة آلة الحرب الصهيونية والاستفزاز والتحريض "المستقبلي" المستمران ضد سلاح المقاومة، لن يكون في نظر "المتماهي" مع المشروع الصهيوني في المنطقة الا "رعاعاً". ذلك أن المرتدين لثوب السلطة، لن يكون يوماً من صفوف الشعب، ولن تكون الجماهير في نظره، الا ثلّة من "المشاغبين" الذين يهددون امبراطوريته الفاسدة.

’داعش المستقبل’ يفيض بحقده ضد الشعب.. ’رعاع’ و’عدائيون’

علي حمادة

وفيما كان الرّجل وجوقته من المنادين بدعم "المجتمع المدني" ويزعمون مساندته وتأييد مطالبه، أظهرت الأحداث أن هذا المجتمع عندما يثور بحق، ويطالب بحقوقه المسلوبة منه، وأمواله المسروقة من الفريق الذي ترأس الحكومات منذ التسعينات، فإنه يتبرّأ منه، ومن مظاهراته السلمية وثورته.

حمادة لا يمثّل حالة منفردة بذاتها في العداء للمقاومة، فهو أصغر من أن يكون كذلك، بل هو جزء من منظومة كاملة تحاول "بصفاقة" تمييع الثورة الشعبية ضد الوضع المعيشي المزري في البلاد، بسبب سياسة الحريري الاقتصادية والمالية التي لطالما عاثت فساداً في الحكم. وعلى طريقة "البروباغندا" التي تعتمد تشويه الحقائق وخلط "الحابل بالنابل"، عنونت صحيفة "المستقبل" التالي "الحكومة مع الناس.. و"حزب الله" مع عون". هكذا يستهزئ "التيار الأزرق" بالجماهير المنتفضة في وجه الحكومة والنظام الحاكم في البلاد. فكيف يكون "المستقبل" الذي يترأس الحكومة، في صف "الثورة" التي تطالب برحيلها؟ أم أن هذا الاعلام امتهن فن الكذب حتى وصلت به الأمور الى مثل هذا الحال؟ وعلى ما يقول الفنان زياد الرحباني "طيب اخدنا سلاح جينا نزلنا بخندق واحد لنقاتلن اجوا قعدوا معنا بالخندق!".

تقول الصحيفة عينها "أثبتت الحكومة أمس انحيازها التام إلى أحقية هذه المطالب بعد أن حزمت أمرها متجاوزةً "الجدار" التعطيلي فأقرت حزمة مالية بقيمة 100 مليون دولار مخصصة للتنمية في عكار". هي عكّار نفسها التي تنتفض اليوم ضد دعوة نواب المستقبل في بيروت لنقل نفايات العاصمة اليها. لكن الطامة الكبرى هي في الجملة التالية "ثم تصدت لأزمة النفايات فرفضت نتائج عروض المناقصات لارتفاع أسعارها واتخذت قرار حل الأزمة مرحلياً بانتظار الحلول الجذرية"! عجيب أمر هؤلاء القوم. يظن القارئ لبرهة أن من أقر عقود المناقصات هي مخلوقات فضائية بُعثت على كوكب الأرض، أو أنهم خبراء حضروا الينا من زيمبابواي!

أسلوب "المستقبل" التحريضي كان حاضراً في هذه المقالة. حيث اتهمت الصحيفة "عناصر معروفة أمنياً بأنها تابعة لـ"سرايا المقاومة"" بالتوغل "في شوارع وسط العاصمة، حيث شنّت "غارات" تخريبية على المنطقة المحيطة بالسرايا الحكومية". اذاً، الصحيفة التي حاولت استمالة التحرّك الشعبي في رياض الصلح، والكيل بمكيالين من خلال التمسك بالحكم والثورة في آن، فضحت نفسها ومرادها في نهاية المطاف. محرّضة ضد المعتصمين متهمة اياهم بـ"التوغل"، وشن "الغارات التخريبية"! أمّا الجزء المتعلّق بسرايا المقاومة، فذلك داء هستيريّ بات متجذّراً بتيار الحريري، قد يصعب علاجه في الوقت القريب..

2015-08-26