كشف خبراء في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة أن جيش جنوب السودان وضباطه يستخدمون سلاحا "إسرائيليا"، معتمدين على صور ميدانية لعناصر من الجيش يحملون أسلحة من نوع "آي دبليو آي"، بالإضافة إلى بندقية من نوع "اي.سي.إي" المتطورة من قبل الصهانية، والتي تعد نموذجًا مطورًا من بندقية "غاليلي" الاسرائيلية.

ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن تقرير مقدم إلى اللجنة التي تحقق في احداث جنوب السودان يلخص عشرة اسابيع من عملهم، ان الخبراء يؤكدون أن جزءًا من السلاح "الاسرائيلي" أعطي للاجهزة الامنية قبل اندلاع الحرب في جنوب السودان، وهو الآن في أيدي أجهزة أمنية اخرى، كجيش التحرير الشعبي للسودان والشرطة المحلية وحراس ضباط الجيش رفيعي المستوى، والضباط أنفسهم، والذين يعدون الاذرع الامنية لحكومة جنوب السودان.

مجلس الامن الدولي

وأضافت الصحيفة إن "الحديث عن وجود السلاح "الإسرائيلي" في جنوب السودان يشكل دليلاً على منح الصهاينة سلاحهم للنظام في جنوب السودان"، حيث أشار الخبراء إلى أن هذا الدعم لجيش التحرير الشعبي السوداني يساهم في إطالة الحرب وتصعيدها في البلاد، وقالوا إن "اللجنة ستستمر في فحص نقل السلاح ومصادره والشبكات التجارية التي تقف وراءه وتأثيره في الحرب، والاخلال بحقوق الانسان والقانون الانساني الدولي"،  وقد تم ارسال رسائل رسمية للكيان الصهيوني حول الموضوع.

من جهته، رأى المتخصص بحقوق الانسان والذي يعمل على زيادة الرقابة الجماهيرية على تصدير السلاح "الاسرائيلي" المحامي ايتي ماك، ان "هذا التقرير المرحلي لا يشكل سوى طرف جبل الجليد لما يحدث في جنوب السودان"، مشيراً إلى ان "التحقيقات التي تجريها جهات دولية ومنظمات حقوق الانسان حول التصدير الامني خلال الحرب الاهلية، تؤكد أقوال نشطاء منظمات حقوق الانسان من ناحية خطورة الوضع في جنوب السودان، ومن ناحية التدخل "الاسرائيلي"، قال:"ما زال الوقت غير متأخر بالنسبة لـ"اسرائيل" لتغيير وجهتها ووقف التدخل، وايصال رسالة واضحة لحكومة جنوب السودان أنها لن تقف الى جانبها وهي تنفذ جرائم خطيرة الى هذا الحد هناك".

وتابعت الصحيفة، فاشارت الى أن وزارة الحرب "الاسرائيلية" تهربت في الشهر الماضي من الاجابة عن سؤال ما "إذا كانت "اسرائيل" مستمرة في بيع السلاح لجنوب السودان"، حيث قال رئيس هيئة وزارة الحرب حاييم بلومنبلت، إن "سياسة التصدير الامني لكل الدول تُفحص في حينه من الوزارة وبالتعاون مع وزارة الخارجية وجهات أخرى، حسب المصالح الامنية والسياسية لـ"اسرائيل"، بما في ذلك اعتبارات حقوق الانسان والفرد في الدول المستهدفة".

وعلى الرغم من ذلك فإن وفودا رسمية من جنوب السودان شاركت في السنة الاخيرة ضمن فعاليات معارض تصدير السلاح "الاسرائيلي"، التي تتعلق بمحاربة الارهاب والحماية والامن الداخلي وما أشبه.