ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الاجنبية: انتقاد لاذع لمذابح آل سعود بحق اليمنيين

الصحف الاجنبية: انتقاد لاذع لمذابح آل سعود بحق اليمنيين

بينما دعا باحث سعودي معروف بولائه لآل سعود، لاستنساخ العدوان السعودي "الناجح" على اليمن وتطبيقه في سوريا، سلطت تقارير وتحليلات أخرى الضوء على المخاطر والمعاناة الانسانية التي تسبب بها العدوان على اليمنيين.

من جهة اخرى، تحدثت تقارير اعلامية غربية عن قيام مسؤولين عسكريين اميركيين بتحريف التقييمات بشأن الحرب الاميركية على "داعش" والترويج لنجاح الحملة.

الملف اليمني

اعتبر الباحث السعودي نواف عبيد في مقالة نشرت في صحيفة "دايلي تلغراف" ان الاستراتيجية العسكرية التي تتبعها الرياض في اليمن قد يستفاد منها في الازمة السورية.

وتحدث الكاتب مطولاً عن هذه الاستراتيجية، مشيراً الى انها نجحت "بقتل" ما يزيد عن ألف مقاتل من الحوثيين وانصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح، فضلاً عن زعمه مقتل قرابة اثني عشر مقاتلاً من القوات الخاصة التابعة لايران وحزب الله- على حد زعمه.

و قال "عبيد" ان الملك السعودي ينوي تركيز اهتمامه على سوريا "بعد هزيمة المتمردين المدعومين ايرانياً في اليمن" بحسب تعبيره. و يتحدث الكاتب عن سيناريو في سوريا يقوم على تدخل تحالف تقوده السعودية على غرار التحالف الذي يشن الحرب على اليمن. و يشرح ان التحالف الجوي سيقدم الدعم لعدد من مجموعات المعارضة المنظمة "مثل احرار الشام" (المقربة من القاعدة) في الشمال، و "جيش الفتح" في الجنوب، فضلاً عن منع هذا التحالف القوات الجوية السورية من قصف المدن، وفق رأيه.

الا ان موقع "دايلي بيست" الاميركي  نشر في المقابل تقريرا يلقي الضوء على المخاطر الكبيرة التي تسببت بها الحرب على اليمن لجهة تقوية عناصر القاعدة في هذا البلد. و يستشهد التقرير الذي عنون بـ"الحرب التي تدعمها الولايات المتحدة في اليمن تقوي القاعدة"، بمسؤولين في وزارة الحرب الاميركية الذين اعترفوا أن هذه الحرب ادت الى تقوية القاعدة في البلاد، ما يشكل تهديدا خطيرا للامن الاميركي.
ويحذر التقرير من انه و"بعد مرور اشهر على التدخل السعودي المدعوم اميركياً، فان المقاتلين المرتبطين بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يقتربون من مدينة عدن الساحلية"، و يلفت التقرير الى ان "هذا التقدم الميداني الاخير للقاعدة هو الاهم منذ بدء الحرب على اليمن"، كما يضيف ان "من شأن ذلك اعطاء الجماعة المزيد من المساحات من اجل التدريب و التخطيط، و كذلك من اجل مهاجمة المصالح الاميركية".
علاوة على ذلك يشير التقرير الى ان تنظيم القاعدة في اليمن بات في مأمن اكثر من السابق، حيث يندمج مع السكان المدنيين، الامر الذي يصعب استهداف عناصر الجماعة من خلال الضربات التي تشنها الطائرات الاميركية دون طيار.
كذلك يتطرق الى مخاوف البعض من تواطؤ المملكة مع تنظيم "القاعدة" من اجل محاربة الحوثيين، مشيراً في هذا الاطار الى التقارير التي تتحدث عن تعاون بين القاعدة والرياض الشهر الفائت بغية طرد الحوثيين من عدن.
وينقل عن لسان الخبير الاميركي المعروف في قضايا الارهاب "بروس ريدل" قوله بأن "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية سيستفيد من المناطق من اجل رسم خطط لضرب اهداف اميركية"، كذلك يشير التقرير الى مخاوف اعرب عنها باحثون اميركيون من ان تقوم القاعدة باستهداف السفن التجارية التي تمر عبر خليج عدن.

تحت عنوان: "المذبحة البشرية التي تسببت بها الحرب السعودية على اليمن"، كتبت كبيرة مستشاري منظمة العفو الدولية لشؤون مواجهة الازمات "دوناتيلا روفيرا" مقالة في مجلة فورين بوليسي، روت فيها حكاية طفلة يمنية عمرها خمس سنوات اصيبت في غارة جوية للتحالف السعودي استهدفت مدرسة شمال عدن كانت تأوي عائلات تم تشريدها جراء الحرب. و تقول ان هذه الطفلة فقدت امها و تسعة افراد آخرين من عائلتها في هذه الغارة.
و تضيف الكاتبة ان "مئات المدنيين قتلوا في مثل هذه الضربات بينما كانوا نائمين في منازلهم، او يمارسون نشاطهم اليومي، او متواجدين في ذات الاماكن التي لجأوا اليها جراء النزاع". و تقول انها لم تجد ما يشير الى اي نشاط عسكري في اماكن استهدفها التحالف السعودي. كذلك تشير الكاتبة الى ان نسبة المحتاجين الى مساعدة انسانية في اليمن قد ارتفع الى ثمانين بالمائة، مقارنة مع اكثر من خمسين بالمائة بقليل قبل اندلاع الحرب.
و تتطرق ايضاً الى المساندة التي تقدمها الولايات المتحدة للتحالف السعودي من حيث تقديم السلاح الذي يستخدم في قتل المدنيين و كذلك تقديم المعلومات الاستخبارتية. بحسب الكاتبة فان كل ذلك "يجعل الولايات المتحدة مسؤولة بشكل جزئي عن الضحايا المدنيين الذين يقعون جراء الهجمات غير القانونية". وأكدت أن هناك انتهاكا واضحا للقانون الدولي في صعدة والقرى المحيطة.
وفي الختام، حثت على تشكيل لجنة تحقيق اممية للنظر في جرائم الحرب والانتهاكات الاخرى التي ترتكب في اليمن.


الحرب الاميركية على "داعش"

نقل موقع "دايلي بيست" عن ثلاثة مصادر بارزة بان موظفين اميركيين يعملون في مجال مكافحة الارهاب يتعرضون لضغوط من قبل المسؤولين العسكريين والاستخبارتيين الاميركيين الكبار لرسم صورة وردية عن المساعي الاميركية ضد "داعش"، كاشفة أن هناك ضغوطا تفرض على هؤلاء لاعطاء تقييم يعتبر "داعش" اضعف مما هي عليه.

ووفق المصادر، فان التقارير التي تقدم صورة تشاؤمية عن الحملة التي تقودها واشنطن اما يتم اعادتها او انها لم تعرض على السياسيين الكبار، ولفتوا الى أن معظم الذين يقدمون التقارير يكونون حذرين لجهة الا تأتي استنتاجاتهم مخالفة للاستخبارات مما يجعلهم يجرون "رقابة ذاتية" لآرائهم الخاصة.

التقرير يستشهد بالمدير السابق لوكالة الاستخبارات العسكرية الاميركية مايكل فلين، الذي تحدث عن "تسييس المجتمع الاستخبارتي". وكشفت المصادر عن قيام الضباط الكبار في القيادة الوسطى الاميركية (المسؤولة عن الضربات الجوية ضد داعش في العراق وسوريا) بتغيير محتوى التقارير التي تعد، من اجل جعلها تنسجم اكثر مع خطاب الادارة الاميركية.

ووفقا للمصادر، فان الموظفين في القيادة الوسطى الاميركية الذين يقيّمون الحرب على داعش "استنتجوا بان الحملة لا تسير على ما يرام، الا ان المسؤولين الكبار يريدون تطابق جميع التقارير بشأن داعش وتجنب التحليلات التي تصل الى استنتاجات متباينة".

صحيفة نيويورك تايمز من جهتها افادت بان المفتش العام في وزارة الحرب الاميركية يجري تحقيقاً في المزاعم التي تتحدث عن قيام مسؤولين عسكريين "بتحريف التقديرات العسكرية" حول الحملة ضد داعش. و كشفت الصحيفة عن تقديم شكوى الى المفتش العام تتهم مسؤولين في القيادة الوسطى الاميركية باعادة صياغة التقديرات العسكرية التي يتم اعدادها للمسؤولين الكبار، بمن فيهم الرئيس الاميركي باراك اوباما.

 

2015-08-27