ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الاجنبية: الاتفاق النووي خطوة نحو استقرار الشرق الأوسط
حذرت الصحف البريطانية مجدداً من عمليات إرهابية قد تشهدها القارة الاوروبية بعيد حادثة القطار الذي كان متوجهاً من مدينة آمستردام الى العاصمة الفرنسية باريس.
من جهة أخرى تتعزز الحملة التي يقودها فريق ادارة اوباما ومناصرو الاتفاق النووي مع ايران بغية منع الكونغرس من تعطيل الاتفاق، في وقت تتواصل فيه الانتقادات للسياسات التركية وتقويضها الحرب على داعش.
الخطر الارهابي على القارة الاوروبية
نقلت صحيفة دايلي تليغراف البريطانية عن لسان مصادر مقربة من الاستخبارات الفرنسية قولهم: إن قوات الأمن الفرنسية تتحسب لسيناريو اندلاع حالة اضطراب داخلية في البلاد، وتتخوف من تعرض طائرة ركاب مدنية لهجوم صاروخي او لهجوم على غرار هجمات الحادي عشر من ايلول. وتحدثت المصادر عن خطط طوارىء وضعها الجيش الفرنسي تحسباً لسيناريو التوتر الداخلي.
واعتبرت المصادر أن محاولات القيام بعمليات ارهابية، كتلك التي حاول القيام بها رجل مغربي على متن قطار متوجه من آمستردام الى باريس، هي من عمل شبكات منظمة من قبل من وصفهم بـ "المسلحين الاسلاميين" وليست عمليات فردية، ولفتت إلى أنه يتم تهريب الاسلحة (التي قد تستخدم في الهجمات الارهابية) من ليبيا الى داخل البلاد، كما ان الجماعات الارهابية و الاجرامية تتعاون من اجل الحصول عليها.
المصادر أعربت عن مخاوفها في هذا السياق، حيث نقلت عن هؤلاء قولهم "اننا لا نعرف ما الذي حلّ بالأسلحة التي أرسلناها الى المتمردين الليبيين أنه لامر مقلق"، وأشارت المصادر إلى أن ذلك يأتي قبيل الاجتماع المخصص البحث في تعزيز الاجراءات الامنية في القارة الاوروبية بين وزراء النقل الاوروبيين يوم السبت المقبل في العاصمة الفرنسية.
الملف النووي الايراني
اعتبرت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة "سامانثا باور" في مقالة نشرت على موقع "بوليتيكو" ان رفض الاتفاق النووي مع ايران سيضعف قدرة اميركا على تحقيق "اهدافها الاوسع نطاقاً على صعيد السياسة الخارجية"، مشيرة في الوقت نفسه الى ان تحقيق هذه الاهداف بات يتطلب من واشنطن حشد تحالفات دولية واسعة.
وحذرت "باور" من عزل الولايات المتحدة عن الدول الأخرى التي شاركت بالمفاوضات النووية في حال رفض الكونغرس الاتفاق، واعتبرت ان رفض الاتفاق سيقوض قدرة الولايات المتحدة على استخدام العقوبات في حالات أخرى، حيث سيصبح من الصعب لواشنطن حشد التأييد الدولي لفرض العقوبات في المستقبل.
كما تلفت "باور" الى ان عدم قبول هذا الاتفاق سيصعب عملية حشد التحالفات الدولية، والتي اعتبرتها ضرورية من اجل مواجهة تهديدات اخرى، سواء كانت تتمثل "بنظام يمتلك سلاح نووي او فيروس قاتل او مجموعة من الارهابيين الاجانب". وشددت في هذا السياق ان تشكيل مثل هذه التحالفات يعتمد بشكل كبير على نظرة بقية العالم تجاه الولايات المتحدة. وحذرت الكاتبة من ان رفض الكونغرس للاتفاق سيوجه رسالة للعالم مفادها ان الولايات المتحدة منقسمة داخلياً ولا يمكن الرهان عليها، ورأت ان من شأن ذلك اضعاف القوة الناعمة لدى واشنطن، مما سيقوض قدرتها على حشد البلدان الاخرى الى جانبها.
هذا فيما وجه 73 من كبار الباحثين في العلاقات الدولية و قضايا الشرق الاوسط رسالة مكتوبة اعتبروا فيها ان الاتفاق النووي مع ايران يشكل "خطوة قوية وايجابية نحو استقرار الشرق الاوسط". وتقول الرسالة، التي تحمل توقيع اسماء بارزة مثل نعوم تشومسكي و جون اسبيزيتو و رشيد خالدي، ان من أهم أسباب انعدام الاستقرار في الشرق الاوسط هي التوترات الاميركية الايرانية، وفق تعبيرهم.
ورأى الباحثون ان التنافس الاميركي الايراني في كل من العراق وافغانستان قد ساهم بشكل كبير بزعزعة استقرار هذه الدول، واشاروا في الوقت نفسه الى أن مجرد الانخراط الاميركي الايراني هو عامل استقرار في الشرق الاوسط. كما حذر الباحثون من عدم امكانية وقف المذابح في سوريا وتحييد التهديد الذي تشكله "داعش" في غياب الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وايران، و اشاروا الى امكانية التعاون الاميركي الايراني في مواجهة "داعش".
واعتبروا ان الشرق الاوسط الذي تكون فيه الدبلوماسية القاعدة وليس الاستثناء سيعزز المصالح و الامن القومي الاميركي، وحذروا من ان رفض الكونغرس للاتفاق سيزعزع استقرار المنطقة اكثر فاكثر و يضع الولايات المتحدة في حالة عزلة، بالتالي يحثون اعضاء الكونغرس، اضافة الى قادة الدول الست وايران، على "التأييد السريع و التنفيذ الكامل" للاتفاق النووي.
السياسة التركية
بعنوان "رهاننا الخطير مع تركيا" كتب السفير الاميركي الاسبق لدى انقرة اريك ايدلمان مقالة نشرت في صحيفة "نيويورك تايمز"، اعتبر فيها ان موافقة تركيا على استخدام الولايات المتحدة لقاعدة انجرليك الجوية انما تعود لاسباب تتعلق بالسياسة الداخلية التركية و ليس اعادة النظر في الاستراتيجية حيال سوريا.
واشار الكاتب الى ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان باشر بحملة ضربات جوية ضد الاكراد بعيد الاتفاق مع الاميركيين على استخدام قاعدة انجرليك، معتبراً أن من شأن ذلك إعادة اشعال النزاع التركي الكردي. كما لفت الى قيام تركيا بضرب السوريين الاكراد الذين رأى انهم كانوا الحليف الاقوى في المعركة ضد "داعش".
ورأى ان سياسة تركيا كانت تستند على اقامة "دولة سورية يهيمن عليها السنة"، معتبرا أن هذه السياسة تفسر "دعم تركيا الضمني" لجبهة النصرة. ما اعتبر أن هدف اردوغان الاولي انما هو الحصول على غالبية برلمانية ساحقة تمنحه رئاسة تنفيذية و تعزز دولة الحزب الواحد، مما يدفع به الى تشويه سمعة حزب الشعب الديمقراطي عبر ربطه بالارهاب، و بالتالي اخذ الاصوات من حزب الحركة القومية (المعروف بعدائه للاكراد).
ايدلمان رأى ان الاستراتيجية التركية ستقوض بشكل كبير الحرب على "داعش"، حيث حذر من ان السماح لتركيا بانشاء منطقة محظورة على القوات الكردية لن تؤمن المناطق لصالح من اعتبرهم "بالمقاتلين المعتدلين"، بل ربما لصالح جماعات مثل جبهة النصرة واحرار الشام. واعتبر ان تعزيز قوة هذه الجماعات سيعزز الطائفية و العنف العرقي.
وقال ان "الولايات المتحدة تحتاج الى تركيا علمانية وديمقراطية للعب دور في الشرق الاوسط المضطرب"، و ليس الى حليف يعصف به العنف والتمرد.
وختم بدعوة ادارة اوباما الى تقييد الحضور التركي في الاجتماعات الرفيعة المستوى، و الى تحجيم التعاون الاستخبارتي مع انقرة، وكذلك الى الامتناع عن تقديم الدعم لتركيا في المؤسسات المالية في حال ادت سياسات اردوغان الى ازمة اقتصادية، فضلا عن ضرورة ممارسة الضغط على تركيا من اجل تجنب انجرارها الى الدوامة التي اوجدتها السياسة الفاشلة حيال سوريا.