ارشيف من :ترجمات ودراسات
جنرال اسرائيلي: من مصلحتنا استمرار القتال في سوريا وعدم تدخلنا فيه
أكدت "تل أبيب" على لسان أحد أهمّ خبرائها العسكريين اللواء يعقوب عميدرور نجاح السياسة المتبعة بـ"عدم التدخل في سوريا، لأن من مصلحتها إبقاء القتال دائرًا هناك، سواء بين الأعداء الذي يوصفون بأصحاب التهديد الحالي أو الآخرين الذي يصنّفون على أنهم أصحاب التهديد المحتمل مستقبلًا"، حسب تعبيرها.
وكتب عميدرور في صحيفة "اسرائيل اليوم"، مقالًا جاء فيه أن ""اسرائيل" تقف أمام مسألتين بشأن سوريا: الاولى تتعلّق بالسياسة العامة من الحرب الدائرة هناك، بين النظام السوري وحلفائه من جهة، والمنظمات "الجهادية" مثل "جبهة النصرة" ( فرع تنظيم القاعدة في سوريا) و"داعش" من جهة أخرى. والسؤال هو: هل ينبغي لـ"تل أبيب" أن تتخذ موقفًا وتعمل ضد أحد الطرفين أو لصالح أي منهما؟ وما هو الأفضل بالنسبة لـ"اسرائيل" النظام السوري رغم كل مشاكله وتهديداته، أم المنظمات المتطرفة جدًا التي امتنعت حتى الآن عن العمل ضد "اسرائيل"؟".
صحيفة "اسرائيل اليوم"
أما المسألة الثانية، يضيف عميدور، "فهي كيف ينبغي لـ"اسرائيل" أن تردّ عندما تنفّذ عملية ضدها في الجولان؟ هي تكتفي فقط بالحد الادنى اللازم وبتركيز ردّها على القاطع الذي نفذت فيه العملية، أم عليها توسيع ردها كي تردع من يقف خلفها؟".
ويتابع "من ناحية المبدأ، يبدو أن على "اسرائيل" أن تحذر جدًا من أن تصبح جزءا من النزاع الذي لا ينتهي في سوريا، إذ من ناحيتها لا يوجد طرف واحد افضل من عدوه. ففي مقابل التطرف الذي لا يمكن فهمه والوحشية غير الانسانية لـ"داعش"، توجد قدرة حزب الله على تفعيل مئة الف صاروخ. لكن في الوقت نفسه فإن تدخل حزب الله في سوريا عسكريًا، يقلل من تركيزه على الجبهة مع "اسرائيل"، ولهذا السبب يأتي السؤال: لماذا ينبغي لـ"اسرائيل" أن تتدخل لصالح أي من الطرفين؟ أوليس من الافضل أن يستنزف الطرفان دماء بعضهما بعضًا؟".
وفي الختام، يخلص عميدرور الى أن "المعادلة الاسرائيلية تجاه الساحة السورية محكومة بالقاعدة التالية: سيكون أصعب على "اسرائيل" التصدي لعدو تقف خلفه دولة تساعده على التعاظم العسكري (حزب الله)، من أن تتصدى لمنظمة قد تكون أكثر وحشية، ولكن لا توجد دولة ملتزمة بمساعدتها على بناء قدراتها (داعش). وعلى هذا الاساس لتستمر السياسة الاسرائيلية المعتمدة في عدم التدخل في سوريا".