حيدر دقماق

سيدي..
من دفءِ عينيْك فاضت نخوةُ المجاهدين..
ومن ضوءِ وجنتيْك انبلجَ فجرُ العابرين...
ومن سنا مبسمِك أشرق خيرُ المحرومين..
ومن شموخ جبينِك بزغت أحلامُ المعذبين..
يا أنت.. والإسمُ فالقُ بحرِ الظلم..
أمواجُ رؤاك لا تهدأ فينا...
ضربتَ بعصاك.. وأعلنتَ هبوبَ الريح...
فسطعتْ قامتُك تعاندُ المستحيل..
وأشعلتَ قناديلَ أملٍ في حالكِ الدجى..
وأيقظتَ مواطنَ الفرحِ من عميقِ مآسينا..
فكنتَ النورَ الهاديَ إلى عظيمِ انتصاراتِنا..

أيها الساكنُ أبداً بين شغافِ القلب..
يلهجُ اسمَك نبضُنا.. في كلِّ حين..
ويناغي ذكرَك عبقُ عشقٍ نابتٍ في أضلاعِنا..
يا أنت.. وصنيعُك قهرَ القهر.. وأعلنَ النصر..
جمالُ حبِّك مطلق.. يُبلسِم أنينَ الفقْد..
باقٍ فينا.. كالشمس وإن غابتْ فلها جديد..
باقٍ فينا.. وكلُّ أمجادِنا تقول هذا أنت..
باقٍ فينا.. ثورةً هادرةً لا تهدأْ.. ولن تنتهي..